أساس أي عمل فنّي سواء مسرحي أو سينمائي أو تلفزيوني هو النص الناجح والقصة والجيدة، فهذه العناصر هي التي يبنى عليها أي عمل فني من هذه الأعمال الذكورة مسبقاً، وهو أساس نجاح أي عمل، فالأعمال التي بنيت على سيناريوهات ناجحة وحوارات جذابة قل أن تنطفئ جذوتها مع الزمن، فهي أعمال خالدة مع الزمن وقد تأخذ دوراً أبعد من ذلك فهي قد تكون مرجعاً من المرجعيات الهامة في المجال الذي تتحدث عنه، ويمكننا ملاحظة ذلك في الأعمال السينمائية القديمة، فعلى الرغم من المؤثرات البسيطة والمتواضعة لها إلا أنها تركت أثراً جميلة وبقيت خالدة على امتداد التاريخ لا يستطيع أي إنسان أن ينساها أو أن ينسى أثرها، ولنتذكر تواضع المؤثرات في أعمال العظيم ألفريد هيتشكوك أو أعمال الراحل مصطفى العقاد أو أعمال أكيرا كوروساوا أو أعمال سيدني لوميت أو أعمال سيسيل دي ميل أو أعمال فرانسيس فورد كوبوبلا، فهؤلاء العظماء وعلى الرغم من عدم امتلاكهم للتقنيات المبهرة كالتي تمتلكها سينما اليوم إلا أن أعمالهم أصبحت مواد دراسية وأعمالاً نموذجية يحتذى بها وتدرس في المعاهد الفنية والسينمائية هذا عدا عن تأثيرها الشديد في الناس إلى يومنا هذا. حتى يكتب الكاتب سيناريو ناجح وحوار ممتع يرتكز عليه العمل السينمائي، فإنه يتوجب أولاً أن يمتلك فكرة جيدة يستطيع أن يؤسس عليها عملاً فنياً جيداً وخالداً، ومن شروط النص الجميل أن لا يكون محتوياً على أية كلمة زائدة و أن يكون كل مشهد في مكانه، فالمشاهد أو المتلقي ليس بتلك السذاجة، فهو قادر على الإحساس بأي مشهد زائد لا ضرورة له، بعد كتابة القصة يحدد معالمها الرئيسية كما ويحدد الشخصيات وفات كل شخصية وبنيتها، ثم يقسم هذه القصة إلى مشاهد بحيث يصف أجواء المشهد كاملة و بعد ذلك يتوجب على كاتب السيناريو أن يصوغ الحوار بين الشخصيات ، و لا يجب أن يكون الحوار بلغة غير مفهومة بل يجب أن تكون كلماته مستقاة من واقع الشريحة المستهدفة، بالإضافة إلى حملها للرسالة المطلوبة، فهذا النوع من أنواع النصوص هو الذي يلاقي النجاح الكبير، فالعمل الفني لا يتوجب أن يكون فوق مستوى فهم الناس، إلا إن كان الهدف منه إيصال فكرة معينة إلى طبقة معينة من طبقات المجتمع. و حتى يضمن الكاتب السناريو النجاح والتنفيذ المتقن لما كتبه يتوجب عليه أن يكون مع طاقم العمل دائماً وأبداً حتى يستطيع أن يعدل أي شيء رآه غير مناسب للعرض على طريقته الحالية.