بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مواصفات القدوة الصالحة
من أهم الصفات المطلوبة ليكون الشخص قدوة صالحة وأسوة حسنة:
1- اقتران القول والعمل:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ الصف/2-3.
إن القدوة الصالحة تقرن الأقوال بالأعمال، فلا يستطيع الإنسان القدوة أن ينفذ إلى القلوب ليوجّهها نحو الاستقامة والصلاح ما دام لا يطابق فعله قوله.
قال الإمام الصادق (عليهالسلام): « إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزلّ المطر عن الصفا».الكافي/ج1
2- السيرة الحسنة
لا يستطيع الإنسان القدوة أن يؤثر في الناس إذا لم يكن يتمتع بالسلوك والسيرة الحسنة، قال الإمام الصادق (عليهالسلام): «من لم ينسلخ عن هواجسه، ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان، ولم يدخل في كنف الله وأمان عصمته؛ لا يصلح له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة، فكلّما أظهر أمراً كان حجّة عليه، ولا ينتفع الناس به (مستدرك الوسائل/ج ١٢).
وقد مثّل عليه السلام المربي والموجه باليقظان، فإنّ غيره لا يستطيع أن يوقظ الناس لأنه راقد، فقال (عليه السلام):
"فإنّ مثل الواعظ والمتعظ كاليقظان والراقد، فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفاته ومعاصيه، صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد"، مستدرك الوسائل/ج ١٢.
3- تجسيد السلوك الصالح
ينبغي أن يكون المربي والداعية والقدوة مجسداً للسلوك الصالح في حركته، وأن يكون مربياً بسيرته قبل التربية بلسانه، قال الإمام الصادق (عليهالسلام): «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم؛ ليروا منكم الورع والاجتهاد والصبر والخير، فإنّ ذلك داعية» ، الكافي/ج2.
وقد جسّد أهل البيت عليهمالسلام دور القدوة في حركتهم لتربية الأمة وكانوا السباقين لفعل الطاعات والعمل الصالح، قال أمير المؤمنين (عليهالسلام): «أيّها الناس، إنّي والله ما أحثكم على طاعة إلّا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلّا وأتناهىٰ قبلكم عنها» نهج البلاغة/ج2.