الشعر والصحافة في ندوة اتحاد الأدباء
غالباً ما يُقال إن الشعراء بعيدون كل البعد عن الصحافة، ومن هنا انطلق الحديث حول ما إذا كان بالإمكان للشاعر أن يكون كاتباً صحفياً أولاً، هذا الموضوع مهم ويشكل إشكالية أدبية وصحفية، وهو يثير الجدل في الوسط الأدبي بشكل عام والصحفي أيضاً، حيث أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة حوارية بعنوان ” الشعر في الصحافة الثقافية” ضيّف فيها كل من د. منذر عبد الحر، والشاعرة علياء المالكي، وقدم الجلسة الدكتور أحمد حسين الظفيري الذي أشار قائلاً ” إن الكثير من القُراء يختارون الصحف لقراءة الأشعار التي يتم نشرها في الصفحات الثقافية ، إضافة الى أن هنالك الكثير من كتّاب شعر النثر باتوا يكتبون الشعر العمودي بطريقة رصينة للغاية وهذا أمر جيد يجب أن نعترف به.”
ومن المحاور التي تم مناقشتها في الجلسة هي علاقة الشعر بالصحافة من ناحية النشأة والتواصل، حيث يجد الحاضرون “إن الشعر هو الجنس الأدبي الاساسي لهذه البلاد، وقد ظهرت الصحافة بعده، ومن أشهر الشعراء الصحفيين العراقيين الراحل محمد مهدي الجواهري.”
فيما يؤكد الدكتور منذر عبد الحر قائلاً ” إن الصحافة مادة مهمة، وهي أقرب الى الأفراد ذلك لابتعادها عن الرمزية بشكل تام، ويجب أن نؤكد إن الكثير من الشعراء اشتغلوا في مجال الصحافة دون الخلط بين رمزية الشعر، وبساطة المادة الصحفية.”
أيضاً تحدث عبد الحر “عن أهم الشعراء الذين اشتهروا كصحفيين أمثال الرصافي والجواهري وغيرهم، إضافة الى موقف الصحف العراقية سابقاً وحتى الآن من الشعر أو القصيدة العمودية خصوصاً، فالجميع يفضل أن ينشر القصائد العمودية على قصائد النثر التي تعد لا قريبة ولا مفهومة من قبل المتلقي، أما القصيدة العمودية فكانت سابقاً مقبولة النشر جداً في الصحف وكان الكثير من القراء يبحثون عن الصحف لشرائها وقراءة مثل هذه القصائد التي تعكس الفرد العراقي، مُبتعدين عن نوع من قصائد الترميز المعروفة اليوم والتي يصعب على المتلقي فهمها.”
بدورها تحدثت الشاعرة علياء المالكي عن كيف تؤثر الصحافة على مقدرة الشاعر، وأشارت الى أن ” الممارسة في العمل الصحفي من شأنها أن تؤثر على إمكانية الشاعر الابداعية ولكن استمرار كتابة القصائد واستمرار الشاعر بالقراءة هي التي تمنحه الحماية الكافية من أن يخسر مادته الأدبية، والصحافة بشكل عام تعد سلاحاً مؤثراً ذا حدين على كافة الأنواع الادبية ففي الوقت الذي تمنحنا فيه ثقافة عامة واسعة نجدها تُحجم من قدراتنا بسبب استهلاكها لنا ككتاب.”
كما أثير خلال الجلسة العديد من الموضوعات التي تدور حول اهتمام الفرد بالقصيدة وخاصة القصائد العمودية ورغبة القارئ بشراء أغلب الصحف للاطلاع على النصوص الأدبية المنشورة في هذه الصحف أو تلك، فلا نزال حتى اليوم نجد أن الكثير من القراء يميلون لقراءة الصفحات الثقافية في سبيل ايجاد نص شعري يمكن الاطلاع عليه وقراءته