تعتبر أفعى المامبا السوداء إحدى أخطر الأفاعي القاتلة في العالم على نطاق واسع، ولكن العلماء تمكنوا من علاج الحالات المصابة بسمها القاتل باستخدام مواد مستخلصة من عينات دم بشرية.
وقرر الأستاذ أندرياس هوجارد لاوستسين، وفريقه البحثي الدولي، أن يبدأوا في دراسة المامبا السوداء القاتلة التي تنتج سما قويا يؤثر على الجهاز العصبي البشري، ويمكن أن تقتل فريستها في غضون ساعات.
وعلى الرغم من أنه يمكن علاج السم بمضادات السموم، إلا أن المواد المستخدمة حاليا عادة ما تكون مشتقة من دم الخيول، والتي سبق أن تم "تضخيمها" عن طريق حقنها بكميات صغيرة من السم.
وينتج هذا الأمر الأجسام المضادة في الدم، ويمكن استخراجها واستخدامها لمكافحة آثار السم لدى البشر.
وعلى الرغم من فعالية هذه العلاجات، إلا أنها مكلفة وتأتي مع مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك ما يسمى بـ "مرض المصل"، وردود الفعل التحسسية.
وتمكن البروفيسور لاوستسين، الذي يعمل في الجامعة التقنية بالدنمارك، من تحقيق نتائج أفضل باستخدام الأجسام المضادة البشرية.
فبدلا من حقن البشر بسم الثعابين لإنتاج الأجسام المضادة الصحيحة، وهي تقنية حاول تطبيقها هواة مختلفون، طور العلماء بديلا يعتمد على المختبر.
وبعد مسح "مكتبة" تحتوي على جينات من أجسام مضادة بشرية جمعت من خلايا الدم، قاموا بفحص الأجسام المضادة القادرة على مكافحة سموم أفعى المامبا.
وبمجرد تحديد الجينات الصحيحة، أدخلها العلماء في خلايا تحولت إلى عوامل صغيرة لتخرج كميات كبيرة من الأجسام المضادة.
وقال البروفيسور لاوستسين الذي نشر نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications: "إن القفزة الهامة في نتائجنا تمثلت في استخدام طريقة التكنولوجيا الحيوية للعثور على الأجسام المضادة البشرية، ثم نشرها في المختبر لتمكيننا من استخدام علاج المامبا السوداء التجريبي".
وتم تقديم الأجسام المضادة التي نتجت عن هذه العملية في كوكتيل تم إعطاؤه للفئران، وهو علاج أوقف التأثيرات السمية العصبية لسم أفعى المامبا. وقال الباحثون إنه على الرغم من كون النتائج واعدة، إلا أنه من المرجح أن يستغرق الأمر سنوات قبل تطبيقها على نطاق واسع لعلاج لدغات الثعابين.
وقال البروفيسور لاوستسين: "قبل إجراء الاختبارات السريرية عل البشر، سيكون من المفيد تطوير المزيد من الأجسام المضادة للسموم، لمنحها طيفا أوسع ضد أنواع عديدة من سم الأفعى".
واستطرد قائلا: "نأمل أيضا أن يمهد هذا الأمر الطريق لتقديم العلاج للعديد من ضحايا لدغات الثعابين، الذين يعيشون في المناطق الفقيرة في العالم النامي، ممن تم إهمالهم لسنوات عديدة".