د اختلف العالم حول طبيعة هذه العقوبة أهي عقوبة رادعة للجريمة أم مجرد إجراء انتقامي لا نتائج له
-لمحة تاريخية عن عقوبة الإعدام
إن هذه العقوبة قديمة جدا ففي عهد الفراعنة طبق الإعدام على كثير من الجرائم (قتل الحيوانات المقدسة –السحر –عدم إفشاء مؤامرة على الفرعون وكذلك ظهرت في قانون حمورابي كعقوبة لبعض الجرائم ومنها السرقة –وإزالة الوشم عن وجه العبد لإخفائه عن مالكه وكذلك في أوربا في العصور الوسطى ففي أسبانيا وحدها تم إعدام أكثر من 14000 امرأة وكذلك في فرنسا أيام الثورة واختيار المقصلة كأداة لتنفيذ الإعدام بحق المدنيين
-موقف الأديان من عقوبة الإعدام
1 –الدين اليهودي: فقد نصت التوراة على هذه العقوبة بقولها –لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل
2- الدين المسيحي: كان هناك تناقض واضح حول هذه العقوبة عند المسيحية فبعضهم رفضها كما هو الحال في الكنيسة الكاثوليكية وبعضهم أيدها كالقديس توما الاكويني وذلك حفاضا على حق المجتمع
3- عند المسلمين :لقد أيد القانون الإسلامي هذه العقوبة وذلك في بعض الجرائم كالقتل العمد والزنا عند المحصنين والخيانة- ياايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى -وكذك- لكم بالقصاص حياة يا أولي الألباب –البقرة 179-
4-الإعدام في التشريعات المعاصرة :لقد انقسم العالم في هذا الموضوع إلى قسمين
الأول- مجموعة الدول التي لم تلغي عقوبة الإعدام:
فهناك 79 دولة في العالم مازالت تحتفظ بعقوبة الإعدام وتجد فيها ردعا للجريمة ومن هذه الدول
1- الولايات المتحدة الأمريكية فما زالت عقوبة الإعدام تطبق في 42ولاية منها
2- المغرب
فما زالت تطبق كعقوبة على هرم عقوباتها ولكن تنفيذ الإعدام يخضع لقواعد محددة فغالبا ما يتم العفو عن المحكوم عليه مادام تنفيذها يخضع للتخفيف بواسطة حق العفو للملك طبقا للدستور
3- في سورية
مازالت سورية من الدول التي تحتفظ بها ضمن ترسانتها القانونية دون أن يكون هناك أي مساع أو جهود لالغاءها فالقانون نص على هذه العقوبة في كثير من الجرائم الواقعة على الأشخاص كالقتل العمد وكذلك الجرائم الواقعة على امن الدولة أو السلامة العامة التجسس والخيانة



انيا –دول ألغت عقوبة الإعدام
إن أكثر من نصف دول العالم ألغت هذه العقوبة فهناك 84 دولة ألغت هذه العقوبة بالنسبة لجميع الجرائم و12 دولة جعلتها للجرائم غير العادية كجرائم الحرب و24 دولة لم تلغها في قوانينها ولكنها لم تنفذها منذ أكثر من 10 سنوات
فمن الدول التي ألغت هذه العقوبة –ساحل العاج –السنغال –كندا –بوتان –تركمنستان –اليونان –تركيا وكذلك الدولة العربية الوحيدة وهي جيبوتي
-هناك مجموعة من الاراء فبعضها مناصره وبعضها رافضه لإلغاء
أولا مناصري الإلغاء 1 يقول موريس ايداولو الرئيس الفخري الأول لمحكمة النقض اعتقد أن مسالة الحياة أو الموت لا ينبغي أن تطرح على عدالة بلدنا بعد الآن لقد حسمت بتصميم من قبل محكمة الجنايات الأولى
2 ويقول الباحث ألان بريفيت يصعب علي القول إن عقوبة الإعدام ما تزال مطروحة في البلاد التي تدعي بناء مؤسساتها على العقل فان أدان قاضي مجرم وحكم عليه بالموت فالأمرين جريمة
ثانيا معارضي الإلغاء
1 الباحث ايتان ديلي تمنى من كل قلبه وبكل إرادته الحفاظ على عقوبة الإعدام فقال
ليس في الوقت الذي يطلق فيه الرصاص على الشرطة كما يطلق على الأرانب في زاوية الغابة حكومة واعية تقترح إلغاء عقوبة الإعدام
-حقائق وأرقام حول عقوبة الإعدام
في تقرير صدر عن منظمة العدل الدولية انه قد اعدم في العام 2004 ما يزيد عن 3797 شخصا في 25 بلدا وحكم بالإعدام على ما لا يقل عن 7395 آخرين في 64 بلدا وذكرت المنظمة أن هذه الأرقام ليست سوى الجزء الضاهر من جبل الجليد أما الصورة الصحيحة فمن الصعب كشف النقاب عنها وذلك بسبب تنفيذها في كثير من الدول بالسر مخالفة بذلك معايير الأمم المتحدة الداعية للكشف عنها فقد اعدم في الصين مالا يقل عن 3400 شخص لكن مصادر داخل البلاد تقدر من اعدموا بحوالي 10000
شخص وفي إيران 159شخصا و64في فيتنام و59في أمريكا
طرائق تنفيذ عقوبة الإعدام في مختلف دول العالم
1- الإعدام شنقا كما في سوريا –إيران –مصر –الهند –سنغافورة
2- 2- الرمي بالرصاص في المغرب –الصين –كوريا الشمالية
3- الحقنة المميتة كما في الصين –أمريكا
4- الرجم بالحجارة كما في السعودية –إيران
5- قطع العنق كما في السعودية –نيجيريا
6- غرفة الغاز والكرسي الكهربائي كما في أمريكا
\الاتفاقيات الدولية في إلغاء هذه العقوبة \
1 – البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسة والذي صادقت عليه 54 دوله
2- البروتوكول الملحق بالاتفاقية الامريكيه لحقوق الإنسان والذي صادقت عليه 8 دول
3- البروتوكول رقم 6 الملحق بالاتفاقية الاوروبيه لحماية حقوق الإنسان وصادقت عليه 44 دوله أوربية حيث ألغى عقوبة الإعدام في حالات السلم
4- البروتوكول 13 الملحق بالاتفاقية الأوربية لحماية حقوق الإنسان و صادقت عليه 30 دولة وهو يدعوا إلى إلغاء هذه العقوبة في جميع الأحوال والظروف شواء في السلم أو الحرب

منقول