منطقة شالة المغربية​



تعتبر منطقة شالة الأثرية من بدائع مدينة الرباط التاريخية فهي تختزل بين أسوارها حقبا مختلفة من تاريخ المغرب، بدءا بالرومان ومرورا بعصري المرينيين والموحدين بعد اعتناق المغاربة للإسلام وانتهاء بالعصر الحديث.

وبالإضافة إلى ثرائها التاريخي تعتبر شالة مزارا طبيعيا خلابا خاصة في فصل الربيع المزهر.
تعتبر شالة من أهم المواقع الأثرية بمنطقة الرباط حيث اكتشفت بها آثار استقرار الإنسان خلال بداية العهود التاريخية وقد ساهم في نشأتها وفي ازدهارها موقعها الاستراتيجي عند مصب أبي رقراق وتوفرها على إحدى أهم عيون المنطقة .
وردت تسمية سلا منذ منتصف القرن الأول بعد الميلاد عند بعض الكتاب القدامى وفي وثائق أثرية كالنقود ، كما أطلق الإسم نفسه قديما على وادي أبي رقراق التي ذكرت عند بلينيوس الشيخ كذلك تحت اسم سلات . وخلال الفترة الإسلامية أصبح اسم سلا يطلق اليوم على مدينة سلا الحالية الواقعة على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق في حين أطلق اسم شالة على هذا الموقع، وإذا كان من الصعب تحديد الجذور الأولى لنشأة سلا القديمة فإن موقعها يتوفر على كل المؤهلات التي تجعل منه إلى جانب لكسوس وجزيرة موكادور إحدى المحطات البحرية الفنيقية على الساحل الأطلسي .
وقد اتخذت مدينة سلا طابعا حضاريا منذ العهد الملكي الموري أي قبل الاحتلال الروماني حيث كشفت الحفريات عن بنايات عمومية كالمعابد كما كانت للمدينة علاقات تجارية مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط وتثبت ذلك اللقى الأثرية كالخزف والنقود وقد أدى ازدهار هذه العلاقات إلى خلال نهاية العهد إلى سك نقود تحمل اسمها .
ومع الاحتلال الروماني ، عرف الحي العمومي بالمدينة تشييد مجموعة من البنايات العمومية كالمعبد الرئيسي ( الكابيتول) ، والساحة العمومية (الفوروم) والحمامات والبازيلكا وقاعة المجلس البلدي ...
وترجع أهميتها التاريخية خلال هذه الفترة إلى كونها شكلت حدا فاصلا بين ولاية موريطانيا الطنجية والأراضي غير الخاضعة للإدارة الرومانية .
ذلك ان الأبحاث الأثرية كشفت عن سور يمتد من المحيط الأطلسي إلى وادي عكراش لحماية منطقة سلا، في حين كشفت الحفريات عن معسكرين الاول يوجد تحت مقبرة سيدي خليفة والثاني على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق كما شهدت المدينة بناء سور تتحدث عنه نقيشة "ماركوس سلبكيوس فيليكس" وذلك سنة 144 بعد الميلاد.

وقد أظهرت الحفريات التي أجريت خارج السور المريني في حي باب زعير وفي حي الفخارين القديم وجود مجموعة من المقابر ترجع إلى فترة تمتد بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي .

ثم لم تلبث المدينة أن دخلت مرحلة غامضو من تاريخها منذ بداية القرن الخامس بعد الميلاد أي بعد جلاء الإدارة الرومانية وقد ظهرت شالة من جديد مع نهاية القرن الثالث عشر ففي سنة 1284 قام السلطان المريني أبو يعقوب يوسف ببناء مسجد وبعض الأضرحة ليجعل منها مقبرة ملكية حيث دفن بها هو وزوجته "أم العز" غير أن شالة لم تعرف أوج ازدهارها إلا في عهد السلطان أبي الحسن الذي شيد بها المدرسة الزاوية وأحاطها بسور له ثلاثة أبواب أكبرها الباب الجنوبي الغربي.
ويتميز ضريح هذا السلطان عن باقي مدافن الخلوة بهندسته المحكمة وبغنى أشكاله الزخرفية سواء منها التي على الزليج أو المصبوغة أو المنقوشة .
ومع السلطان أبي عنان الذي اختار مدينة فاس مدفنا جديدا للأسرة الحاكمة بدأت شالة تفقد شيئا فشيئا من أهميتها ولكنها حافظت على طابعها القدسي الروحاني.




جانب من المدينة الرومانية


الباب الرئيسي لموقع شالة الاثري الذي بناه المرينيون