أفضل مسجد بعد المسجد الحرام.. قال(صلى الله عليه وآله) : (صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام).
اختار النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) بعد دخوله يثرب(المدينة) مكاناً لإقامته ومسجده يتوسط المدينة تقريباً حيث يقع بين الحرة الشرقية وقبا.
وتم بناء المسجد الشريف بفترة وجيزة وقد شارك في بنائه هو (صلى الله عليه وآله) بنفسه، مع مجموعة صحابته وعملوا بجد ورغبة شديدة لإكماله.
وكان صغيرا نسبياً حيث كانت أضلاعه 70*60 ذراعا حوالي(35*30مترا) ومساحته تقارب (1050مترا). وصار المسجد مركزا حيث بنى المسلمون بيوتهم حوله.
وفي السنة السابعة للهجرة تمت توسعته فصارت مساحته حوالي (2475 مترا).
توسعات المسجد:
1 ـ سنة 29 هـ صارت مساحته حوالي4071 مترا.
2 ـ سنة 88 هـ صارت مساحته حوالي6400 مترا، وقيل: (7500 مترا)، وفي هذه المرة ادخل بيت فاطمة(عليه السلام) ضمن المسجد غصباً، إذ رفضت فاطمة الصغرى بنت الحسين(عليه السلام) وزوجها الحسن بن الحسن الزكي(عليه السلام) بيع بيت فاطمة(ع).
وانتهى البناء في هذه التوسعة سنة 91 هـ.
3 ـ سنة 161 هـ صارت مساحته حوالي8850 مترا.
4 ـ سنة 654 هـ تعرض المسجد الشريف لحريق كبير، وأصلحه المماليك.
5 ـ سنة 886 هـ تعرض المسجد الشريف إلى صاعقة أدت إلى حريق كبير، وأصلحه المماليك أيضاً ووسعوا فيه حيث بلغت مساحته حوالي (9010 مترا).
6 ـ سنة 1265هـ تم تجديد بنائه بشكل كامل تقريبا وبني باستحكام.
7 ـ سنة 1370 هـ بلغت مساحته إلى16327 مترا.
8 ـ سنة 1415 هـ تم توسيعه إلى 98328مترا، وصار المسجد يسع لـ(257000) مصل.
أقسام المسجد الشريف:
الروضة الشريفة
تقع في القسم الجنوبي الشرقي للمسجد (قبلة المسجد) وقد ورد في فضلها روايات كثيرة رواها الفريقين مثل قوله(صلى الله عليه وآله) : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة) الكافي 4: 554.
وجاء في تحديدها ما رواه مرازم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عما يقول الناس في الروضة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة، فقلت له: جعلت فداك ما حد الروضة؟ فقال: بعد أربع أساطين من المنبر إلى الظلال (أي في اتجاه الشمال عكس القبلة)، فقلت: جعلت فداك من الصحن فيها شئ ؟ قال : لا. الوسائل 14: 345.
مرقد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
من اطهر الاماكن في الأرض إذ حوى الجسد المبارك لحبيب الله (صلى الله عليه وآله) .
تقع في الجانب الشرقي من المسجد بعض حجرات الرسول (صلى الله عليه وآله) وزوجاته حيث دفن هناك (صلى الله عليه وآله) وبقيت هذه الحجرات إلى سنة 90 هـ ثم ادخلت في المسجد.
وبني جدار حول القبر الشريف على شكل خماسي رأسه إلى الشمال في زمن الوليد الاموي كي لا يكون شبيها بالكعبة الشريفة، وكي لا يتخذ قبلة اذ المواجه للمصلى هو المثلث فلا يصدق الاستقبال عليه.
ـ اول من اهدى ستارة للقبر الشريف ابن ابي الهيجاء أحد امراء الفاطميين في مصر.
ـ سنة 557 هـ اقيم حائط من الرصاص حول القبر الشريف في الارض كي لا ينفذ اليه أحد, حيث ذكر ان بعض الصليبيين كانوا يخططون لذلك.
