..
عندما يأتي المساء
و يلف الصمت هاتيك الروابي
و النجودْ
و تعود الشمس كسلى
تتدلى مثل قنديل بعيدْ
خلف هاتيك الهضاب الواجمات
ثم تغفو في أمان
ترسل النور سلالا من عقودْ
توقظ الأحلام في قلبي العميدْ
تختفي ولهى
و تذكّي الشوق في الغيم المديدْ
شفقا يسحر قلبي
في حناياه يرفّ الحلم
أهفو للقاء و عناق و غلال
و سلال من ورودْ
عندما يأتي المساء
تشعل الأشواق في قلبي ضرامات
و تحيي لوعة حرّى
بأعراص الضّلوع
توقظ الأتراح في قلبي الكميدْ
فأغني ..
أنفث الآهات في عذب القصيدْ
جذلا أدخل محرابي ..
أصلي ..
و لعينيك أصوغ الشعر ..
أشدوه ارتجالا
ذاهلا عني
أناجي فيكَ ذاتي
أيها الغائب ما بين الضلوع
عندما يأتي المساء
تتدلى الشمس وسنى
خلف أعلى قمة غربية ..
تهوى الهجوعْ
تتمنى أن تعود
و أنا في معبدي
اقتات شوقا و ضراما
و بعادا قاتل الوقع عنيدْ
تومض الذكرى أمامي
تتجلى ليَّ طيف امرأة حسناء
ما للحسن فيها من مزيدْ
ترتدي النور بهاء و جلالا
تعشق المحراب مثلي ..
ترسل البسمة ولهى يوم عيدْ
كم أناجي امرأة لا كالنساء
هي تفريد جمال و بهاء
لفظها الشهد شهيّ
هي من بعض معاني بوحها الحلو
يرفّ الشعر باقات اشتهاء
هي كانت قبل بدء الكون ولهى
تعشق الخيل انتصارات
و عزا و إباء
لا تكابر
بعد أن رف الضياء
قرأت كلّ الحواميم
و هبت ترسل النور إلى الكون نجاء
شيدت كلّ الحضارات التي ولت و زالت
و بعينيها أرى البعث ..
أرى طفلا جميلا يقرأ الإسراء
حلو الكبرياء ..
تعشق الأنغام في خلوة ليلي
تنشد الأشعار موال حنين
كلّما حان المساء
" جادك الغيث اذا الغيث همى
يا زمان الوصل هل لي من لقاء ؟؟
هي في الفجر تصلي النّفل
تحيي العتمات
تعشق الجدّ
تريح النفس من وعث العناءْ
هي في مقلتها أبصر صنعاء تناجي ..
ترتجي بغداد وصلا
سئمت مكر الزناة اللقطاءْ
هي من مقلتها يمتلئ النيل نماء
و عطاءْ
و يسوق الوصل ملهوفا دمشق الخير خيلا
تعشق الموت كؤوسا
تتحدى الدهر
تجلي العملاءْ
أقبلي خلدى رجاء
اشربي القنديل من زيت اشتاقي
أوقدي الحب غلالا من أمان
مدّدي عمري بأحشائك طفلا
ربما في عرصات الدّار
قد يلهو الهلالي
مولعا بالخيل
يحيي مجدنا الماضي
ينقّي الأرض
يجلي عن ربوع الوطن المكدود كلّ الخبثاء
عندما أدخل محرابي
سويعات المساء
لا أرى إلاّك أيا أحلى النساء
أنت حسن عبقري ..
و امتداد عربي
لمعاني المجد
و العـــزّ و صدق الانتماء
.
النجدي العامري