مــرايــا الــــروح
قالت ومن فمها الشطْآن تغْترفُ
لا تعْذلوا عاشقا يبكي ويعْتكفُ
.
لا تسْرقوا عبْرةً مسفوحةً غسلتْ
في دربها كلّ ظلٍّ مسّــه الــدنفُ
.
هل زيّن الشعر غير الحبِّ متّقدًا
بالعشقِ يسْتحْلبُ المعْنى ويرْتشفُ
.
فتمْتمَ الزاهدُ الملهوف من ولــــهٍ
ـــ ما تاب في أحرفي عن عشْقه ألفُ
.
مولاتيَ الحبّ صحو الروحِ ... فالتفتتْ
لتسْــتبين جــوابا
: ـــ ليته تــــرفُ
.
وافيتُ منْ حضْرةِ المحْبوبِ يحْملني
شــوق الهوى..يرفعُ النجوى وينْــــتزفُ
.
أرى علــى المــاء أنوارًا طلائعــهُ
تمْــتدُّ بين ضلوع الروحِ تكــتنفُ
.
ما خبَّــأ القلبُ في محْـرابهِ.. شجنًا
صـحْوٌ ونـورٌ على الأرواحِ ينــقصفُ
.
فاسْتوقفَ القول ينأى في محبّــته
وابْــتلَّ في شفتــيهِ الهدْيُ واللهـفُ
.
ــــ لي مربدٌ في براحِ النور من زمنٍ
يهــادنُ القلبَ و الأهواءُ تنُصرفُ
.
أهفو وخلف حنيني مهْجــةٌ نزفتْ
و ذا فــؤادي لنورِ اللــهِ ينْــــجرفُ
.
وحلّ صمتٌ حنانيُّ الصبا ولِـــهٌ
كـ ( شهْريارٍ ) لصوتِ التوقِ يلتـقفُ
.
ــــ ماذا توشوش ?
تُنْدي الصمت رقّـتها
وكان يصْغي , وهلْ تُــفْ..
- ليتها تصــفُ
.
فوشوشتْ مــسْمعَ الآتين واستبقتْ
ـــ ألفيــتُ ذئبا على كفّيــك..يلْتحــفُ
.
فأطْرقَ الرأسَ في جنْبيــه مبْتئسًا
ينمّ عن أعْــينِ العشّــاقِ يعْــترفُ
.
ًـــ يا سادتي ..
ما يضير الصبّ مختلسا
يرْنو إذا خطرتْ حسْناءُ تزدلفُ
.
يا سادتي ..
ما يضير الصبّ بعْـدَ هوى
إنْ قيل بات بثغْر المين(1) يـحْترفُ
.
إنّــي الأسير الذي من حبّــهمْ بدمي
منــازل الشوقِ تسْــتجْـدي وتأتلــــفُ
.
ولي رحيمٌ بيومِ العــرْض يسْــترني
إنْ باح بي ذنبيَ المكـلومُ والـشغفُ
.
وقال آخر فـــي عينيه قـصّتــهُ
كالطيرِ منْـكسرٌ إذ مسّــه النتفُ
.
ــــ أشْعلْتِ قلب الهوى المحزون بعْدَ نوى
فأوْمأتْ منْ لـظى أشواقها الشُّرَفُ
.
أيا ابنة النور والمحراب كان هوى
في كأسه ، خلْوة الأرواحِ تخْـتلــفُ
قدْ كنت أسْتنْطق الأجواء أين أنا؟
وكـان يهْــمس فيَّ الظلُّ والـــورفُ
.
و كنتُ أكــتبُ تهْـيامًا أنعّـــمُهُ
وكان يطفو على أوزانــهِ الرهفُ
.
ـــ من ذاك ? تسْألهمْ
ـــ أصْلابُ أسئلةٍ !! ,
رملٌ على خطوةِ المحبوبِ يرتجفُ
.
غصْنٌ من الطللِ المبْحوحِ منْقعرٌ
تدبُّ في قلبيَ الأطـلالُ والتــلفُ
.
وهــزّها من نداءِ الصبِّ مدْمــعه
يستودع اللّــه أطْــيافا وينخطفُ
.
و مرَّ طيفٌ كوجه النورِ يــرْقــبهُ
و عادَ كالــريحِ لا يــدري ولا يقــفُ
.
فاسْتأنفتْ تهْـمس الغيماتُ من فمها
ـــ لا يزْهر الناس حتّى يورق الكلــفُ
.
يدنون ينأون بالاشواق ما برحوا
من كلِّ غيمٍ و عن عينيه ما انصرفوا
نجاة شمسان