.
.
الساعة الواحدة ليلاً لقد نمتُ للتو
لقد نمتُ مبكراً على غير عادتي فقد نشب بيني وبينها خلاف جديد هذة المرة الخلاف يهدد استمرار علاقتنا
قالت أنها لن تأتي معي في تلك الرحلة غداً واننا لن نلتقي الا بعد ثلاثة أيام حيث أنها ستلحق بي بعد أن أصل لوجهتي
أكاد أُجن فأنا انتظر هذا اللقاء منذ ٥٠ يوماً ولا أعلم كيف أستطعت ان انام وهذة الخيبة تُهمش صبري على مضض ..
.
أنها الساعة السادسة صباحاً
أكملت اعداد حقيبتي.. قبلتُ جبين أمي ويدها (على غير عادتي) أشعر بأني لن ارى امي ثانية أو اي احد !! ها انا اغادر الأن لقد وصلت طائرتي ..
حسنا الأن أنا في بيروت حدثت الكثير من الأمور اليوم لكنني لم أكن متيقظاً كثيراً لأحكي لكم عن تفاصيلها !!
بعد ساعة سأنطلق للتخييم في "يخشوش"
يجب علي السير لمدة ساعة ونصف على الاقدام ! هناك الكثير من الناس الذين سوف يسيرون معي هذة المسافة .
ان الخيبة التي سببتها لي إيما بالأمس تؤثر على قراراتي .. انني مشتت
كيف لي ان اصبر ٣ أيام اخرى ؟ حتى اراها ! وكيف لي ان اصبر مع انقطاع الخدمات التنكلوجيه هنا !
أخذت نفساً عميقاً وقررت ان احاول ان استمتع بتفاصيل جمال بيروت
مرت ساعة !أنها ايما تتصل ..
حسنا بعد حديث طويل معها لقد سألتني عن مكاني !
وتقول انها ستصل بعد ساعات الى هنا وانها كانت تريد ان تفاجئني مع ضحكه جنونيه "قد أعتدت عليها"
لا أعلم متى ستكف هذة الفتاة عن هذة المزاح الثقيل الذي سيقتلني يوماً ما !
.
.
.
لقد حَل الظلام أنني أقف بالقرب من النهر تحت جسر عبور أنتظر حظور إيما فهذة هي النقطة الدالة التي سأراها فيها وبالقرب منها سيكون المخييم الذي سنقضي فيه ليلتنا
.
.
.
حسناً أنها المره الرابعة التي تتصل فيها فهي لا تستطيع ايجادي !
طلبت منها ان لا تغلق الهاتف فأنا غير مطمئن عليها في هذا الظلام ..
أخشى ان افقدك يا إيما !
تقول أيما : صوتك انفاسك يثير خوفي هل أنت مريض؟
كلا ربما التوتر هو من يجعلني اتنفس هكذا !
لقد رأيتها ..! لم نغلق الهاتف نحن نسير بأتجاه بعضنا تحت النجوم بالقرب من الجسر
أنها امامي الأن لا اعلم كيف يبدأ هذا السلام ؟ الذي تعاهدنا عليه ! لقد نسيت جميع التفاصيل
مدت إيما يدها كأنها تقول لننطلق للمُخيم
إيما ترتدي نظارة طبية ذات اطار أسود مزخرف باللون البني و بنطلون جينز مع سترة رصاصية اللون تقيها من البرد الذي يشتد مع أشتداد الظلام ، قالت أيما أخلع هذة الطاقية عن رأسك لأراك جيداً !
خلعتها فأبتسمت وقالت حسناً الأن أعدها ،
حسنا حتى الان نحن لم نتكلم فقط نسير في هذا الطريق مع بقية السياح وننظر الى بعضنا ونبتسم
بادرت إيما بسؤال مُتوقع: هل انا جميلة كما عهدتني؟
أجبت : أكثر مما كنت أظن ولم أضف
نَظَرت للأمام وأبتسمت أبتسامه لا أستطيع نسيانها حتى هذه اللحظه !
قلت : إيما أنا اشعر بسعادة عارمة ...أشعر بأن قلبي يكاد يخرج من شدة حماسه !
