الحلقة الرابعة عشر من كتاب واسط بين الماضي والحاضر للمؤلف السيد عبد المنعم تقي الطباطبائي
حوادث لواء الكوت في أواخر العهد الملكي
عاش الـــــعراق بعد حادث اغتــيال الملك غازي سنة 1939 م وتولي الامير عبد الاله امور الوصاية على عرش الــــــعراق فترة من الاضطربات السياسية المتأزمة والحادة وكانت الــــكوت وبقيت الوحدات الادارية في لواء الكوت تعيش تلك الاحداث باحاسيس ابنائها وشـــعورهم السياسي الرافض لكل تلك الممارسات والصيغ التي كانت تستهدف الاستقلال الوطــــني للــــبلاد وقهـر الامة العربية ونهب ثرواتها لصالح دول الاستعمار والعدوان ولمساندة وتقوية ربيبتهم اسرائيل وكان الشعور القومي المتنامي في العراق والذي اججه وسانده رئيس جـــمهورية مـــــصر العربية ( الرئيس جمال عبد الناصر ) وكانت اذاعاته ونــــشرياته الحماسيــــة تدفع بالشـــباب الواعي للتفكير بمستقبل الامة العربية ومستـــقبل الــــعراق الذي هو جزيء لا يتجزيء من الامة العربية لذلك عندما بدأت الحكومات فــــــي الوطن العربي تنحرف عن اهداف الامة صوب الاستعمار وتنفذ مخطـــطاته تصاعد المـــد الجمــاهيري المعارض لتلك الخطط الرامية الى احتواء الامة ونهب ثرواتها . فقامت فــــــي الــــعراق الانتفاضات الجماهيرية والانقلابات العسكرية وتصاعد الصدام بين الجماهــــير والحــــــكومة الـــــتي كانت فـي العراق اداة طيعة بيد الاستعمار واعتمدة الجماهير الثائرة على قاعدتها الشعبية بينما ســارعت الحكومة الى استعمال وسائل القوة والقمع واعتماد الاجهزة الامنية وبمساندة الاقــطاع المهيمن في سائر اجزاء العراق .
كان لواء الكوت قد نال نصيبه من قهر الاقطاع وظلمه فكانت تسارع الــحكومة عند أي حدث يحدث في الواء الى نجدة الاقطاع وتدخل العشائر من اجل السيطرة وتعزيز موقع الحكومة فكان لواء الكوت يعيش تحت وطأة وضع اقطاعي بغيـــض ومتسلط في جميع الــــوحدات الاداريـــة وكـــان عندمــا تحتدم المواجه بين ابناء اللواء والحكومة يتدخل الأقطاع لقمع الحركة الوطنية بقوة الـسلاح وبجموع العشائر الخاضعة له . ومـن امثلة ذلك فـــــي سنــة 1941 م عندما كان الـــسيد سعد صالح متصرفاً للواء الكوت حصلت مشادة بينــــه وبين الـــشيخ علــــي حبيب الامير امير ربيعة فأتصل الــسيد سعد صالح متصرف لواء الكوت بالسيد وزير الداخلية يومذاك السيد عمر نضمـــــي شاكياً له امير ربيعة فقـــال لـــه الـــوزير ( اضبط اعصــابك لعلك تحتاجه بعد حين لان الوضـــع ينذر بالخطر ) . وفعـــلاً فقد صـــدق الـــوزير فبعـــد مـــدة وجيزة استنجد السيد سعد صالح بالشـــــيخ علــــي الاميــــر لانقاذ حياته عندما شعر ان هناك بعض من الضباط الاحرار يخططــــون لاغتــــيال الــــمتصرف اثناء حركة مايس سنة 1941 م فبعث له بالرجال المسلحين لحمايــته والمحافظة على الهدوء والسكينة .