ـ سنة 668 هـ اهدى الظاهر بيبرس مشبك على شكل ضريح مستطيل وضع على البناء المخمس وادخل فيه بيت فاطمة (ع).
ـ للضريح اربعة ابواب ولم يتم تغيير اساسي في الحجرة الشريفة إلى الزمان الحاضر.
زِيارَةُ النّبِيّ (صلى الله عليه وآله)
الحَثّ عَلى زِيارَتِه(صلى الله عليه وآله)
- الإمام عليّ (عليه السلام) : أتِمّوا بِرَسولِاللّهِ(صلى الله عليه وآله) حَجّكُم إذا خَرَجتُم إلى بَيتِ اللّهِ؛ فَإِنّ تَركَهُ جَفاءٌ.....(1).
- يَحيَى بنُ يَسار: حَجَجنا فَمَرَرنا بِأَبي عَبدِاللّهِ(عليه السلام) فَقالَ: حاجّ بَيتِ اللّهِ وزُوّارُ قَبرِ نَبِيّهِ(صلى الله عليه وآله) وشيعَةُ آلِ مُحَمّدٍ، هَنيئًا لَكُم(2).
- عَبدُالسّلامِ بنُ صالِحٍ الهِرَوِيّ: قُلتُ لِعَلِيّ بنِ موسَى الرّضا(عليه السلام) : يَابنَ رَسولِاللّهِ، ما تَقولُ فِي الحَديثِ الّذي يَرويهِ أهلُ الحَديثِ أنّ المُؤمِنينَ يَزورونَ رَبّهُم مِن مَنازِلِهِم فِي الجَنّةِ؟ فَقالَ(عليه السلام) : يا أبَا الصّلتِ، إنّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى فَضّلَ نَبِيّهُ مُحَمّدًا(صلى الله عليه وآله) عَلى جَميعِ خَلقِهِ مِنَ النّبِيّينَ والمَلائِكَةِ، وجَعَلَ طاعَتَهُ طاعَتَهُ ومُتابَعَتَهُ مُتابَعَتَهُ وزِيارَتَهُ فِي الدّنيا والآخِرَةِ زِيارَتَهُ، فَقالَ عَزّوجَلّ:
(مَن يُطِعِ الرّسولَ فَقَد أطاعَ اللّهَ) النساء: .80
وقالَ: (إنّ الّذينَ يُبايِعونَكَ إنّما يُبايِعونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوقَ أيديهِم) الفتح: 10.
وقالَ النّبِيّ(صلى الله عليه وآله) : «مَن زارَني في حَياتي أو بَعدَ مَوتي فَقَد زارَ اللّهَ»، دَرَجَةُ النّبِيّ(صلى الله عليه وآله) فِي الجَنّةِ أرفَعُ الدّرَجاتِ، فَمَن زارَهُ إلى دَرَجَتِهِ فِي الجَنّةِ مِن مَنزِلِهِ فَقَد زارَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى(3).
ـــــــــ
(1) الخصال: 616/10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه(عليه السلام) .
(2) الكافي: 4/549/3.
(3) التوحيد: 117/21، وراجع الكافي: 4/585/5، التهذيب: 6/4/6.
التّسليمُ عَلَيهِ مِن قَريبٍ وبَعيدٍ
- الإمام الصادق (عليه السلام) : مُرّوا بِالمَدينَةِ فَسَلّموا عَلى رَسولِاللّهِ(صلى الله عليه وآله) مِن قَريبٍ، وإن كانَتِ الصّلاةُ تَبلُغُهُ مِن بَعيدٍ(1).
- عامِرُ بنُ عَبدِاللّهِ: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ(عليه السلام) : إنّي زِدتُ جَمّالي دينارَينِ أو ثَلاثَةً عَلى أن يَمُرّ بي إلَى المَدينَةِ.
فَقالَ: قَد أحسَنتَ، ما أيسَرَ هذا! تَأتي قَبرَ رَسولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله) وتُسَلّمُ عَلَيهِ، أما إنّهُ يَسمَعُكَ مِن قَريبٍ، ويَبلُغُهُ عَنكَ مِن بَعيدٍ(2).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 4/552/5 عن إسحاق بن عمّار.
