في ذكرى ميلاده الـ 150.. غاندي حي في قلوب الهنود


المصدر:
مومباي - وفاء فاروق

المهاتما غاندي رمز الاستقلال والصمود، وكذلك التسامح، ليس فقط للشعب الهندي بل للعالم أجمع، فهذا الرجل استطاع أن يثبت قولاً وفعلاً بأن المقاومة السلمية والإيمان بالوطن وقضاياه قادر على الوقوف أمام كل جيوش الأرض، لهذا لقبته أميركا بعد استقلال الهند بـ «الرجل الذي استطاع تغيير العالم»، لأنه كان سبباً أساسياً في بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية.
ويصادف، اليوم (الثلاثاء)، 2 أكتوبر، اليوم الدولي للاعنف، وهو ذكرى ميلاد غاندي عام 1869، حيث ولد في مدينة نيودلهي العاصمة الحالية للهند، من عائلة هندوسية غوجراتية متدينة، وكان غاندي تابعاً للدين بفلسفة روحانية، حيث إنه كان نباتياً كثير الصوم والتأمل.
إضافة إلي إيمانه بكل الأديان الأخرى. وأحيا الهنود ذكرى غاندي على طريقتهم، إذ قلده الآلاف في طريقة لباسه الأبيض بنظارته الشهيرة ممسكاً بعصاه، ببساطته وسلميته التي عهدها الهنود وشهد عليها العالم.
أكمل غاندي دراسته للمحاماة في لندن، وبعدها انتقل إلى جنوب أفريقيا للتعمق أكثر في دراسة المحاماة، ومن هناك بدأ رحلته في الدفاع عن القضايا الإنسانية.
تزوج غاندي مرة واحدة فقط من كاستورباي غاندي عام 1888، التي توفيت في 1944، وأنجب منها أربعة أبناء، وقد توفي آخر أبنائه عام 1957. بدأ المهاتما رحلته في مقاومة الاحتلال البريطاني للهند فور عودته من جنوب أفريقيا عام 1915، ولكن الثورة الحقيقية بدأت عام 1942 حيث بدأ غاندي حملته الشهيرة المعروفة باسم «الهند الصامتة» التي تخللها عصيان مدني وثورة سلمية كان أهم مبادئها «لا تنطقْ بالسوء، لا تسمعْ السوء، لا ترَ السوء».
اغتيل غاندي بعد عام واحد فقط من حصول الهند على الاستقلال، إذ تم قتله على يد مجموعة من أبناء جلدته الهندوس، ليفارق الحياة في 30 يناير 1948.
حاول وقف الحرب الطائفية التي أشعلتها بريطانيا قبل رحيلها عن البلاد نهائياً في 15 أغسطس 1947، حيث قام غاندي بالصيام عن كل شيء حتى الكلام لمدة تزيد على الشهر، وكان هدفه هو الضغط على الحكومة الهندية لدفع بعض المستحقات لباكستان، التي انفصلت عن الهند، ما اعتبره البعض نوعاً من التواطؤ مع دولة أخرى، واستغل أعداء غاندي ذلك للتخلص منه، فكان اغتياله.
قام غاندي بتأليف أكثر من ثمانية كتب، أشهرها «الهند التي أحلم بها» الذي نشر عام 1947. وعلى الرغم من مرور أكثر من 70 عاماً على رحيله فإن تعاليمه وأفكاره ما زالت تطبق في الهند حتى الآن.
ذكرى ميلاد غاندي عطلة رسمية في الهند، حيث تقوم بعض الأسر الهندوسية بإطلاق شعائر الصلاة من أجله في المنازل، كما يقوم المسلمون بالصلاة عليه في المساجد، إضافة إلى زيارة الكثيرين لضريحه.