الرابع من شهر شباط
السابعة مساءا
جالس على سريري أتذكر تلك الجملة التي لا تنفك تتركني !
"أن الخوف يا حبيبي أكبر من الحُب ان الخوف يستطيع تدمير كل شيء وجعلنا نهرب بعيداً بلا عودة"
لا زلت اتذكر صوتها وهي تنطقها على مسمعي في بداية حكايتنا وكيف كانت ردة فعلي عنيفةً على ذلك المنطق المُضحك
لان أيماني بالحُب ومفهومي عنه مختلف تماماً عن افكارها .. كنت ارى الخوف ضعيفاً وهشاً والحب قوياً صَلِداً فكان من غير المعقول ان يدمر الخوف أخاه الحُب !
ظننت ان شرحي وتعبيري عن حبي جعلها تؤمن بما اؤمن !
فهل من المعقول انها كانت خائفة من شيء ما وهربت ؟
أيما أيما أيما الا يكفي ! الا استطيع نسيانها للحظة والتركيز بدراستي أنا الأخر ! سأرسب مجدداً ان بقيتُ على هذا الحال ..
احظرت كتبي وبدأت احاول ان ادرس ..
هنا قلبٌ واسم ايما هُنا حديث مع ايما ، هُنا رسمٌ لأيما
يا الله ! أنها في كل مكان
حاولت محوَّ كل ما كتبت وما رسمت عنها في كتبي والبدأ بالدراسة من جديد لكن عبثاً أحاول الهروب منها إلي .
.
.
لا أعلم لماذا احاول ان اذكرها بأيامنا كُلما حدثتني وانا افهم بأنها تخطت حكايتنا تماماً
لا اعلم كيف لا أناديها بحبيبتي أو بتلك المسميات التي تحبها
لا أعلم كيف أوقف دموعي كُلما حدثتني وأجعل يدي تتوقف عن كتابة تلك الرسائل الطويلة المليئة بالعتب والشكوى !
.
.
.
.
.
.
الرابع عشر من شباط ليلة عيد الحُب
احاول تدبير موعد مع اي فتاة " فعل عقيم لا يسمن ولا يغني عن جوع " اظن ان فعلته ربما قد انساها !
حدث وطلبت من احداهن الخروج معي للمقهى
اُعجبت تلك الفتاة "سالي " بي كثيراً وكنت أنا ايضاً سعيداً بهذا اللقاء ..
بعد ساعة قررت ان نذهب لتناول بعض الكعك المُحلى من محل لم تجربه سالي
رن هاتفي ! أيما تتصل
أسف يا سالي أنتظريني هنا للحظات
- حسناً
.
.
* مرحبا
- ايما : مرحبا كيف حالك
* بخير وانتِ
- بخير ، صوتك مختلف ! هل أنت مريض
* أنها نزلةُ بردٍ بسيطة ، كيف حال دراستك ؟
- جيدة، لقد عُدت !
* منذ متى؟
- أسبوع .
طال حديثنا الذي لم يأت بأية نتيجة وكان عبارة عن ثرثرة ! وابتعدت عن سالي التي تنتظرني عند محل الكعك وأخذتني اقدامي الى المنزل ولم أتذكرها الا بعد ان اغلقت الهاتف مع أيما الساعة الثانية عشرة منتصف الليل
أتصلت بها وكانت منزعجة جداً لاني ذهبت هكذا واخبرتني انها شعرت بمدى اهمية تلك الفتاة التي اتصلت بي 'ايما'
في النهاية اكتسبت سالي كصديقة واصبحت سالي فيما بعد هي من ضمن اكثر الأشخاص المقربين لي ..
.
.
.
.
الثالث والعشرون من نيسان
يمرُ عيد ميلادي بلا أحتفال .. لم يتذكرني أحد
مضى كأي يوم اخر .. كنت اتمنى لو أن ايما تذكرت ذلك اليوم .. لكنها لم تتذكر الا بعد أربعة أيام ولم أكن سعيداً بمُعايدتها أبداً
.
.
قررت الأبتعاد والأختفاء قليلاً لعل هذا التصرف يُحدث تغييراً !
أبتعدت لشهرين عن أيما ولا أعرف كيف صبرت كل هذه المدة
أنه الثامن والعشرون من حزيران
أتصلت ب أيما وقامت بالرد مباشرة
كانت تتسائل عن اسباب غيابي واخبرتها بحجج واهية وهي صدقتني !؟
" أظن بأنها لا تهتم ولم تشعر بغيابي أصلاً وفقط تحاول أبداء عكس ذلك "
.
.
.
تغييرت أيما كثيرا كما تغييرتُ انا
لقد فهمت بأن ايما تدخل في علاقات كثيرة هذة المدة
وان جدولها مزدحم جداً ، ايما تخبرني بعلاقاتها ان قمت بسؤالها ..ايما التي كنت اراها بريئة
مختلفة تماماً عما كنت أظن
أن اول الصدمات التي تلقيتها خلال هذة الأشهر من خلال صديقتي المُقربة سالي أن ايما على علاقة ب شربل الأخ الأصغر لميشيل
هذة النقطة قد تبين من خلالها الكثير من تصرفات شربل الغير مفهومة اثناء رحلتنا ! وايضا سبب حقد ميشيل على ايما
اخبرتني سالي ايضاً ان ايما تفعل ذلك منذ ما يا يقارب السنتين
اظن بأن هذة الحروف ادخلتني في دوامه جديده
كنتُ شبه واعٍ لما يحصل حولي
لا اصدق بأنني كنت مخدوع طوال تلك المدة !
ربما سالي تكذب أشعر بأنها تغار من أيما ..
غير معقول سالي انسانه راشدة ومتصالحه مع ذاتها ولا تتصرف هكذا ..
.
.
.
.
٣١ من تموز
طال ضياعي والان انا مريض
انها الرابعة عصرا ودعتُ صديقي القريب من قلبي "ادم" والذي رافقني وساندني منذ ٤ اعوام ..
لقد اتصل ليطمئن على صحتي واضحكني كثيراً كعادته..
..
الساعة الان الثالثة فجراً
انا مُصاب بحمى
وبالكاد استطيع السير والرؤية
أخذت بعض حبوب العلاج وامسكت الهاتف
انها سالي تتصل ..
.
.
.
يُتبع صباحاً