(2) كامل الزيارات: 43/11، وراجع مصباح الزائر: 66.
شَفاعَةُ النّبِيّ (صلى الله عليه وآله) لِمَن زارَهُ
- رسولاللّه (صلى الله عليه وآله) : مَن أتاني زائِرًا كُنتُ شَفيعَهُ يَومَ القِيامَةِ(1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) : مَن جاءَني زائِرًا، لا يَعمَلُهُ حاجَةً إلّا زِيارَتي، كانَ حَقّا عَلَيّ أن أكونَ لَهُ شَفيعًا يَومَ القِيامَةِ(2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) : مَن زارَ قَبري حَلّت لَهُ شَفاعَتي، ومَن زارَني مَيّتًا فَكَأَنّما زارَني حَيّا(3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) : مَن أتى مَكّةَ حاجّا ولَم يَزُرني إلَى المَدينَةِ جَفَوتُهُ يَومَ القِيامَةِ، ومَن أتاني زائِرًا وَجَبَت لَهُ شَفاعَتي، ومَن وَجَبَت لَهُ شَفاعَتي وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ(4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) : مَن زارَني بِالمَدينَةِ مُحتَسِبًا كُنتُ لَهُ شَهيدًا وشَفيعًا يَومَ القِيامَةِ(5).
- عنه (صلى الله عليه وآله) : مَن زارَني بَعدَ وَفاتي كانَ كَمَن زارَني في حَياتي، وكُنتُ لَهُ شَهيدًا وشافِعًا يَومَ القِيامَةِ(6).
ـــــــــــــــ
(1) الكافي: 4/548/3.
(2) المعجم الكبير: 12/225/13149 عن ابن عمر.
(3) البحار: 100/159/40 و ص 143/27.
(4)الكافي: 4/548/5.
(5) شعب الإيمان: 3/489/4157 عن أنس بن مالك، وراجع ح 4153 و 4156، مسند الطيالسيّ: 12/66 عن عمر.
(6) كامل الزيارات: 45/17 .
ثَوابُ زِيارَةِ النّبِيّ (صلى الله عليه وآله)
- الإمام الباقر (عليه السلام) : إنّ زِيارَةَ قَبرِ رَسولِاللّهِ(صلى الله عليه وآله) تَعدِلُ حَجّةً مَعَ رَسولِاللّهِ مَبرورَةً(1).
- رسولاللّه (صلى الله عليه وآله) : مَن زارَني في حَياتي وبَعدَ مَوتي، كانَ في جِواري يَومَ القِيامَةِ(2).
- أبو شِهاب: قالَ الحُسَينُ(عليه السلام) لِرَسولِاللّهِ(صلى الله عليه وآله) : يا أبَتاه، ما لِمَن زارَكَ؟ فَقالَ رَسولُاللّهِ(صلى الله عليه وآله) : يا بُنَيّ، مَن زارَني حَيّا أو مَيّتًا، أو زارَ أباكَ، أو زارَ أخاكَ، أو زارَكَ كانَ حَقّا عَلَيّ أن أزورَهُ يَومَ القِيامَةِ، واُخَلّصَهُ مِن ذُنوبِهِ(3).
- ابنُ أبي نَجران: قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ(عليه السلام) : جُعِلتُ فِداكَ، ما لِمَن زارَ رَسولَاللّهِ(صلى الله عليه وآله) مُتَعَمّدًا؟ فَقالَ: لَهُ الجَنّةُ(4).
ــــــــــ
(1) كامل الزيارات: 47/25.
(2) التهذيب: 6/3/2.
(3) الكافي: 4/548/4 .
(4) الكافي: 4/548/1.
