ها انت ترحل مرة اخرى
عن المدن التى جعلتك تختصر
المسافة بين روحك والنوارس
وتبرق كالرمال حين
يفتحها هدير البحر
ويستبين عرشك المخفى
ويستحيل وجودك الكونى جسرا
وارتعاشات مضيئة
وردة وقفت على شطيك
تبرعم الرمل الذى أتسعت جدائله
وتطلق الموج فى شريانك النائم
وانت تنظر فى وله للنوافذ التى
تبدو كنهد تمرغ فى الرمال
وتستعيد رائحة الفتاة التى
خبأت فى ثوبها عينيك
واختبلت بفوضاك البهية
ها انت تسبح فى فراغ الحلم
منتشيا بحزنك
صاحت الاعشاب خلفك
وتكسر فى وريدك شبق هارب
تحدثت الصخور اليك
واعشاش الطيور
والمدى المنثور خلفك
وبقايا موجة
هل كنت تدرى ان
اعصارا سيقذف فى وريدك ؟
وجهك يلتهب كوردة
ويصرخ فى الافق المهشم
حاملا ابعاده الثكلى
وضوءه المسحور
يسقط نجم من خريفك
وتدخل غيمة عفنة
نوافذك المضيئة
أنت الذى فتح الجحيم له كتابته
واحصيت امتدادات الشبق
ونمنمة السكون
هل كنت تعرف ان روحك
سوف تخدشها المدينة؟
وأن مقبرة ستدخل فى سريرك
وان الحلم يهجر مقلتيك
ونورك جرح قاتل
هل كنت مأخوذا
برؤيتك الشفيفة
وهى تبدو كالسراب المشتعل؟
ها انت ممشوق كاعصار
ومقلوبا كبئر فى هواء
قبيلتك المجعد
ومستبينا فى رأسها المخمور
مثل رصاصة
تدفق انتشاؤك مثل صخرة
أسماء ستطلع وسط قوس رجفتك
نهر سيفرغ فى جحيمك مملكه
كتابات ستكشف عن طلاسمك
الدفينة
وانت تخرج من طراسك
النائم كالدم المسفوح
وتركض الى خرائطك الجديدة
م