والمثال الاخر على سيطرة الاقطاع في لواء الــكوت وتدخله فـــــي الـــــحياة السياسية
العامة واسناده لدعم الحكومة ضد رغبات الشعب المطالبة بالرفاه والسعادة والاستقلال ففي سنة 1952 م كنت طالب فــــــي الصـــــف الثاني متوسط في ثانوية الكوت للبنين وبنايتها الملاصقة لمركز شرطة البلدة حالياً والمشغولة اليوم من قبل النشاط المدرسي والثانوية الوحيدة في مدينة الــــكوت انذك . وقد شهد العراق في تلك السنة مضاهرات صاخبة انطلقت في بغداد والوية الــــعراق كافة مندد بسياسة الــــحكومة وداعية الـــى الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ولواء الــكوت مــــن ضمـــنها فلما اندلعت المظاهرات في مدينة الكوت وسمع طلاب الثانوية هتــــاف الجماهير انطلق الطلاب من صفوفهم الى ساحة المدرسة متاظاهرين ومؤيدين للجـــماهير وهاتفين للعراق وشعبه العضيم وعندما تجمعنا في ساحة المدرسة شاهدت عدد مـــن ابناء العشائر وبعض من الشيوخ يحيطون بسياج المدرسة الثانوية الـــخارجي المطل علـــــى الــــشارع وبيدهم البنادق وأنهال علينا الرصاص بشكل غزير وعشوائي ففزع الطلاب من ذلك ولاذوا في الاماكن التي تقيهم الرصاص لانهم كانوا فــي غالبــــهم صغار السن وعزل من السلاح ومظاهراتهم سلمية ومشروعة وعندمـا سمــــع الاهلون وأباء الطلبة صوت الرصاص وصراخ الطلاب هرعوا الـى مبــــنى الــــثانوية ليعرفوا ما اصاب ابنائهم وما حدث لهم فمنعوا من الوصول الى بنـاية الثانوية ونتيجة الفزع والخوف هرب الطلاب من السياج الخلفي وعنما خرجت الـــــى الشــارع شـاهدت عددا كبيرا من ابناء العشائر المدججين بالسلاح يطوفون في شوارع المدينة ويسيــطرون عليها ويحكمون قبضتهم على الامن بدلاً من رجال الشرطة وعندمـا استقر الوضــــع فـــــي اليوم الثاني والقي القبض على المحرضين انسحب رجال العشائر من المدينة .
كانت مدينة الــكوت وقصبات الـلواء الاخرى تشارك في الاحداث السياسية التي مر بها العراق وسجن مــدينة الكوت المعروف كان تجمعاً لاحرار العراق منذ سنة 1948 م اذ كان المسجونون فـــيه هم مـــن اقطاب الحزب الشيوعي والحركات الوطنية في العراق والتي تطالب باستقلال الــــعراق ورفاه شعبه وازدادت تلك الحركات نشاطاً بعد ان فجر الضباط الاحرار فــــــي مــصر ثورة 23/تموز/1952 م فقد الهبت هذه الثورة الشعور الوطني والقومي وادركت الــــجماهير المناضــــلة ضـراوة الاستعمار وشراسة ربيبته اسرائيل وكانت اذاعة صوت العرب تبث يومـياً البرامج المثيرة للــــحماس الـــــوطني والداعية الى النضال واحــباط جميع المخــططات الاستعمارية والاحلاف العدوانية التي كانت يديرها ويدبرها الاســـــتعمار لــــغرض تعويق الــــنمو الاقتـــصادي والاجتماعي والحضاري لاقطار الامة العربية واول حلف شهد النور هو حلف بغـــــداد الشهير فكان العراق وشعبه يغلي كالمرجل لمنع الاستعمار والــــحكومات الحليفة له مــــن تنفيذ تلك الخطط وبدل ان ترضخ الحكومات لمطاليب شعوبــها وخاصة في العراق بل كانت تزداد في شراستها ووسائل قمــعها لتلك الــــحركات الناهضــــة ففتحت السجون والمعتقلات
ونفت المناضلين الاحرار الى مدن نائية بعيدة عـــــن بؤرة النضال فكان سجن الكوت الرهيب يضم خيرة المناضلين من أجل الحرية والتــــقدم والـــتحرر الوطني كذلك كانت مدينة بدرة منفى لكل من يرفع صوته مطالباً بالعدالة والـحرية وان الـموت والســـــجن مصـــير اولائك الاحرارفالــــكوت اشتهــــرت بسمعــــة سجنهـــا الرهيب وحادثة سجن الكوت من الحوادث الدموية التي تشهد على شراسة ذلك العهد المقبور .
