«حرية الشباب» سلاح ذو ألف حدّ
يختلف مفهوم الحرية لدى الشباب ويتنوع، طبقاً لنشأته وتربيته من البداية، فهناك من يلتزم بعادات مجتمعه وتقاليده، والقيم الذي نشأ فيها، ويتجه البعض إلى تقليد الآخرين من دون وعي، في غياب الرقابة الأسرية في هذه السن الحرجة، حيث يرسم الشاب طريقهم ويحددون ميولهم.
واتفق عدد من الشباب على أن الحرية تقف عند حدود حريات الآخرين، ويجب أن يكون هناك نوع من التوجيه والمتابعة للشباب في هذه الفترة، ففي النهاية يتحمل الشاب نتيجة اختيارهم واتجاههم، ولكن بشكل أو بآخر تدفع الأسرة سبب تخليها وعدم توجيهها للشاب في هذه الفترة الحرجة.
يؤكد بشير الكردي (طالب بجامعة عجمان) أن الحرية لا بدّ أن تكون مصحوبة بحسن الخلق والالتزام، سواء في التعامل مع الأصدقاء أو الأهل، ويقول: «على سبيل المثال عندما أمزح مع أصدقائي، يجب أن تكون هناك حدود، حتى لا أتسبّب لهم في ضيق بالألفاظ، وبالنسبة لأهلي يعطونني حرية مع ضوابط، فهم يسمحون لي بالخروج مع الأصدقاء، مع مراعاة عدم السهر لأوقات متأخرة، وأنا بطبيعة الحال أفضل البقاء مع أسرتي وأقاربي في أيام العطلات، وعن اختياري للتخصّص في الجامعة ترك لي أهلي حرية الاختيار وتحديد مستقبلي، وقبل اختيار التخصص، حضرت مع زملائي بعض المحاضرات في قسم الهندسة، ولكن وجدته صعباً ولا يتناسب مع ميولي وقدراتي، فقررت الالتحاق بالمحاسبة، وكان أهلي تاركين لي مطلق الحرية في الاختيار».
يرى عبد الله الحياة (طالب) الحرية كارثة كبيرة، إذا لم تكن مصحوبة برقابة من جانب الأهل، ويقول: «عندما يضع لي والداي حدوداً للحرية، لا ألتزم بها بالشكل الكامل، لأنها تقيدني، فعندما لا يجد الشخص مراقبة على أفعاله، ينطلق بلا حدود، وبالنسبة لي لا توجد ضوابط نابعة من داخلي، فإذا لم أجد توجيهاً ورقابة، فربما وقعت في أخطاء كثيرة تحت مسمّى الحرية، ووقتها أدرك الخطأ وأتعلم من تجربتي، ومن وجهة نظري يجب أن تكون هناك مراقبة من جانب الأهل وتوجيه ونصح بشكل مستمر، وفي سني حالياً ربما أكون منجرفاً نحو الأشياء السلبية، وأتأثر بشكل كبير بأصدقاء السوء، ومن الممكن مع مرور الوقت أن أعيد تفكيري وأصبح أكثر التزاماً.
أما أحمد عامر (طالب)، فيقسم الحرية إلى نوعين: حرية مقيدة وأخرى مطلقة، ويضيف: «هناك قرارات يجب أن يتخذها الشاب بكامل حريتهم ورغبتهم، كاختيار التخصص الذي يدرسونه، لأنهم يعرفون ميولهم ورغباتهم، والتخصص الذي يستطيعون أن يتميزوا فيه، كذلك اختيار الملابس وقصة الشعر، في حدود عادات المجتمع الذي يعيش فيه، وتقاليده، وهناك حرية مقيدة يجب الالتزام فيها بتعليمات الأهل، لأن لديهم خبرة أكبر، ومروا بتجارب عدّة لا يريدون أن نقع فيها مرة أخرى». يرى عبد الرحمن أسامة (طالب) أن للحوار والنقاش بين الأهل والأبناء أهمية كبيرة، للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، ويؤكد: «عندما أريد اتخاذ قرار، وصادفت اعتراضاً من جانب الأهل، يجب أن يعرض كلا الطرفين وجهة نظره ورأيه والإيجابيات والسلبيات، ربما أكون على خطأ وأقتنع برأيهم أوالعكس، أما أسلوب إعطاء الأوامر من دون مبرر أو لمجرد الطاعة فقط، فهو أسلوب مرفوض، ويأتي بنتائج عكسية، ويجعل الشاب شخصيته ضعيفة وليس لديه ثقة بالنفس، ولا يستطيع اتخاذ قرار مهما كان بسيطاً، كما أن الإفراط في الحرية بلا اعتبار لقيود مقبولة واحترام للعادات والتقاليد، يُعدّ أمراً غير مقبول نهائياً، وله عواقب وأضرار وخيمة».
بدأ عبد العزيز الزرعوني (طالب) حديثه بعبارة: «أنت حرّ ما لم تضرّ» وقال: «الحرية تقف عند حدود حقوق الآخرين، ولكن الفرد لا يعيش بمفرده في المجتمع، ة الحوار بين الآباء والأبناء وأهمية التوعية الأسرية بخصوص الولاء والانتماء للوطن وبناء جيل لديه مناعة ثقافية لا يتأثر بالأفكار الهدامة ويغرس بداخله أسس ومبادئ الحرية حتى لو انتقل الشاب إلى أي مكان آخر يكون بينه وبين نفسه ميثاق وحدود للحرية بحيث يجب ألا تتعدى حدود وحقوق الآخرين واحترام العادات والتقاليد».
;البيئة التي نشأ فيها وتقول: «مفهوم الحرية يعتمد على ما زرعه الأهل داخل الفرد، ويرجع إلى عادات المجتمع وتقاليده، فيجب أن يكون داخل كل فرد وازع ديني وأخلاقي، يرشده إلى الطريق الصحيح، وبرغم الانفتاح الذي نعيشه حالياً مع وجود التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي