رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَيْنَا ...
رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا ...
*
عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي مَجْلِسِهِ وَ مَعِي غَيْرِي فَقَالَ لَنَا :
إِيَّاكُمْ وَ التَّنْوِيهَ ، أَمَا وَاللَّهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ وَلَتُمَحَّصُنَّ حَتَّى يُقَالَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ ؟! وَلَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ عُيُونُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَتُكْفَأُنَّ كَمَا تُكْفَأُ السُّفُنُ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ ، فَلَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ وَكَتَبَ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ ، وَلَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُدْرَى أَيٌّ مِنْ أَيٍ .
فَبَكَيْتُ فَقَالَ لِي (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟
فَقُلْتُ : وَكَيْفَ لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَقُولُ تُرْفَعُ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُدْرَى أَيٌّ مِنْ أَيٍّ ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ ؟!
فَنَظَرَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُّفَّةِ . فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، تَرَى هَذِهِ الشَّمْسَ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ .
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَاللَّهِ لَأَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ .
*
المصادر :
1- الكافي للكليني : ج1، ص336.
2- بحار الأنوار : ج52، ص281.
3- الغيبة للنعماني : ص151.
4- الإمامة والتبصرة : ص۱۲۵.
5- الأمالي للصدوق: ص191.
6- كمال الدين وتمام النعمة : ج2، ص347.