العقل بالطبع شيء غير خالد بل زائل، ولكنك تعلم الآن لماذا أشعر بالميل إليه، فالحياة فخ محزن وعندما يحقق الشخص المفكّر فرصته ويبلغ وعيه درجة النضج يحس نفسه -لا إراديًا- كأنه وقع في فخ لا مهرب منه. وبالفعل فقد جاء إلى الحياة من العدم على الرغم من إرادته بفعل عوامل عارضة، فلماذا؟! إنه يريد أن يعرف مغزى وجوده وهدفه فلا يقال له أو تقال له حماقات، ويدق الباب فلا يفتح له أحد، ويأتيه الموت أيضًا على الرغم من إرادته. وهكذا كما في السجن عندما يشعر الأشخاص الذين جمعتهم المأساة المشتركة بنوع من الإرتياح عندما يجتمعون معا، كذلك الحياة؛ لا يحس الأشخاص الميالون إلى التحليل والتعميم بوجود الفخ عندما يجتمعون معًا ويقضون الوقت في تبادل الأفكار الحرة الأبية! وبهذا المعنى يُعتبر العقل متعة لا بديل لها .