إذا كنت قد توقعت منذ ثلاثة أسابيع فقط أن مدربي فرق برشلونة وريـال مدريد الإسبانيان وبايرن ميونيخ الألماني سيكونون عرضة للتهديد بفقدان وظائفهم بعد شهرين من بداية الموسم الجديد، فمن المحتمل – جدًا – أن يعتقد من تحدثه بهذا الامر بأنك قد فقدت عقلك او في طريقك لهذا الامر.
ولكن بعد مرور ثماني جولات في الدوري الاسباني وسبعة جولات في الدوري الالماني، يجد كل منجوليان لوبيتيغي وإرنستو فالفيردي و نيكو كوفاتش أنفسهم فجأة في مرمى النيران وانتقادات المحللين وغضب المشجعين، بعد فقدان العديد من النقاط سواء بالتعادل او الخسارة مع مركز لا يليق بمثل هذه الفرق في ترتيب الدوري.
ما الذي حصل؟! هذه قراءة لموقف الفرق الثلاثة في دورياتها المحلية والبحث عن الأسباب التي وجد فيها مدربي هذه الفرق أنفسهم في هذا الوضع مما يهدد بفقدان وظائفهم بصورة أسرع من المتوقع إذا لم – تتحسن – نتائج وأداء فِرقهم في مقبل الجولات، وإلا سنجد أنفسنا أمام حالات “
طرد” جماعي لمدربي أكبر الفرق الاوروبية قبل نهاية هذا العام.
جوليان لوبيتيغي – ريـال مدريد
آخر أربع مباريات: انتصار وحيد وثلاثة خسائر وتعادل
لطالما كانت الأمور صعبة بالنسبة لريال مدريد بعد رحيل كل من زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو، على الرغم من أنه من المنطقي أن نقول أن المشجعين والمتابعين لم يتوقعوا أن يكونوا بهذه التأثير، لوجود عناصر قوية كانت تنتظر “ربع” فرصة غياب كريستيانو رونالدو للانطلاق وتثبت الأقدام.
بعد بداية مشجعة وواعدة والتعود على الحياة بعد مغادرة رونالدو، تراجع الأداء فجأة وضل الفريق شباك الخصوم وجفت الأهداف – لم يجد ريال مدريد الشباك في ثلاثة من أصل أربع مباريات – وهزيمة مفاجئة في دوري أبطال أوروبا من فريق متوسط الإسم (سسكا موسكو الروسي) وجد المدرب الجديد نفسه بشكل مباشر في فوهة الإنتقادات.
ربما يكون من الظلم قليلاً أيضاً أن نجد العذر للمدرب في توقيت إصابة العديد من نجومه الأساسين مثل غاريث بيل وكريم بنزيمة لدرجة أنه ليس لديه الكثير من الخيارات عالية الجودة إذا ما رغب في تجديد الأمور.
كان هناك نقص واضح في أسلوب نقل الكرة بين اللاعبين في ملعب سانتياغو برنابيو في الموسمين الماضيين، في حين تم السماح لكل من دانيلو وجيمس والفارو موراتا وماتيو كوفاسيتش ورونالدو بالمغادرة، إلا أن ثيبو كورتوا (منافسه المتألق كيلور نافاس) وماريانو (يفتقد الاحتكاك المتواصل) و فينيسيوس جونيور (تجربة أولى مبكرة في الأراضي الاوروبية) الذين تم جلبهم – ربما – يترك المدرب مع خيارات ضئيلة.
سبب آخر يمكن أن يتعلق بالمدرب الإسباني نفسه فعلى الرغم من النجاحات المتتالية في قيادة منتخب إسبانيا تحت 19 سنة و 21 سنة و مع 20 مباراة لم يخسر فيها مع هذه المنتخبات السنية، فإن لوبيتيجي لديه سجل متواضع على مستوى تدريب الأندية ولم يفز أبداً بأي كأس محلي حتى خلال فترة العامين التي قضاها رفقة فريق بورتو البرتغالي، مما يطرح سؤال: هل تدريب فريق بحجم ريـال مدريد تعتبر تحدى أكبر منه ومبكر جدًا بالنسبة للمدرب الإسباني البالغ من العمر 52 عامًا ؟!
نيكو كوفاتش – بايرن ميونيخ
آخر أربع مباريات: انتصار وحيد و خسارتين وتعادل
بعد بداية رائعة شهدت فوز بايرن بأول سبع مباريات تحت إدارته سرعان ما سارت الأمور بشكل عكسي للمدرب الكرواتي، فقد حقق البافاريون حتى الآن تعادلاً وخسروا اثنتين و انتصار يتيم في آخر أربع مباريات في الدوري الألماني، في حين تمكنوا فقط من تحقيق تعادل باهت مع أياكس الهولندي في آخر مبارياته في دوري أبطال أوروبا.