من أدَبُ زِيارَةِ النّبِيّ (صلى الله عليه وآله)
- الإمام الباقر (عليه السلام) : كانَ أبي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ(عليه السلام) يَقِفُ عَلى قَبرِ النّبِيّ(صلى الله عليه وآله) فَيُسَلّمُ عَلَيهِ ويَشهَدُ لَهُ بِالبَلاغِ ويَدعو بِما حَضَرَهُ، ثُمّ يُسنِدُ ظَهرَهُ إلَى المَروَةِ الخَضراءِ الدّقيقَةِ العَرضِ مِمّا يَلِي القَبرَ، ويَلتَزِقُ بِالقَبرِ ويُسنِدُ ظَهرَهُ إلَى القَبرِ، ويَستَقبِلُ القِبلَةَ فَيَقولُ:.....الحديث. (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) : إذا دَخَلتَ المَدينَةَ فَاغتَسِل، قَبلَ أن تَدخُلَها أو حينَ تَدخُلُها، ثُمّ تَأتي قَبرَ النّبِيّ(صلى الله عليه وآله) ، ثُمّ تَقومُ فَتُسَلّمُ عَلى رَسولِاللّهِ(صلى الله عليه وآله) ، ثُمّ تَقومُ عِندَ الاُسطُوانَةِ المُقَدّمَةِ مِن جانِبِ القَبرِ الأَيمَنِ عِندَ رَأسِ القَبرِ عِندَ زاوِيَةِ القَبرِ وأنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ، ومَنكِبُكَ الأَيسَرُ إلى جانِبِ القَبرِ ومَنكِبُكَ الأَيمَنُ مِمّا يَلِي المِنبَرَ، فَإِنّهُ مَوضِعُ رَأسِ رَسولِاللّهِ(صلى الله عليه وآله) وتَقولُ: .......وإن كانَت لَكَ حاجَةٌ فَاجعَل قَبرَ النّبِيّ(صلى الله عليه وآله) خَلفَ كَتِفَيكَ واستَقبِلِ القِبلَةَ وارفَع يَدَيكَ واسأَل حاجَتَكَ، فَإِنّكَ أحرى أن تُقضى إن شاءَ اللّهُ(2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) : إذا أرَدتَ أن تَخرُجَ مِنَ المَدينَةِ فَاغتَسِل، ثُمّ ائتِ قَبرَ النّبِيّ(صلى الله عليه وآله) ، بَعدَ ما تَفرَغُ مِن حَوائِجِكَ، واصنَع مِثلَ ما صَنَعتَ عِندَ دُخولِكَ وقُل:
«اللّهُمّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ قَبرِ نَبِيّكَ، فَإِن تَوَفّيتَني قَبلَ ذلِكَ فَإِنّي أشهَدُ في مَماتي عَلى ما شَهِدتُ عَلَيهِ في حَياتي، أن لا إلهَ إلّا أنتَ وأنّ مُحَمّدًا عَبدُكَ ورَسولُكَ»(3).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) الكافي: 4/551/2.
(2) الكافي: 4/550/1 .
(3) الكافي: 4/563/1.
مرقد الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليه السلام)
بناءاً على بعض الروايات التي تقول انها دفنت في بيتها، وهو ضمن الحجرة الشريفة(1).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
1 ــ المجلسي: بحار الأنوار: ج 97 ص 191 ح 1.
ثَوابُ زِيارَةُ فاطِمَةَ الزهراء (صَلَواتُ اللّهِ عَلَيها)
- يَزيدُ بنُ عَبدِالمَلِكِ عَن أبيهِ عَن جَدّهِ: دَخَلتُ عَلى فاطِمَةَ(عليها السلام )، فَبَدَأَتني بِالسّلامِ، ثُمّ قالَت: ما غَدا بِكَ؟ قُلتُ: طَلَبُ البَرَكَةِ.
قالَت: أخبَرَني أبي وهُوَ ذا هُوَ أنّهُ مَن سَلّمَ عَلَيهِ وعَلَيّ ثَلاثَةَ أيّامٍ أوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ.قُلتُ لَها: في حَياتِهِ وحَياتِكِ؟ قالَت: نَعَم، وبَعدَ مَوتِنا(1).
- إبراهيمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عيسَى بنِ مُحَمّدٍ العُرَيضِيّ قالَ: حَدّثَنا أبوجَعفَرٍ(عليه السلام ) ذاتَ يَومٍ، قالَ: إذا صِرتَ إلى قَبرِ جَدّتِكَ فاطِمَةَ(عليها السلام ) فَقُل:
«يا مُمتَحَنَةُ امتَحَنَكِ اللّهُ الّذي خَلَقَكِ قَبلَ أن يَخلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امتَحَنَكِ صابِرَةً، وزَعَمنا أنّا لَكِ أولِياءُ ومُصَدّقونَ وصابِرونَ لِكُلّ ما أتانا بِهِ أبوكِ (صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ )وأتانا بِهِ وَصِيّهُ (صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ )، فَإِنّا نَسأَلُكِ إن كُنّا صَدّقناكِ إلّا ألحَقتِنا بِتَصديقِنا لَهُما بِالبُشرى، لِنُبَشّرَ أنفُسَنا بِأَنّا قَد طَهُرنا بِوَلايَتِكِ»(2).
- الإمام الصادق (عليه السلام ): قالَ رَسولُاللّهِ(صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ): «ما بَينَ قَبري ومِنبَري رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنّةِ، ومِنبَري عَلى تُرعَةٍ مِن تُرَعِ الجَنّةِ»؛ لِأَنّ قَبرَ فاطِمَةَ(صَلَواتُ اللّهِ عَلَيها) بَينَ قَبرِهِ ومِنبَرِهِ، وقَبرُها رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنّةِ، وإلَيهِ تُرعَةٌ مِن تُرَعِ الجَنّةِ(3).
- وفي رواية اخرى عن أحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أبي نَصر: سَأَلتُ الرّضا(عليه السلام ) عَن قَبرِ فاطِمَةَ(عليها السلام )، فَقالَ: دُفِنَت في بَيتِها، فَلَمّا زادَت بَنو اُمَيّةَ فِي المَسجِدِ صارَت فِي المَسجِدِ(4).
يستحب مؤكداً بعد زيارة النبي(صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ) زيارة بضعته الطاهرة فاطمة سيدة نساء العالمين(عليها السلام ) ، والاولى أن تزار في بيتها، وفي الروضة، وفي البقيع، لمكان الاختلاف في دفنها، وإن كان المروي صحيحاً أنها دفنت في بيتها، إلاَّ أنه لما زاد بنو أُمية في المسجد صار قبرها فيه(5).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) التهذيب: 6/9/18.
(2). التهذيب: 6/10/19.
(3)معاني الأخبار: 267/1.
(4) الكافي: 1/461/9.
(5) مناسك الحج : سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (دام ظله): الفائدة الثالثة في آداب المدينة المنورة من الخاتمة.
المنبر:
وهو من الاماكن الشريفة في المسجد النبوي، وكان الرسول في البداية يتكأ على جذع نخل في خطبه إلى ان طلب منه الاصحاب ان يصنع منبراً حتى يراه الناس، وكان من ثلاث درجات.
والمنبر الفعلي ارسل من قبل السلطان مراد العثماني سنة 998 هـ.
المحراب:
وهو محل صلاة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ولاشك في ان مكانه هوالمكان الحالي، واو ل من بنى المحراب هو الوليد الاموي، على يد عمر بن عبد العزيز الذي كان واليه على المدينة.
والمحراب الفعلي بني من قبل السلطان قايتباي حدود سنة 889 هـ وهو من سلاطين المماليك في مصر واضيفت له بعض النقوش والايات في زمان العثمانيين.
محراب التهجد:
يقع شـمال الحجرة الشريفة عند بيت سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السَّلام) ، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفرش الحصير في موضعه ليتعبد في الليل، وقد جدد هذا المحراب في عمارة السلطان عبد المجيد العثماني ، وكان عبارة عن قطعة واحدة منحوتة ، وهو من الحجر الأحمر ، وقد أبدعوا في تصنيعه ، وكتب عليه آية التهجد وهى قوله تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) الآية رقم 79 من سورة الإسراء . واذ لا يتسنى الدخول إلى الحجرة، فقد أقيم في مقابله من خارج الحجرة النبوية محراب آخر تخليداً لذكره أمام الناس، ويقع الآن في محيط الدرابزبن المحيط بالحجرة النبوية من جهة الشمال أمام الصُّفة (دكة الأغوات).
