ان العنف نقيض التربية فهو يهدر الكرامة الانسانية لانه يقوم على تهميش الاخر وتصغيره والحط من قيمته الانسانية وبالتالي يولد احساسا بعدم الثقة وتدني مستوى الذكاء وتكوين مفهوم سلبي تجاه الذات و الاخرين . عندما نبني شخصية الطفل نبدأ من الاسرة فالاسرة هي المصدر الاول والاساسي للعنف فتعامل افراد الاسرة فيما بينهم وسلوكهم العنيف او الساكن يؤثر على تكوين الشخصية الانسانية للطفل.ومن خلال المدرسة يتشكل وعي الطفل الاجتماعي والفكري وتسعى المدرسة جاهدة الى اثبات ذلك من حلال التعليم وارساء السلوك التربوي القيم بين تلاميذها ويتجلى العنف بين الطلاب انفسهم حيث يمارسون الاطفال العنف على بعضهم البعض باساليب منها الضرب والتهديد والتحقير من الاخر والنعت والوصف بالقاب معينة تتعلق بالطول او القصر او القبيلة-القرية السب والشتم ويتعدى الامر الى العنف على الادارة والتدريسيين بتخريب متعلقات المعلم او المدير او تهديدهم او الاعتداء المباشر او التهديد والشتم في غيابهم .وتظهرعواقب وخيمة لتلك السلوكيات المعنفة على الاطفال انفسهم منها الكذب و الخوف من المدرسة ومخاوف ليلية و اللجوء الى حيل عدم الذهاب الى المدرسة والتمارض و تكوين مفهوم سلبي تجاه الذات والاخرين بالاضافة الى مشاكل الاكتئاب والتردد والانطواء والتبول اللا ارادي .ويتمثل العنف احيانا بالنظرة او الكلمة فيلتجأ المعلم الى العنف بشكل غير ملفت للاذهان اي لا يعار له اي انتباه على اعتباره انه سلوك اعتيادي يقوم به كل معلم لدفع الطالب لتصرف او سلوك ما لكنه يعد عنفا بشكل ظاهري و منها العقاب الجماعي بالسب والشتم عدم السماح بمخالفة رأي المعلم و التهديد بالرسوب واشعار الطالب بالفشل الدائم
وعلى وفق هذه المشاكل والاضطرابات ترتفع الاصوات نحو الحد من هذه الظاهرة بقيام المدرسة الى نشر الوعي بمحتلف طرقه من عمل ورشات ولقاءات للامهات للتركيز على التنشئة السليمة بالاضافة الى ورشات خاصة للمعلمين لمناقشة الاحتياجات النفسية والاجتماعية لكل مرحلة عمرية واظهار التعاطف والاهتمام ومنح فسحة من الوقت لجعل الطالب يمارس هواياته وانشطته المختلفة .