*وأنا كذلك
لقد وصلنا الى المخييم ورأينا اصدقائنا شربل و أخوه ميشيل وخطيبة ميشيل "ميليسيا"
بدأت أيما تبحث عن طعام جيد وأنا جلست أراقبها
أتت بعد قليل بوجبات طعام تكفينا جميعاً وبدأت تضحك وتأكل بنهم ثم قالت : حسناً هذا لذيذ رغم بساطته
كان الوجبة عبارة عن بطاطا مقلية مع بصل وبهارات خاصة
وبعض السلطة ، فتحت كامرة التصوير خاصتي وبدأت أصور ذلك المشهد
كانت تأكل بسرعة وتنظر لي وتضحك وتقول ما بك ألم ترى أنساناً جائعاً من قبل ؟
كنت أضحك فقط ولا أعبر لها عن شعوري وما يحصل في داخلي وأنا اراها أمامي بعد كل هذا الأنتظار ..
.
.
.
أشعر بأني مُقيد ، لا أستطيع الحديث مع أيما على أنفراد
لأنني اخشى أن يعرف أصدقائنا بعلاقتي أنا وأيما !!
فنحن نخشى أن يعرف أحد ولا يتفهم ما يحصل ويتسبب لنا بمشكلة .
انها الساعة 11:30 مساءاً
أيما خرجت لأستنشاق بعض الهواء ولحقت بها
جلسنا على طاولة بالقرب من المخييم
نظرت لي وقامت بمسك يدي و
قالت : هل تحبني حقاً ؟
* هل لديكِ شك ؟
- هل تظن أننا سنستمر ؟
* نعم ، ما المانع من أستمرارنا برأيك ؟
- أنا أحبُك وأعلم بأنكَ تُحبني ، لكنني "لا أظن" علاقتنا سوف تستمر
* " لا تظنين " هممممم ... أطمئني سوف سنستمر لا داعي لهذا التشائم
- أعني الا تظن بأننا نصلح كأصدقاء أكثر ؟ من أن نكون حبيبين !
* دعيني أتذكر ! ألستِ أنتِ من دخل حياتي وكان يحبُني ؟
ألستِ أنتِ من بدأ كل هذا ! ألم أهرب كثيراً من هذة العلاقة ؟ لكنكِ أخبرتيني بأن حياتكِ دوني لا تعني شيئاً وفارغة ، فأعطيتك مساحة في حياتي ثم تعلقتُ بكِ فأحببتك كما أحببتيني ، لذا كيف تغيير كل شيء فجأة وأصبحتِ تظنين بأنني غير مناسب لك ؟
- لماذا غضبت هكذا أنا فقط اتسائل ولا اريد ان اغير شيئاً !
لم أرمي للأنفصال ! صدقني .. لكن لكل شيء نهاية أليس كذلك ؟
* لا أريد ان استمع لهكذا تساؤلات ! أنا مغرم بكِ ولا أريد ان نفترق ..وقلبي يؤلمني حين تتحدثين بهذة الصيغة !!
وأجابتي لتساؤلك ! لا ليس لكل شيء نهاية !
-حبيبي !! ارى الدموع تملئ مقلتيك أتحبني لهذة الدرجة ؟
قاطعت دموع عيني أجابتي وحركت مشاعر الحب أو العطف
فذرفت ايما بعض الدموع وامسكت بيدها يديّ بقوة وقالت لن ننفصل أُحبك ..
عدنا للمخييم
انها الساعة الثانية ليلاً أشعر بشخص خلفي يحتضنني بقوة !!
انها ايما !
*ماذا تفعلين هل جننتي ؟؟
ابتسمت لتُضعف موقفي
وقالت : الا يحقُ لي أن اشم رائحتك واحتضنك بقوة ؟ لماذا اكون عاقلة وانا بعد كل هذا العناء بقربك ؟ هل تريد ان اموت بندمي بعد ان نعود لديارنا ! لانني لم احتضنك
اخذت يدي وقبلتها وبدأت تحكي لي قصة حتى نمت وعادت لفراشها
يُتبع
اليوم الثاني أضغط هنا
اليوم الثالث أضغط هنا
وداع في المطار
مقطع رابع
مقطع خامس
..
جميع ما قرأتموه حقيقة
قمت فقط ببعض التعديلات على الاسماء والأماكن