محراب فاطمـة الزهراء(عليها السَّلام) :
يقع جنوب محراب التهجد داخل المقصورة الشريفة .
بيت علي وفاطمة (عليهما السَّلام):
تشمل الحجرة النبوية الشريفة على بيت علي وفاطمة (عليهما السَّلام) يحده من الجنوب بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
وظل يُتوارث من قبل أبناء فاطمة الزهراء (عليها السَّلام) حتى أُدخل مع بيوت النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد عام 93هـ.
ويُروى أن الزهراء (عليها السَّلام) قد دفنت في ذلك البيت(1).
عن جميل بن دراج أنه قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السَّلام): الصلاة في بيت فاطمة (عليها السَّلام) مثل الصلاة في الروضة؟ قال: وأفضل) (2).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
1 ــ المجلسي: بحار الأنوار: ج 97 ص 191 ح 1.
2 ــ المجلسي: بحار الأنوار: ج 97 ص 193 ح 6.
مقام جبرئيل:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (أئت مقام جبرئيل، وهو تحت الميزاب، فإنه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1) وهو تحت الميزاب الذي كان فوق باب فاطمة (عليها السَّلام)، بجوار بيت النبي (صلى الله عليه وآله) المخصص للسيدة أم سلمة (رضي الله عنها)، إذ كان الوحي أكثر ما نزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو في ذلك البيت ... وتستحب الصلاة عند المقام ثم الدعاء بالمأثور.
ــــــــــ
1 ـ المجلسي: بحار الأنوار: ج 97 ص 147 ح 8.
الاسطوانات:
1ـ اسطوانة الحرس: حيث كان الامام امير المؤمنين علي (عليه السلام) يحرس النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)
3ـ اسطوانة الوفود: مكان لقاء الرسول (صلى الله عليه وآله) مع وفود القبائل.
4ـ اسطوانة السرير: مكان نومه الرسول (صلى الله عليه وآله) واستراحته في ايام الاعتكاف.
5 ـ اسطوانة أبي لبابة (اسطوانة التوبة) وهو بشير بن عبد المنذر كان من الانصار شهد بدرا والعقبة الاخيرة. وهو الذي جرى منه في بني قريظة ما جرى فندم فربط نفسه بالاسطوانة فلم يزل كذلك حتى نزلت توبته من السماء، وهذه الاسطوانة يستحب عندها الصلاة والدعاء والاعتكاف .
6ـ اسطوانة الحنانة: وهي محل الجذع الذي كان يتكأ عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) في خطبه وعند ما انتقل إلى المنبر، صار الجذع يئن مثل الناقة التي تئن لفصيلها، فمسه الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى سكن ثم امر الرسول بدفنه في محله.
القبة الخضراء:
ـ سنة 678 هـ بنيت اول قبة على الحجرة الشريفة من قبل السلطان قلاوون.
ـ سنة 887 هـ جددت القبة بعد الحريق الذي دمرها من قبل السلطان قايتباي.
ـ اول من صبغها باللون الاخضر هو السلطان عبد الحميد العثماني.
ـ أول من وضع الهلال على رأس القبة الشريفة (( الشريف الواصل من الدولة العثمانية )) في يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر شوال المبارك سنة 946 هـ من نحاس مموّه بالذهب البندقي وكان سبب الإرسال به إنهاء شيخ الحرم الشريف محمود جلبي من عمارة الحرم الشريف.
الصُّفَّة(دكَّة الأغوات):
يُطلق هذا المصطلح على ذلك المكان الذي خصصه رسول الله (صلى الله عليه وآله) للفقراء الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لم يكن لهم مأوى ولا بيت، و مُيزت برفع أرضها عن أرضية المسجد النبوي بحوالي 30 سم، وهي تقع شمالي الحجرة النبوية الشريفة.