النهج الصدامي الذي كان يتفنن في قلب الحقائق و سرد الأكاذيب والصاقها بأعدائه مازال مُتبعاً من قبل بقايا فلول البعث و مدعي العروبة الى الآن ,فكانت ماكنة التظليل الصدامي تصور الجمهورية الاسلامية ابان الحرب العراقية الايرانية بأنها تريد إحياء الامبراطورية الفارسية على حساب وجود الأمة العربية .ولكن الحقيقة ان ايران كانت هي المعتدى عليها ,بأوامر صهيوأمريكية من اجل اجهاض الثورة الإيرانية التي شعروا انها تمثل خطراً على مصالحهم في المنطقة..
واليوم نرى ان نهج الاكاذيب وقلب الحقائق ضد الجمهورية الإيرانية يأخذ منحى اخر ,بعد الانتصارات التي حققتها في مواجهاتها السياسية والعسكرية على طول خطوط المواجهة مع أميركا التي تريد الهيمنة على مقدرات الشعوب المغلوبة وربيبتها اسرائيل التي تقيم كيانها على ارض مغتصبة ,وأدواتها كل التنظيمات الارهابية .
حيث أخذت الابواق والاقلام التي تجردت من كل خُلق قويم , وهي تصدح في الآفاق وتنشر على أوراقها الصفراء, فرية ان داعش وأخواتها صناعة ايرانية وكل ذلك من اجل زعزعة امن و استقرار المنطقة .
ولكن الحقيقة التي لا يدحضها كل بهتان أن إيران هي أكثر دولة قاتلت الارهاب وما زالت في منطقتنا, فهي التي وقفت بوجه داعش في العراق وسوريا وكسرت شوكته .
فليس من الصحيح ان ايران هي التي تمول الإرهاب وهي التي تقاتله, ونقول الإرهاب صناعة ايرانية
وليس من الصحيح ان نرى كل مقاتلي التنظيمات الارهابية او اغلبهم من العرب ولم نرى اي إيراني في صفوفهم ,ونقول الإرهاب صناعة ايرانية ,
وليس من الصحيح أن نرى كل المنظمات الإسلامية الخيرية في الخليج التي تجمع أموال الزكاة والتبرعات وتدفعها (لداعش والنصرة وجيش الإسلام والقاعدة) وهي صناعة ايرانية,
وليس من الصحيح أن كل فتاوى القتل التي يطبقها الإرهاب في قتل الابرياء تصدر من منابر يرتقيها فقهاء عرب في بلدان عربية ونقول ان الارهاب صناعة ايرانية
ليس صحيحاً أن يكون الفكر الذي يؤمن به الارهاب هو فكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب المتطرف ونقول ان الارهاب صناعة ايرانية
ليس صحيحاً أن كل القنوات التي تمجد انتصارات داعش وأخواتها وتعتبرهم ثوار هي قنوات عربية تقع مقراتها في قلب عواصم عربية ,ولم نرى اي قناة فارسية تهلل لتفجير او خرق ارهابي في منطقتنا العربية ,ونقول الإرهاب صناعة ايرانية .
وليس غريباً على عالمنا العربي أن تجد فيه الأغبياء يسمعون يومياً في مساجدهم بعد كل صلاة يُصلونها دعاء امامهم ان ينصر الله الإرهابيين الذين يسميهم المجاهدين ,ثم يقولون ان الارهاب صناعة ايرانية .
صدق القائل حين قال (أقاتلك برجال لا يفرقون بين الناقة والجمل)
هاهم اليوم السلف لذاك الخلف الذي استعصى عليه أن يعرف ذكر البعير من أنثاه قد استعصى عليهم أن يميزوا بين جبهة الحق ومن يقف معها وبين جبهة الارهاب ومن يقف معهم ,مع ان الارهاب قد صدح اهله مراراً وتكراراً بأنهم ُصنْاعهُ ,فهذا ترامب اثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية قال صراحة إن اوباما وهيلاري كلينتون هم مَن اسسوا داعش.
وهيلاري كلينتون اعترفت في كتابها ( خيارات صعبة) ان الادارة الاميركية هي مَن اسست تنظيم القاعدة وداعش من اجل تقسيم منطقة الشرق الأوسط .
كما وصف العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية “إدوارد سنودن” في مقابلة خاصة مع صحيفة “Dagens Nyheter” السويدية ” تنظيم “داعش” بـ”صناعة السياسة الأمريكية” ، موضحا أن هذا التنظيم “لم يكن موجودا قبل أن نبدأ بقصف هذه البلدان (سوريا والعراق).
وأكد الضابط في الاستخبارات البريطانية في جهاز مكافحة الإرهاب “تشارلز شويبردج”، أن وكالة المخابرات الأمريكية سي آي ايه CIA الاستخبارات البريطانية دفعتا دولاً خليجية لتمويل وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها تنظيمي القاعدة وداعش ،
كل هذا غيض من فيض في تأكيد هوية داعش ومن يتبنى تمويلها وتدريبها والتخطيط لجرائمها .
اما ايران فهي صاحبة مشروع نصرة المستضعفين والمقاومين المجاهدين في كل أرجاء المعمورة تقاتل الارهاب بكل انواعه , الديني والسياسي والعسكري والاقتصادي, وستنتصر لأن الحق مأذون من الله ان ينتصر .
وفجر الحقيقة بدأ سناه يبزغ في الآفاق من لبنان وسوريا والعراق ويلتقي بنقطة ارتكازه عمق الجمهورية الاسلامية عندها تسطع شمس محور المقاومة لتضيء أشعتها اعشاش الظلام وتطرد خفافيش الخراب من صحارى الموت المتعطشة للدماء .