حادثة سجن الكوت :-
استغلت محطات الاذاعة المعادية للـــــعراق انذاك حــــادثة سجن بغــداد التي وقعت في 18/حزيران /سنة 1953 وراح ضحيتها عدد مــن القتلى والجرحى واخذت تذيع انباء تلك الحادثة وتثير الشعور المعادي للحكومة وكانت الصحف الموالية للحكومة العراقية انذاك ترد على تلك الانباء والتعليقات وفـي اثناء ذلك التدهور السياسي والشائعات تقع حادثة مهمة في سجن الكوت مماثلة لحادثـة سجن بغداد ففي ليلة الثالث من ايلول سنة 1953 م حدثة اضــطرابات بــين سجناء سجــن الكوت وسجانيهم والتي راح ضحيتها عدد اخر مــــن القــتلى والجرحى قدرته المصادر الرسمية بـ ( 102 ) سجيناً من اصل ( 121 سجيناً ) .
استفزت حادثة سجــن بغداد السجناء السياسين في سجن الكوت فتقدموا الى الحكومة بأحتجاجات استــنكارية شديدة الهجة ولما شرعت السلطات في التحقيق مع المسجونين في من حرك تلك الاحتجـــاجات اضرب السجناء عـــن الطعام وتمـــادوا فــــي اضرابهم واحتجاجاتهم وكنا نسمع اصواتهم واستغاثتهم ليلاً ونحن في محلة الشرقية .
يقول السيد طاهر القيسي متصرف لواء الكوت وقتها فــي كتابه المرفوع الــــى وزارة الداخلية برقم ( 412 ) وتاريخ 9/9/1953 م ( اســـتمر السجـــناء الشيوعيون علـى الاضراب عن استلام الارزاق مكتفين بما ادخروه في الايام السالفة وتهريج مستمر في الليل والنهار بتلاوة الاناشيد الفوضوية والاستغاثة من اشياء لفقوها وشــــتائم تــــكال لرجال الحكومة كل ذلك ورأي مستقر على انهم عزل من السلاح الا ماذكرته من وجود بعض الات الجارحة والقناني الفارغة وان القوت المـــدخر لديهم على وشك النفاد وان خير وسيلة نعاملهم بها هي ان نضـرب صفحا عـــن تهريـــجهم ونتركهم وشأنهم حتى تضطرهم الحاجة الى الاستــــسلام بدون عـــناء او اصطـــدام . وبالفعل نفذت ذخيرتهم بتاريخ 1/9/1953 م . يقول السيد طاهر القيسي مــتصرف لواء الكوت انذاك اعلمني مدير السجون العام تلفونياً بأن السجناء جميــعاً استســـلموا بدون قيد او شرط وطلبوا غذاءاً فجهزوا بحاجـــتهم اليومـــية وزرت بناية الســــجن فأكد لي مدير السجون العام
استسلام السجناء فقـــــلت له انني اوصــــي قبل كل شــــيء بعدم السماح للسجانين او الشرطة ان يدخلوا على المسجونين باسلحتهم . وللعلم ان مدير السجون العام مكث في الكوت مدة يعالج الموقف بنفسه حتى يوم الحادث وتصفية القضية .
الظـاهر انه وقع بعد زيارة المتصرف للسجن ما لـم يكن فـــــي الحسبان اذ حدث حادث مؤسـف ابانت عنه الحكومة بالبيان التالي :- بـيان رسمي : ( قام السجناء الشيوعيون في سجن الكوت باعمال متكررة تـــخالف قانون ونـــظام ادارة السجون وكان يتزعمهم موشي مـــناحيم قوجــان وحسقـــيل مناحـــيم قوجان ومحمد راضي شبر واكرم حسين ومحمد عبد اللطيف وقــــد بذلت الــــسلطات الرسميـــة جــهوداً لحملهم على الكف عن مخالفاتهم المستمرة ولكنها لم تأتي بنتيجة مرضية . وقد الـت حالتهم منذ 2/8/1953 م الى التمرد والعصيان واعتدوا في عدة مناسبات على مدير السجن وعلـى السجانــين وقد بلغت اصاباتهم من جراء هذا الاعتداء ستاً وثلاثين اصابة مختلفة عيـنتها التقارير الطبية المنظمة بهذا الخصوص وان وضعهم هذا حمل ادارة السجون علـى تطبيق حكم القانون بحقهم اسوة بغيرهم مـــن الـــمساجين فــــــــي السجـــون الاخرى . وبتاريـــخ 2/9/1953 م قررت ادارة الســـجن تفـــتيش امتعة الســجناء وجردها واخراج المواد الممنوعة منها وشكلت لجنة من موظفي السجن ومـــن ممثـــلين عن السجناء عينوهم لهذا الغرض بعد ان وافقوا على اجراء التفتيش وعنـــد قيام اللجنة باعمالها فقد عثرت على كثير من الالات الجارحة والراضة وغيرها مـــــن الــــمواد الممنوعـــة ولما اطلع السجناء على ذلك وقبل انهاء التفتيش رفضوا اكمال عملية الـــجرد واقاموا الـــعراقيل امام اللجنة حتى يحاولوا دون اتمام مهمتها . ولم يكــتفوا بذلك بل عارضوا تنفيذ الامر الصادر بتسفير خمسة عشر سجين مــــــن اليـــهود الشـــيوعيين الصادر من السلطات المختصة ومانعوا في اخراجهم مــن بينــــهم واتخذوا ذلك ذريعة لهم فأعلنوا عصيانهم ولم يكتفوا بذلك بل انهم هاجموا قــــوات الشـــرطة والسجانيين المجردين من الاسلحة النارية بالحجارة وما تيسر لـــديهم من الألات الــــراضة او الــــجارحة وقد كسروا احد المصابيح الكهربائية اثنـــاء ذلك وادى الـــى قطع التـــيار الكـــهربائي وانطفاء الانوار فساد الهرج وعمت الفوضـى واستغل السجـــناء هذا الموقف فزادوا في شدة مقاومتهم واعتداءاتهم حتى اصيب عدد مـــن الـــشرطة والســـجانين بكسور ورضوض واستفز الصراخ البعض مــــن افراد الشرطة فهرعوا الــــــى مــقرهم الملاصق للسجن وجلبوا اسلحتهم وتصادموا مـع السجناء وادى هذا الـــتصادم مـــع الاسف الى قتل وجرح عدد من السجناء . وقد باشر حـــاكم التحقيق اجراء التحقيقات الــــقانونية بحضور المدعي العام واصدر امره بتوقيف عدد مــــن افراد الشرطة ومعاون القوة الســـيارة وعدد من السجانيين كمـــا قررت السلطـــة الادارية سحب يد مدير الـــسجن وثلاثة مـــن معاوني الشرطة ومأمور المركز وذلك لتأمين
سلامة التحقيق وما زالت التحقيقات مستمرة في 9/9/ 1953م 1 .
