والله ما طلعت شمسٌ ولا غـربـت ... إلاّ وذكـرك مـقــرونٌ بأنفــاســي
ولا شـربتُ لذيذ المـاء من ظمـأ ... إلاّ رأيتُ خيـالا منـك فـي الكـأس
ولا جلسـتُ إلـى قـوم أحـدثـهـم ... إلاّ وكنتَ حديثي بيـن جـُلاســـي
ولا ذكــرتُـك محزونًا ولا فـرحًـا ... إلاّ وأنـت بقلبـي بيـن وِســواســي
ولو قدرتُ على الإتيان جئتُكُـمُ ... سعيًا على الوجه أو مشيُا على الرّأس
تُذيبني في معاني الحبّ مشرقة ... فينجلي عندها ذوقـي وإحساسي
ونظرة يارسول الله تغمرني ... نورًا فينمـاع مـنـهـا قـلبــيَ القــاســي
فما أزال أرى الأحباب قد مُلئت ... كؤوسَهُـمُ وأرانــي فـارغ الكـأس
ومـا تــعـجـّلـتـهـا إلاّ عـلـى ظـمـأ ... أكاد أحصي لظـاه بيـن أنفاســي
ومـا طـمـعـتُ بـها إلاّ لأنّـكـم ... قد جُزتم في سماء الفضل إحداسي
رأيتُ إحسـانـكـم كالغيث منتشرا ... يسقى به سائر الأنعــام والنّـاس
فكان ظني بكم ان تدركوا دنفا ... من قبل أن يتهـاوى بيـن أرمـاس
ويا فتى الحيِّ إن غنَّيْتَ لي طربًا ... فغنّـي وارحـمـنـا مـن قلبك القاسي
مالي وللنّاس كم يلحنوننا ســفهًـا ... دينـي لـربّي وديـن الـنـاس للنّــاس