ونحن اليوم أيضاً نقول من أعماق وجودنا:"السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام على الحسين الشهيد"...
عن آداب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين ينقل الإمام الخامنئي دام ظله كيف زار جابر ابن عبد الله الأنصاري الإمام الحسين يقول:
"إنّ لأربعينية الإمام الحسين عليه السلام دور تعرّفَ من خلاله بعض الأفراد على مقام أهل البيت عليهم السلام، فأصبحت قلوبهم تنبض بمحبة وعشق كربلاء، بالإضافة إلى تعلقهم بالتربة الحسينية والمرقد الطاهر لسيد الشهداء عليه السلام.
إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري يُعدّ من مجاهدي صدر الإسلام الأول، ومن أصحاب بدر، وقد كان إلى جانب الرسول صلّى الله عليه وآله وجاهد معه قبل ولادة الإمام الحسين عليه السلام؛ أي أنه رأى ولادته ونشأته....وقد رأى الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله لمرّات عديدة وهو يضمّ الحسين بن علي عليه السلام إلى صدره، ويقبّله في عينيه وعلى وجهه، ويُغذّيه الطعام والشراب بيده الشريفة.
ومما لاشكّ فيه أنَّ جابر بن عبد الله قد سمع الرسول صلّى الله عليه وآله وهو يقول:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. "وكذلك بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله بقيت مكانة الإمام الحسين عليه السلام وشخصيته ـ سواءً في زمان الخلفاء أو في زمان أمير المؤمنين عليه السلام، في المدينة المنورة أو في الكوفة ـ ماثلة أمام عيني جابر بن عبد الله الأنصاري.
وعندما سمع جابر أنّ الحسين بن علي عليه السلام عزيز الرسول صلّى الله عليه وآله قد استشهد، وقُتل عطشاناً، انطلق من المدينة، وعند وصوله إلى الكوفة رافقه عطيّة، وقد روى ذلك، قائلاً:
وصل جابر بن عبد الله إلى شط الفرات، واغتسل فيه، ثم ارتدى ثياباً بيضاء نظيفةً، وتوجّه نحو قبر الإمام الحسين عليه السلام ماشياً بكل وقار وسكينة.
إنّ الرواية التي رأيتها تقول أنه عندما وصل جابر إلى القبر قال ثلاثاً بصوت عال:"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر"؛ أي أنه أخذ بالتكبير عندما علم كيف استشهد عزيز الرسول صلّى الله عليه وآله وعزيز الزهراء عليها السلام مظلوماً على أيدي الطغاة وعبدة الشهوات.
ثم قال عطيّة:ولقد فَقَدَ جابر بن عبد الله صوابه عند قبر الإمام الحسين عليه السلام، وأغمي عليه وسقط إلى الأرض. لا نعلم ما الذي جرى بعد ذلك إلا أنه يقول في هذه الرواية:عندما عاد جابر إلى وعيه، أخذ بمخاطبة الإمام الحسين عليه السلام قائلاً:"السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله "،أيها الحسين المظلوم.. أيها الحسين الشهيد.
ونحن اليوم أيضاً نقول من أعماق وجودنا:"السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام على الحسين الشهيد".
يستحب في هذا اليوم زيارة الإمام عليه السلام بزيارة الأربعين عند ارتفاع النهار:
اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، ...
المصدر:مجلة شعائر