يوميات شاعر
وحيدا كان يكتب
ويتكلم
ويرسل رعشاته للجانب
المعتم فى الغرفه
وحيدا كان يجفف
روحه التى بللها الندى
وثقبتها النهارات
كان غارقا فى شروده
كضباب
ومذبوحا كفراش مهجور
كنت اخرج منه كجزيرة
تسللت من البحر
وأراقبه وهو ينضح ضوءا
وعرقا
وحزنا
ورمادا
ويشعل ظله على الحائط
وتتلاشى رأسه مثل كرة
من الدخان
كانت جروحه تنفتح
فى أوراقه
مثل مدن يفتحها الغزاة
كان يبحث عن وطن يعرفه
وسيدة تستبين له فى الهواء
تتدفق فى عروقه
جمرا
وخمرا
وطيور ا
مهاجرة
هو الان يملأ عينيه
بضوء الرمال
ويترك خيمته
فى سحاب القبيلة
ويفتح رئتيه
لفوضى السفر
هو الان طفل مشرد
جبل بعمر الفراشة
يداهمه الجنون الفذ
بين الحين والحين
فتصبح عينه اليمنى
شموسا
ويعرف ان احتضاراته
الغائبة ستنسل
من بين رأسه
وأن الهواءسيصرخ
بين يديه
وأن القصيدة لن
تستجيب
لاحلامه الثائرة
منقول