كعادتها كل صباح..اشعلت الموقد.. أفطرت الصغار .. وهي تنشد فيروزاً
" تبقى تميل ابقه اسأل .. مثل الاول ظل اسأل .. الله لا يشغلك بال .. وديلي منك مرسال .. اسأل اسأل !!!" ..توقفت فجأة مستديرةً نحو نافذتها .. تنظر لعبث الريح باوراقه الصفراء... استرجعت ذاكرتها سريعاً ..ملاحم تجول برأسهاً الصغير.. اي عطراً كان يملك ... لا شيء.. كان يكتفي بعطر الجسد...لم تتمكن من إنهاء الافطار..على غير عادتها ..كل شيء فيً مكانه .. توقفت قليلاً
"وضبته مع امتعته ..اه لم أضٓعْه ... بل اضعتُه هو"
حينها ..اسرعت نحو الخزانة .. استخرجت رداءه بعجلة
جلستً بانحناء... تكورت على نفسها
تعانق السماء كغيمة... زاخرة بالإمطار ..التفت برداءه .. ترتعش لفكرة البرد ..فُتِحت الباب.. وتهويدتها تناديها
"امي .. امي ...مازال الطقس حاراً "صوتاً اخر" استنشق رائحة مطر... نعم امي أنصتي .. السماء تمطر"
اجابته ببراءة طفلة ..تلاعب دميتها كأم حنون" اصمت ... اششششش..." تشير بأناملها الصغيرة " انها دموع امي"