الأرضُ كالجمر..
والناس بارعون في إيقاظ الألم..
العصافير تراقب..
وتصفق لي بجنحيها كما لو أنها تقول لي هيا أرقصي..
هيا تحايلي على مأساتكِ وأحزانكِ..
هيا أقلعي منكِ عباءة البشر.. هيا أخلقي مساحة خضراء في كل رقعة تلامسها أصابعكِ..
رفرفي بجنحيكِ وأرسُمي النور بيدكِ..
ها أنا أتهيأُ بكل ما بي من ذبول
كي أرقص..
ها أنا أرقص
مع دموعي وأحزاني..
ها أنا أرقص
في محاولة بائسة لإيجادي بعد أن زاحمني الألم..
ها أنا أرقص
ك لحن أغنية هادئة مزدحمه بالكلَم!
ها أنا أرقص
على الذكرى على الفقد على كل لحظة ندم..
ها أنا أرقص
وأُخلَق من جديد ثم أعود عدم..
باكيةً على أيام الوفاء
على ليالي الحب والوله
باكيةً على نسياني لوجهي المبتسِم
لن أرحم الأرض برقصي
من أباح لها أن تسرق الورد مني
من أباح لها أن تضع العثرات تلو الأخرى في طريقي
سأجتازُها
بغضبي
بألمي وتذمري
بطيشي وتمردي
ساجتازها بضعفي وقوتي
سأرسم الخطوات رقصاً
يشكل طرقاتي وفق ما أرغب..
دعوني
أصنع عالمي كيفما أريد
دعوني أراقص الشجر
وأتلو قصيدة حب للنهر
دعوا القطط تلعب حولي
ولن أقِفَ حين يسقط المطر
وحين أدور
إعلموا أني هنا أصرُخ كثيراً
كإعصارٍ ليس بمقدور أحدٍ إيقافه
وكم أود أن لا أكفَ عن الصراخ
وحين أسقُط
لتلتقطني يدُ الناي
ف يدُ الناي وحدها من تُشعرني بأنني ما زلتُ أحلِق في أشدِ لحظات إنهياري ..
للكاتب الدرري(بشار)