و . مدير الدعاية العام
بعد ذلك قامت اللجنة التحقيقية المشكلة مـن المفتش الاداري السيد عبد الحليم السنوي ومفتش الشرطة السيد عبد الجبار صدقــي بعملها ونشر تقريرها في جريدة الدفاع عدد ( 306 ) بتاريخ 23/ايلول / سنــــة /1953 م وجاء مطـــابقاً لما صـــدر عـن مديرية الدعاية العامة غير ان التقرير افصح عن عدد القتلى والـجرحى وهــــو قوله ( اسفرت الحادثة عن قتل ثمانية مــن المساجين وجرح ( 94 ) وكــــان مجـــموع الــــمساجين ( 121 ) سجيناً أي ان من نجا من الحادثة فقط تسعة عشر سجيناً .
لقد عشت تفاصيل تلك الحــادثة وكان بيتنا يوم ذاك في محلة الشرقية القريبة الى بناية سجن الكوت الواقع فــي محـــلة الجديدة مجاور مقبرة الانكليز والتي لازالت قائمة في مكانها ليومنا هذا . ان تـلك الايام مرت على اهالي الكوت بشكل عصيب وكانوا يتألمون لسماع استغاثات المسجـــونين وخاصـــة ليلاً وكانــت اناشيدهم الوطنية تؤجج الشعور والحماس الوطني وتجد مظاهر التأييد والعطف في وجوه الناس .
كان هذا السجن عنوان الظلم والاضـطهاد فـــي ذلك الــوقت وكثيرا ما يزج به من ابناء العراق الاحرار لمجرد المطالبة بحقـــوقهم الوطنــية المشروعة وكانت التهمة الوحيدة لدى السلطات هي ( انه شيــوعي ) وهذا غـــير صحيــــح لان احزاب وتنظيمات وطنية وقومية كانت تلعب دورها الـــوطني في الـــساحة السياسية العراقية ذلك الوقت وكانت اسر المسجونين تعبر عن ذلك تعـــبيراً صـــادقاً عندما يزورون الكوت وكان الكثير من ابناء الكوت يلتقون تلك الاسر اثنـــاء الزيارة لابنائهم المساجين ويتعاطفون معهم لذلك تولد لدى ابناء الكوت شعور متنامـــي بظلم الحــــكومة وتعسفــــها وقهرها للـــحريات وتعاونها مع الاقطاع والاستعمار لغرض فرض وجودها على ابناء الـشعب هذا الشعور المتنامي جعل اهل الـــكوت يتخذون الـــمواقف المؤيدة للـــحركات السياسيـــة المناوئة للحكومة . كان ابناء الـــــكوت يسمعون باستمرار استغاثة السجناء واناشيدهم الوطنية وخاصةٍ تلك الـبيوت المــــجاورة لبنايـــة الســـجن فخافت الحــكومة من تطور الموقف واشتعال نار الغضب لدى ابناء الكوت الذين كانوا يراقبون الــــموقف عن كثب وخاصة بعد ان خرجت تظاهرة تساند مطالب المسجونين عليه عجلت الــحكومة في انهاء الامر والقضاء على اولائك الذين رفضوا تسفيرهم الــى سجن نـــقرة الســـلمان فأقتــــحمت الشرطة السجن فجر يوم 2/9/1953 م وأستيقضـــت الكــوت علــى صراخ المساجين وأزيز الرصاص وصوت سيارات الاسعاف التـي كانت تنقل الجرحـــى والقـــتلى الــى
مستشفى الكوت وبذلك اسدل الستار على حادثة سجن الكوت الرهيبة .
من الجدير بالذكر ان سجن الــــكوت اغلق بـــــعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز سنة 1958 م وأن البناية العائدة للسجن استعملت مـــن قبل مديرية الاعاشة ثم استخدمتها مديرية الاسواق المركزية وبعد ذلك هدمت واصبـــحت ارضها ساحة لوقوف السيارات وفي زمن المحافظ طاهر جليل الحبوش محافظ واســــط للفترة من 30 / 8 / 1993 م لغاية 5/2/1995 م اعطيت ارض السجن مساطحة الـــــى السيد الـــحاج محمد صالح بدير ليقيم عليها بناية سوق اهويدي والقائم على الارض حالياً وليومنا هذا