بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عجبا لأمر قلوبنا , فشأنها غريب , فأحيانا تقبل على الخير وإذا بها أرق ما تكون لله تعالى , فلو سئلت أن تبذل نفسها في سبيله سبحانه لبذلت وضحت , ولو سئلت أن تنفق أموالها جميعا لوجه الله سبحانه لبذلت ..
ثم هناك لحظات تقسوا وتجف , كما تجف الورقة الخضراء , فتنكر الحق , وتبعد عن الخير , وتبخل بالعطاء ..
إنها قسوة لم تأت من فراع , ولكن تأتي بظلم الإنسان نفسه , عندما يستصغر المعصية فيتبعها بأخرى ويتمادى في التعدي على حدود الله –تعالى – حتى يغطي قلبه الران الذي ذكره الله في كتابه فقال " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " .
فحينئذ لا تسمع لناصح ولا تتأثر بتذكرة من حولها , وهذه مشكلة يجدها كثير من الدعاة عندما يقدم النصح والتذكرة للبعض , فيطالب بفعل الصالحات وترك المنكرات فيجد التراخي وعدم الانقياد والاستسلام
والسبب أنه لم يصلح الداخل حتى يصطلح الخارج والظاهر , فكان ينبغي أولا اصلاح القلب وتنظيفه لأن صلاحه عائد على صلاح الظاهر .
فالخشوع محله القلب , فإذا خشع خشعت الجوارح لخشوعه , وكما في الاثر " لو خشع قلب هذه لخشعت جوارحه " .
وقد يشتكي البعض جرأتهم على حدود الله تعالى وإتباع جوارحه في تلك الجرأة , فلا تتوقع أن يأتيك الخشوع بين يوم وليلة لكن الأمر يحتاج إلى تدريب مستمر حتى ينتقل القلب تدريجيا من القسوة إلى اللين .
فلنحاول أن نأخذ بزمام أنفسنا ونخلص قلوبنا من قسوتها , تلك القسوة التي باعدت بين العباد وبين الانقياد والاستسلام لطاعة الله تعالى , وباعدت بينهم وبين الخشوع لله سبحانه , والتي تنفر الأولاد من أبيهم , والطالب من أستاذه , والعامل من رئيسه والصاحب من صاحبه ,,,