مشكلة دمرت بلادنا "ترك قول لا أدري"
*
إنّ ممّا يحكم العقل بقبحه ويشهد له الوجدان والضمير بذلك هو أن يتحدث الإنسان بما لا يعلم ، كأن ينقل خبراً دون تثبت ، أو يطلق حكمه على فلان دون علم ، وغير ذلك ...
1- فعنهم (عليهم السلام) قالوا : (لا تقل ما لا تعلم ، ولا تقل كل ما تعلم ، فإنّ الله سبحانه قد فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة) . وقالوا (عليهم السلام) : (لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نفتيهم بآثار من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصول علم عندنا ، نتوارثها كابراً عن كابر) .
2 - وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (من ترك قول : لا أدري ، أُصيبت مقاتِلُهُ) .
3 - وعنه (عليه السلام) قال : (لا تستح من إعطاء القليل ، فإن الحرمان أقلُّ منه)
4 - وسئل أبو جعفر (عليه السلام) : ما حق الله على العباد ؟ قال (عليه السلام) : (أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون) .
5 - وعنه (عليه السلام) قال : (إنّي لأكره أن يكون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلاً على مقدار عقله) .
*
على سبيل المثال : (لو كان العالم الفلاني لا يعرف حَلَّ مسألة أو قاعدة معينة فقال "لا أدري" لكان قد ساهم في معرفة الدليل الحق والحقيقة وهو لم يفعل شيء أبداً . ستقول كيف هذا ؟؟؟ نحن نُجيب : إن هذا العالم الفلاني عندما قال لا أدري في مسألةٍ معينة للسائل قد جعل من هذا السائل يذهب إلى عالمٍ آخر ، وعندما ذهب السائل إلى العالم الآخر اكتشف أن هذا العالم قد قال لا أدري أيضاً ، أي لا يعرف هذه المسألة ، ومن ثم ذهب السائل إلى عالمٍ آخر وقال له أيضاً لا أدري ..... وهكذا إلى أن وصل السائل إلى العالم الفلاني الذي يعرف حَلَّ مسألة السائل . حينها يكون حل المسألة صحيحاً دقيقاً خالياً من أية مشاكل .
هذا ولو دخلت "لا أدري" إلى نطاق الجيوش والعسكر والجنود وفي مجال العمل . لكان البلد قد حقق انتصارات وانجازات عظيمة ...
*
الخلاصة : (إن قول لا أدري تجعل الشخص المناسب في المكان المناسب) .