تقرير عالمي يكشف المدن المهدّدة بالغرق.. ولـبيروت نصيب كبير منها
عنوان "غرق المدن: كيف يدمّر تغيّر المناخ الشرق الأوسط؟"، نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالاً تحدّث فيه عن التداعيات الهائلة للمناخ في أكبر المدن العربية بدءًا من الإسكندرية الى القاهرة التي يعيش فيها أكثر من 5 ملايين شخص، وصولاً الى عدد من المدن بينها بيروت.
وبحسب التقرير، يتسبب تغيّر المناخ في ارتفاع مستويات مياه البحر الأبيض المتوسط، إضافةً الى ارتفاع الحرارة، ومع ارتفاع منسوب المياه فهناك مدن مهددة بالغرق تحت البحار، الأمر الذي يتطلّب إجراءات عاجلة وطارئة.
وقال أحد سكان الإسكندرية، المتواجد حاليًا في المملكة المتحدة للموقع "ما يحدث في المدينة جنون، بل مأساة".
وقد استند الموقع في معلوماته على تقرير جديد أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) يوم الاثنين. وأوضحت الهيئة أنّ الارتفاع العالمي المستمر في درجات الحرارة يشكّل مصدرًا للقلق، لأنّ ذلك يؤثر في البحر، مشيرةً الى أنّه عندما تسخن مياه البحر فإنه يتوسع، كذلك تتسبب السخونة بالعواصف الكثيفة.
كذلك، ذكر الموقع أنّ درجات الحرارة خلال صيف عام 2018، حطّمت الأرقام السابقة في العديد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فعلى سبيل المثال، تجاوزت الحرارة في أجزاء من الجزائر الـ51 درجة مئوية خلال أواخر شهر تموز الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق للقارة الأفريقية.
من جانبه، يقول محمد شلتوت من قسم علوم المحيطات في جامعة الإسكندرية إن التوقعات الحالية تشير إلى ارتفاع في مستويات البحر على طول الساحل حول الإسكندرية، ويتراوح بين 4 و22 سم بحلول نهاية القرن، موضحًا أنّ "حتى ارتفاع 10 سم سيضر بشكل كبير بالجانب الشمالي من منطقة دلتا النيل".
ووفقًا لـIPCC، فإنّ الإسكندرية ليست وحدها التي تواجه مشاكل ارتفاع مستوى سطح البحر، فبحسب التقرير، فإنّ جاكرتا في إندونيسيا، هي المدينة الأسرع غرقًا على هذا الكوكب. وأضاف العلماء أنّ العاصمة الإندونيسية التي يسكنها 10 ملايين شخص، يمكن أن تغمرها المياه بالكامل بحلول منتصف القرن.
وتابع التقرير أنّ هناك قلقًا بشأن المدن التي تشهد توسعًا سريعًا مثل دبي إزاء ارتفاع منسوب مياه البحار ومشاريع التطوير التي يجري استصلاحها من البحر. ولفت الى أنّ دول الخليج تواجه قلقًا خاصًا من تأثير زيادة نشاط العواصف بسبب ارتفاع درجة حرارة البحار.
وأشار التقرير الى أنّ عدد السكان في بيروت تضاعف إلى أكثر من مليوني نسمة في السنوات الأخيرة، وأدى ضخ المياه الزائد إلى دخول مياه البحر إلى المياه الجوفية تحت المدينة.
كما ذكر التقرير مدينة البصرة العراقية، وشدد العلماء على أنّ المدن الساحلية يجب أن تعد وتتكيف مع مستويات البحار المرتفعة.
وأعرب معدو التقرير عن خشيتهم من اختفاء عدد من المدن تحت البحر ما لم يكن هناك إجراء وقائي عاجل لمنع المزيد من الزيادات في درجات الحرارة.
المصدر: ميدل إيست آي