من زاوية شرقية بعيدة..أزاح هاروكي موراكامي الستار عن بلاد الشمس المشرقة التي ينحدر منها ليُغرق العالم بأدبه، فبات بلا منازع أحد أشهر أدباء العالم الأكثر مبيعا، مُنافسا في ذلك أساطين الكتابة في العالم الغربي، بل وينافسهم في عُقر دارهم.
الياباني هوراكي موراكامي ظاهرة أدبية استطاع أن يُدمغها باسمه، فصك بأدبه العابر للحدود مصطلح "الهاروكية"و "الهاروكيين"Harukists في إحالة للنوع الأدبي الخاص الذي بات له جمهور لا يُخطئه، ويتابع آخر أخباره كما نجوم الروك، فهو الكاتب الشهير الذي يصطحبه "بودي جارد" في حفلات توقيعه العالمية، يبيت جمهوره الليل أمام المكتبات في طوابير طويلة انتظارا لإطلاق روايته الجديدة، لا فرق في ذلك بين جمهور طوكيو وجمهور نيويورك..ظاهرة جماهيرية ترصدها الصحافة العالمية بدأب وتحتفي بها الصحافة اليابانية بزهو.
مهوسو هاروكي موراكامي في ليلة "مقتل قائد الفروسية"
تلك النزعة الجماهيرية لم تصم أعمال هوراكي موريكامي كما يحدث لدى كثير من كبار الكتاب الأعلى مبيعا في العالم، حيث يلازم التقدير النقدي شهرته الجماهيرية، فبات على رأس مرشحي تكهنات جائزة نوبل للأدب كل عام، فعلى حد تعبير الـ"جارديان" البريطانية هو: "أحد أعظم الروائيين في يومنا".
يعّي موراكامي، مواليد 1949، ما بلغ من شهرة مخيفة، وأنه بات بالنسبة للملايين عبر العالم سفيرهم الوحيد لبلاد اليابان، يقول في أحد حواراته : "ربما نوع ما سفير ثقافي لليابان، إنه شرف و مسؤولية، أنا الوحيد القادر عليها".
اللغة اليابانية التي يكتب بها أعماله باتت على يده طيعة للترجمة بشكل لم يصل إليه أي من كتاب اليابان المعاصرين، حيث فاقت عدد اللغات التي ترجمت إليها أعماله أكثر من 50 لغة منها اللغة العربية.
تتفرد أعمال موراكامي بذائقة فانتازية رفيعة، وقدرة على الكتابة الواقعية بقدر ما يكتب الخيال، مساحاته في الكتابة شاسعة، يستعين بمئات العناصر لمنح سرده الخواص الوثيقة بأعماله، فهو يستعين بالموسيقى، الخيال العلمي، التاريخ، السوداوية، السريالية، والسوداوية، القَدَرية، ثيماته مشتركة رغم غزارة إنتاجه..ترى الوحدة عاملا مشتركا وكذلك الأحلام..وربما لذلك عبرت أعماله القارات .
"كازوو إيشيغورو" يطيح ببورصة توقعات نوبل للآداب
من أشهر أعمال الياباني هوراكي موراكامي، "مطاردة الخراف الجامحة"، "الغابة النرويجية، "كافكا على الشاطئ"، وهي من أشهر أعماله التي ساهمت في دوّي صيته عالميا، "أعوام حج الصبي"، و"1Q84"، و"اسمع صوت أغنية الريح" و"بينبال"، ، و"ما بعد الظلام"، و"سبوتنيك الحبيبة"، و"رقص رقص رقص"، وكانت آخر روايته "مقتل قائد الفروسية"، التي قال عنها موراكامي في تصريح ضاعف شهية جمهوره المترقب لها آنذاك إنها "ستكون أطول من "كافكا على الشاطئ" وأقصر من "1Q 84"، وهي قصة غريبة جدا".