دموع في عيون طفلة
مستوحاة من مأساة احدى تفجيرات تلعفر
كانت نضرة ترقص في حضن والدها تقبله من خده الأيمن ثم الأيسر تبتعد قليلا وتأمر أباها أن يفتح ذراعه ثم تركض نحوه وتحتضنه وضحكاتها تعلو ثم تعلو حتى ملأت الدار صراخا وضجيجا قالت والدتها ما بك يا غادة هذه الليلة فأنت لا تفارقين والدك منذ أن دخل الدار دعيه يرتاح من عناء العمل, الوالد الذي عاد إلى الدار مع حلول الليل منهكا من العمل في المقهى ليوفر قوت العيش لعائلته المتكونة منه ومن زوجته وطفله الرضيع وطفلته البالغة من العمر سنتان ونصف أراد أن يستريح قليلا بعد العشاء ولكن هذه الطفلة لم تمكنه من الراحة فإنها لا تفوت أية فرصة إلا وهي تناغي أباها مرة وأخاها أخرى وأمها ثالثة تجلجل ضحكاتها أرجاء المنزل الصغير والأغرب من هذا نراها بين الحين والآخر تقف صامتة للحظة ثم تعاود نشاطها حتى أنها أزعجت عائلتها بتلك التصرفات الغريبة والدتها استعملت شتى الحيل حتى استطاعت أخيرا أن تجعلها تنام والمعروف أن نومها هادئ جدا فنادرا ما تستفيق في الليل ولكن في تلك الليلة استفاقت بعد منتصف الليل مذعورة تبكي دون أن تذكر السبب وبألف رجاء جعلوها تنام وعندما أزفت الساعة السابعة صباحا استيقظت مذعورة لتنظر حولها وترى الدار وقد صبغ بلون احمر وان أشلاء الطفل الرضيع بين قدميها بدأت البكاء ولا من مغيث انتفضت وهي تصيح بابا ...ماما ....بابا ....ماما لم ترى أي منهما لقد أصبحت يتيمة الأب والأم مزق الانفجار جسد الأب والأم ليلتحقا بركب الشهداء بدأت الطفلة تصيح في أزقة حي القلعة بابا... ماما ... إن أخي الصغير يبكي أين انتم؟...................... إنها غرقى بالدموع وستبقى غرقى بلا أب يرعاها وأم تحضنها .
بقلم كنعان عباس التلعفري