سلطان القاسمي: توثيق التاريخ بأمانة ضمانة للحاضر
المصدر: بورتو (البرتغال) - وام
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن اهتمام سموه بالحقيقة التاريخية التي تبرئ عالِم البحار أحمد بن ماجد، ينبع من الالتزام الأخلاقي تجاه الحقيقة التي قال عنها سموه إنها ملك الجميع، مشدداً على أهمية توثيق التاريخ بأمانة لأنه القاعدة التي تأسس عليها الحاضر وتشكلت بسببه مشاعر ووجدان الشعوب تجاه بعضها البعض.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها صاحب السمو حاكم الشارقة لعدد من المكتبات في مدينة بورتو البرتغالية على هامش زيارة خاصة للجمهورية البرتغالية، اطلع سموه خلالها على نشاطات ومقتنيات وجهات ثقافية وأكاديمية وعلمية كثيرة، من بينها مكتبة بلدية مدينة بورتو ومكتبة «ليلو» التاريخية.
رافق سموه أثناء الزيارة، موسى عبد الواحد الخاجة سفير الدولة لدى البرتغال، والدكتور عمرو عبد الحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث.
وكان في استقبال صاحب السمو حاكم الشارقة، عند وصوله مكتبة بلدية بورتو جورج فرايرا كوشتا، المدير العام لمكتبة بلدية بورتو، ومونيكا غيرايرو المديرة المكلفة بالثقافة في بلدية بورتو، وباولا بونيفاسيو المديرة المسؤولة عن جناح الكتب القديمة والمخطوطات في المكتبة.
وتجول سموه في أروقة وأجنحة المكتبة التي كان قد زارها عام 2000 أثناء عمل سموه على كتابه «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد» وأشار فيه إلى براءة البحار العربي الشهير أحمد بن ماجد من مرافقة المستكشف «فاسكو دا غاما» من الساحل الشرقي الأفريقي إلى الهند عام 1498م وإيصاله إلى الهند، والتي تعتبر بداية دخول القوى الأوروبية في حينها إلى المحيط الهندي والخليج العربي.
ويعتبر كتاب «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد» أول توثيق رسمي لبراءة أحمد بن ماجد، أخذ من مخطوطة أصلية ليوميات الرحلة الأولى لـ«فاسكو دا غاما» التي كانت في مكتبة بلدية بورتو في البرتغال؛ كونها مطلة على نهر دورو الذي يصل المدينة بالمحيط الأطلسي.
وذكر سموه أن مراجعاته للمخطوطات القديمة للمؤرخين الذين عاصروا أحداث تلك المرحلة من التاريخ أوصلته إلى مخطوطة يوميات الرحلة الأولى لـ«فاسكو دا غاما» في مكتبة بلدية بورتو، والتي كشف عنها في كتابه بحقائق واضحة وموثقة في المخطوطة باللغة البرتغالية وترجمها سموه للعربية والإنجليزية تفيد أن مرافق «دا غاما» كان هندياً غجراتياً وليس ابن ماجد كما يتم تناقله في كتب التاريخ الحديث.. مشيراً سموه إلى أن عدداً من المؤرخين العرب ظلوا عند رأيهم في اتهامات ابن ماجد.
كما اعتبر أن التسليم بمصادر المعرفة القريبة والتواني في البحث الذي يميز المؤرخين المبدعين فيه ظلم للحقيقة وللأجيال القادمة التي يجب أن نتعامل مع وعيها بمسؤولية عالية.. مثمناً عمل المؤرخين الذين حفظوا ذاكرة الأمم من التلاشي ووثقوا التاريخ، وطالب بتخصيص المزيد من الموارد لدعمهم وتشجيعهم على البحث.
جهود
ونوه صاحب السمو حاكم الشارقة بالدور التاريخي للبرتغال في إثراء الثقافة الإنسانية بمختلف أشكال العلوم والفنون.. مشيداً بجهود السلطات المحلية في توفير رعاية للمكتبات ومحتوياتها وإتاحتها للباحثين من مختلف أنحاء العالم.
كما التقى صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارته مكتبة ليلو- جوزي ليلو مدير المكتبة وابن أحد مؤسسيها، وأورورا بينتو مديرة في المكتبة، وتجول سموه في أقسام المكتبة واستمع إلى شرح من المسؤولين عما تضمه من عناوين وكتب ومخطوطات قديمة وإصدارات أولى لأشهر الكتب العالمية والتي يرجع بعضها إلى القرن السابع الميلادي.
ووقّع صاحب السمو حاكم الشارقة رسالة شكر وتقدير في كتاب الزوّار لكل مكتبة، ثمن فيها الجهود المعرفية والثقافية التي يقوم بها العاملون كافة في تلك المكتبات التاريخية والقيمة.