هوس تقليد الغرب لدى المراهقين
موسيقى صاخبة، لباس غريب، قصات شعر ملتفة للنظر، ألفاظ دخيلة بين كل جملة وأخرى…. ربما تكون هذه السلوكيات الواضحة للعيان من أصدق وأبرز البراهين على ظاهرة تقليد الغرب خاصة بين أوساط المراهقين… فهل هي ظاهرة حقاً؟
تتميز مرحلتهم العمرية بالحماسة وكثرة الإقبال على الحياة والانبهار بكل جديد وغريب رغبة منهم في لفت الأنظار ومسايرة ركب التكنولوجيا الحديث. فما تحليل هذه الظاهرة؟
سنة التقليد
ظاهرة تقليد الشباب وهوسهم بالغرب وانبهارهم بهذه القشور الثقافية المتمثلة في اللباس الغربي والإقبال على الموسيقى والفن الغربي بأنواعه المتعددة، وكذلك تقليدهم للغرب في طريقة المأكل والمشرب هذا أمر طبيعي للغاية فهذا ما يرونه منهم، وهذا ما سوّقه الإعلام وعرضه، فأصبحت هذه هي صورة الغرب المتقدم، أما إيجابيات الغرب فلم يتم عرضها بشكل كبير ومشجع للشباب بحيث يتم تحفيزهم على الاقتداء بها فللاطلاع على إيجابيات الغرب ورؤيتهم من منظور محايد يتطلب الأمر السفر إليهم والاحتكاك المباشر بهم.
هل يعتبر تقليدهم ضعفاً؟
الشباب ليس لديه الوعي الكافي بهذا الشأن.. وكما هو متعارف عليه فإنّ الضعيف دائماً ما يقلد القوي والمتخلف يحاول تقليد المتطور، وكما تقول القاعدة الفيزيائية المعروفة أنّ الكتلة الكبيرة تجذب إليها الكتل الصغيرة فهذا هو وضعنا الآن.
ما الحل؟
الحل من وجهة نظري، يكمن في إقامة حضارة عربية إسلامية قوية تجعل الشباب ينتمون إليها ويفخرون بها، وتوجيه الآباء والأمهات لأبنائهم المراهقين وتعزيز قيم حضارتنا لديهم”.
هذا التقليد غالباً ما يكون مؤقتاً خاصة في مرحلة المراهقة والشباب، إلا أنّ أثره السلبي الخطير هو أنّ اعتقادهم وتقليدهم هذا يؤثر على نزعتهم الدينية ويكاد يطمسها. مّا يستوجب التصدي الحقيقي له من قبل جميع المؤسسات الاجتماعية بدءاً بالأسرية، وانتهاء بالإعلام الذي يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في هذا المجال”.