قل ما تشاء ..
وفجّرِ الكلماتِ والصيحاتِ في
وجهِ اللقاء ..
وحدّث الأرجاء عنّي
كيفَ شئتَ
وقل لها إن شئتَ
أني مَن يجيدُ الانطواء ...
ومن يرومُ فراق أوطانِ البلاء ..
قل أنّني كلُّ الشقاء ..
وأنَّ قوليَ أحمقُ الحمقى
وعنوانُ الغباء ..
دوّن إذا شئتَ الأحاديثَ الشحيحة َ
والمواويل القبيحةَ والغِناء
ألّف إذا شئتَ الجديدَ من الهراء ..
لن يُغلقَ التأليفُ أبوابَ الإله ..
ولن يضيقَ الصدرُ منهُ
ولن تخرَّ لهُ الجباه ..
قل ما تشاء ..
فكلُّ قول ٍ ليس يعنيني
وكلُّ فعل ٍ ليسَ يعييني
وليس شرطًا أن أرى شيئاً تراه ..
ولستَ شيئاً كي ترى شيئاً أراه ..
قل ما تشاء ..
وحدّث الأصنام عن كفري
بأرباب الجهالة ِ والدهاء ..
قل للفضاء بأنني
أزنُ الفضاء ..
قل ما تشاءُ لمَن تشاء ...
لا فرقَ عنديَ أن تقول
لكل من في الأرض
أو من في السماء...
أو أن توّجهَ ضدَ عنواني
أباطيلَ إدّعاء ..
واللهِ لا أخشى إدّعاءَكَ
لا أخافُ من الصباح ِ
وليس يرعبني المساء ..
قل كيفَ شئتَ لمَن تشاء ..
فالموجُ لا يُصغي إلى الربان
أو سُفن الأنام الحاملين حُطامَ أصواتِ البكاء ..
المعلنين بدايةَ الإيمانِ خوفَ الانتهاء ..
قل ما تشاء ..
فإنَّ لي ربًّا ويعلم ظاهر الأشياء
يعلمُ سرَّ ما يخفي الخفاء
وهو الذي يُخشى ويقصدهُ الدعاء
وهو المسيّرُ للأمور جميعها
وهو الرجاء .
يعطي ليغمرَنا الرخاء
ويزيحُ كلَّ همومنا
وإذا تكالبت السقامُ
هو الشفاء ...
لن تستطيعَ الناسُ قتليَ
إن أرادَ ليَ البقاء ..
لن تستطيعَ النّاسُ إبقائي
إذا كتبَ الفناء ..
فاذهب وقل ما شئت عنّي
واتّشح سيفَ العِداء
واستعر غرض الهجاء
وارتدي أثواب غلِّكَ
نازعاً ثوب الحياء ..
لستُ أخشى الناسَ ،
كانوا صحبةً أو أقرباء
أو جيوشاً للعداء ..
الأمرُ عنديَ ، إن أتوني حاملين
سيوفهم أو حاملين ولاءهم ،
حقًا سواء ..
فاذهب وحدّث مَن تشاء
واذهب لتفعلَ ما تشاء
لن يعدمَ الشيطانُ إنساني
ولن يطوي الغرورُ الكبرياء
لن يهدمَ الطغيانُ إيماني
ولن تُفنى جموعُ الأتقياء
والله ِلو خُلقَ التمردُ عاصياً للحق ، لانبثق الولاء ..
والله ِلو سادَ الظلامُ زماننا
لأتى الضياء ..
فاذهب وقل وافعل وحاول ما تشاء ..
واركب سفين الافتراء
واصحب حروف الجر أو حرف النداء ..
لكَ أن تريدَ وأن تشاء ..
لكنّ ربي وحدَهُ الأقوى ليفعلَ
ما يشاء ...
م
رد مع اقتباس
