كلام تقشعر له الابدان .. اقراؤها بتمعن ..!!!
كتبت الكاتبة السعودية نداء آل سيف : لقد آن الأوان أن يسحب خَدَمَة زوار الإمام الحسين (ع) في كربلاء البساط من تحت أقدام حاتم الطائي وغيره ممن اشتهروا بالكرم عبر التاريخ . فلطالما كان أسم حاتم الطائي مقرونا بالكرم و الجود و العطاء بلا حدود . بيد أن بوصلة التاريخ لابد أن تتغير اليوم والأمثال لابد لها أن تتحول . فعطاء حاتم يتوارى أمام عطاء أهالي العراق لزوار الأربعين .
ما دفعني لكتابة هذه المقالة في الحقيقة ، هي صدمة المقارنة ، بين الكرم والسخاء اللامتناهي الذي يلقاه زائرو كربلاء ماديا ونفسيا ، وبين ما يجري في بلادنا من جفاء لحجاج بيت الله الحرام . فقد حظيت خلال العشر سنوات الماضية بخدمة الحجاج في أكثر من حملة للحجيج ، إلا أنه وعلى النقيض من كل الخدمات المجانية التي يلقاها الزائر الماشي على قدميه بين النجف وكربلاء على مدى ثلاثة أيام أو أكثر والتي تبدأ من الغذاء والسكن والخدمات الصحية ، ولا تنتهي بخدمة تدليك الأقدام وتلميع الأحذية ، لم أجد في مكة المكرمة أكثر من علبة ماء تلقيتها ذات مرة على طريق منى !. الفرق شاسع ولا مجال أصلا للمقارنة ، بين ما يلقاه زائرو كربلاء وزائرو مكة ، في الأولى يستجديك الناس طمعا بالتشرف في خدمتك مجانا ، أما الثانية فما عليك إلا أن تحمد ربك كي لا تضطر للاستجداء نتيجة الأسعار المتصاعدة صاروخيا عاما بعد عام في السكن والغذاء والنقل .
أسئلة كثيرة دارت بداخلي وتمنيت لو يجيبني عليها أحدا، ألسنا أولى بهذا الخدمات ونحن أغنى من العراق بأضعاف مضاعفة ؟ أليس الحج هو الفريضة التي أوجبها الله على المسلمين، فكان من الأجدى بنا أن نتفانى في خدمة الحجاج . وكمواطنة ، أنتمى لبلاد الحرمين أتمنى فعلا أن يكون هناك مشاركة مجتمعية من الأهالي والحكومة في خدمة الحجاج وأن تتاح الفرصة لتقديم العطاء لهم، عساها تكون خير فرصة لتغير صورتنا التي بدأت تتلوث بسواد العنف والتعصب.
بعد رحلتي على طريق المشاية بين النجف وكربلاء ، لا أتردد في القول مرة أخرى لحاتم الطائي ، بأن لا مكان لك اليوم أمام ما رأيناه على طريق "المشاية"، من عطاء وكرم وأخلاق العراقيين خَدَمَة زوار الإمام الحسين ، فقد فاقوا كرمك بما لا يحويه الوصف .
اﻻ يستحق منا ان نطلق على هذه اﻻيام (الصفريه) ايام للسلام العالمي وندعوا المنظمات الدولية لحضور هذه التظاهرة السلمية والخدمية والكتابة عنها ومشاهدتها حضوريآ ..