إنحسار
إحساسٌ غريبٌ انتابني فجأة
لم أعدْ أشعر بشيء!
القلبُ ينامُ بسكينةٍ أم سكتتْ نبضاتُه ..
لا أدري؟!
هل أنقرُ البابَ لأطمئنَ عليه؟
لا لا لنْ أقلقَ راحتَه..
سأتركه وشأنه
فمنذ مدةٍ لم يهدأ ..
منذُ زمنٍ والنبضُ لايستكين
والدماءُ تصعدُ وتهبطُ..
تثور كالبراكين
حرارتُه اليومَ عادتْ لطبيعتها
جراحُه تتماثل للشفاء
حرائقُه أخمدتْ ،مشاعرُه تبلدتْ، والصقيعُ لفّ كلَّ الحواس فتجمدتْ..
أحيانا من تزاحمِ الوجع..من تراكمِ الخيبات تتولدْ لديكَ دون إرادة ردة فعلٍ عكسية
تتحول لوحشٍ ضارٍ يفتكُ بالحزنِ القابعِ فيك..
تتمرد على كلِّ الظلم
تتحدى شبحَ القهر
تخرجُ من صدركَ الآه
تصرخُ في أذنِ الغدرِ كفى..
كفى جبناً ..كفى ذلاً،
فالتسامح غدا ضعفاً
سأنهض ولو بنصفِ قوة.. سأعبّد طريقَ الحرية ..
حينها ...
لن تغرقكَ بحورُ الدمع!
تحبسُ أنفاسك ، تشهقْ يلفظكَ الموجُ ،وتلفظُ أنتَ آخرَ غصةْ .
كم اجتزتَ مسافاتٍ من وجع ؟
لاتدري!
لكنها كانتْ رحلةُ شقاء،ومخاضٌ عسير..
وتعودُ لتبكي ..
تلك المرّة ليس حنيناً أو حباً ،أو غدرَ صديقْ ..
ولا ألما من خنجر غُرزَ بخاصرةِ حبكْ ..
لكنك! تشتاقُ لأن تبكي فرحاً ،ونشوةً بالانتصارْ
لاتبحث..لاتعجب!
لنْ تجدْ دمعاً
الدمعُ تحجرَ في الأحداقْ
ماعادتْ دموعكَ بعدَ اليومِ تُجفِلُ هذا القلب
دعهُ يتوسدْ كتفَ النسيانْ
دعهُ يغفو بأمانْ
عبير قزاز