غادرتُ أضرحةَ الأبوابَ
وَغادرَ النهرُ واجهةَ المطر
والتَحفُ النجمُ وجهَ الأماني
بصقُ الغبارُ بمرآى النهار
على جدائلِ النخل
فأستراحَ المنجلُ
ونامَ الصاعدونَ على حجارة نهرٍ أبكم
وللحديث مذاق الحشرجاتِ
المُدافةِ بصحون التبلّد والأنزواءِ
ألا من ثائرٍ لطائرٍ أبى مدَّ المعاصمَ
للسلامةِ والرقاد
روّى بِوَشلِ محابرهِ دمعةِالسطرَ الأخير
أزرق العينين كانت تغازله
سُحبُ الشواطئ والنجوم
أيا نخلة كم دبكةٍ تحتَ السُّعيفاتِ
كالموج قد بَعثت نَغماتها وَهَنَ الجروف
أينَ المرايا الساكبات نقاءها فوق معراج النهار ؟
لا أرى في ماروى الشّطارُ من حكاياتِ الغبار
لا أرى في ذلك الليلِ وسمَ انكسار
فلقدتَفرُّ الطيرُ فَتَأوي لسالفِ الوكنات
وتحنّ الفسائلُ للتسامقِ
فلا تلوي الرقاب
وإن علت شُمّ الشماريخ أظفار التراب
وَيرجع الشط بعد الهجران يوماً
يلملمُ النخلَ والأطيار
وزَهوَ المشاحيف
ومشاكسات الصغار .
علي محسن شريف