ففي الرواية عن معاوية بن وهب، أنّه قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام فقيل لي: "ادخل"، فدخلت، فوجدته في مصلّاه في بيته، فجلست حتّى قضى صلاته، فسمعته، وهو...
هذا الأمر ليس غريباً عن تاريخ المحبّين والموالين، فقد ذكرت الروايات مدح الأئمّة عليهم السلام وشكرهم شيعتهم على ما تحمّلوه من أعباء، وتجشّموه من عناء، في سبيل إحياء أمر زيارة سيّد الشهداء عليه السلام، ففي الرواية عن معاوية بن وهب، أنّه قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام فقيل لي: "ادخل"، فدخلت، فوجدته في مصلّاه في بيته، فجلست حتّى قضى صلاته، فسمعته، وهو يناجي ربّه، وهو يقول: "اللَّهمَّ يا من خصّنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصّنا بالوصيّة...، وجعل أفئدةً من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني، وزوّار قبر أبي عبد الله الحسين، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في بِرّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافِهم عنّا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنّهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف، واصحبهم، واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خَلْقك وشديد، وشرّ شياطين الإنس والجنّ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللَّهمّ فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلّب على حفرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.
اللَّهمَّ... إنّي أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس، حتّى توافيهم من الحوض يوم العطش". فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء(كامل الزيارات، ابن قولويه، ص227- 229).
المصدر:مجلة شعائر