وضع مسئولي بايرن ميونخ الثقة الكاملة في المدرب عند زيارة الفريق لملعب أكتوبر فيست في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن وراء الكواليس يجب أن يكونوا قلقين للغاية، فالتقارير تشير إلى أن سياسة التناوب التي يتبعها المدرب قد جلبت عليه غضب العديد من كِبار أعضاء الفريق وفي هذا على المدرب أن يتذكر ما فعله هذا (الغضب) في المدرب السابق كارلو أنشيلوتي الذي خرج غير مأسوف عليه بعد أن جلب عليه سياسته الفنية والإدارية (غضب وملل) كِبار اللاعبين المؤثرين في الفريق وقد إكتشف المدرب الإيطالي مؤخرًا أن قوة وتأثير اللاعبين في ملعب الأليانز أرينا هو شيء لا يبشر بخير على إي مدير فني مهما كان إسمه.
وبالإضافة لذلك نجد أن الاداء الضعيف المرافق للفريق كان شيء لا يمكن أن يخطئه العين بعد الخسارة في أخر المباريات (قبل التوقف الدولي) أمام ضيفه بوروسيا مونشنجلادباخ بثلاثة أهداف لصفر مما أدى إلى ظهور مشكلات خطيرة في الملعب وفي خط الدفاع بشكل خاص.
وبالرغم من ظهور رئيس نادي بايرن ميونيخ أولي هونيس مدافعًا وداعمًا للمدرب الكرواتي، إلا أن على المدرب أن يعول على هذا الدعم والدفاع لفترة طويلة، وإذا لم يتمكن من حل الخلاف الواضح في غرفة الملابس وتحسين الأداء بعد العطلة الدولية فلن يكون هنالك مفاجأة إذا تم تغيير المدرب بشكل أسرع من المتوقع.
إرنستو فالفيردي – برشلونة
آخر أربع مباريات: ثلاثة تعادلات وخسارة
يبدو المدير الفني لفريق برشلونة تحت الضغط ليس للنتائج ولكن للأسلوب الذي يتبعه في إدارة الفريق، وعلى الرغم من أن أداء برشلونة لم يكن بذلك السوء مثل العملاقين الأوروبيين الآخرين لا يزال الفرنسي البالغ من العمر 54 عامًا موضع الكثير من التكهنات والأسئلة حول مستقبله مع الفريق البرشلوني.
يبدو فالفيردي غير متأكد من أفضل تشكيلة له خاصة في خط الدفاع حيث قام بتقطيع وتغيير هذا الخط في كل مباراة تقريبًا متبوعًا بأداء من سيء لأسوأ للنجم الأول فيه (جيرارد بيكيه) الذي أصبح الإعتماد عليه بشكل كامل يواجه بالكثير من التشكيك من قبًل المشجعين
وبالنظر إلى الوقت أمام فريق برشلونة سيكون فالفيردي مفعمًا بالأمل في قدرته على تصحيح المسيرة وإعادة الفريق في أفضل مستوياته، ولكن السؤال هو: هل يمكنه الوقت من ذلك؟!
وعندما يتعلق الأمر بالأزمة التي يمر بها فريق البلوغرانا حاليًا نجد أنه – ربما – كان فالفيردي ضحية لنجاحه الكبير على مستوى النتائج المحلية في الموسم الماضي، بعد أن قاد برشلونة إلى مضاعفة ألقابه المحلية في أول موسم له، في حين أنه لم يهزم طوال الموسم تقريبًا.
كان ذلك دائماً عملاً قاسياً يجب تكراره مع فريق بحجم برشلونة، لكن إذا كان بإمكانه أن ينجو في الأراضي الأوروبية فإن كل شيء آخر يمكن أن يُغفر له، فالفوز الاخير على توتنهام في ملعب ويمبلي في دوري أبطال أوروبا بمثابة تذكير بأن برشلونة لا يزال لديه ما يلزم لتحقيق النجاح في أوروبا، في الفريق الآن يسير بشكل جيد في الملاعب الأوروبية وعلى فالفيردي إثبات أنه قادر على تسخير تلك الجودة وتحويله إلى لقب دوري أبطال أوروبا بنهاية الموسم، حينها سينسى الجميع ماذا حصل في الدوري المحلي لا يهم كم خسر أو تعادل الفريق، فالهدف الأول قد تم تحقيقه بنهاية الموسم وهذا هو المهم .