الحلقة الرابعة عشر من كتاب واسط بين الماضي والحاضر للمؤلف السيد عبد المنعم تقي الطباطبائي
Episode fourteen from the book:Wasit between the past and the present
for the author:
Mr. Abdul Munim Taqi Tabatabai
مشروع سدة الكوت :-
Al Kut Ascend Project
سبق ان ذكرنا ان اول زيارة قــــام بها المـــغفور له الملك فيصل الأول ملك العراق الى مدينة الكوت في العاشر من نيسان سنـة 1922م وان الملك اجتمع الى وجهاء المدينة وشيوخ العشائر وان الســـيد مهدي خـــاطب الملك فيصل الأول وتحدث معه عن قضية نهر الغراف وشكى له مــعاناة المنطقة من شحة الماء وجدب الأراضي الواسعة فأجابه الملك قائلاً (لامشروع قبل الغراف) وبقي هذا المشروع قيد الدراسة والتخطيط من ذلك الوقت ولحين موافقة مجـــلس الوزراء عليه فـــــي السادس مـــن أيلول سنة 1934م وأرساء مناقصة تاسيس مشروع سد الكوت عــــلى شركة (بلفور بـــيتي) البريطانية .
وقد بوشر العمل فيه في العاشر من كانون اول 1934م وفي اوائل سنة 1939م انجز المشروع وافتتحه الـملك غازي فــــــي 29أذار سنة 1939م بهذه الكلمة (من دواعي سرورنا العظيم ان نوفـق الى افتتاح هذا المشروع الحيوي تحقيقا لرغبة والدي الغالية وكلمته القيمة الـــتي لاتــــزال تتردد في خاطرنا وهي لامشروع قبل الغراف) والى أخر الكلمة.
وكان افتتاح سد الــــكوت فـي عهد المتصرف السيد خالد محمود الزهاوي واناط تنظيم الأحتفال لمدير التحريرات يــومذاك الــــسيد محمود رمزي ورئيس البلدية وقتها الحاج علي الشبوط فبنيت السرادق على طول الــــشارع المــــقابل للسد والمحاذي لدائرة ري الكوت سابقا (البناية حاليا مشغولة من قـبل مديرية شرطــــة واسط ) وامتد لحدود دار المحافظ الحاليه وفرشوها بالسـجاد وجــــهزوها بالكراسي وحضر دعوة الأفتتاح سمو الأمير عبد الأله والسادة الوزراء والـــــسفراء وقناصل الدول الأجنبية والسادة أعضاء مجلس الأعيان والـسادة أعضاء مجــــلس النواب والسادة رؤساء العشائر وشخصيات اللواء وصحفيون.وكــــان الشبــــاب مــــن ابناء مدينة الكوت قد وزعت عليهم مهمات الأستقبال والضيافة وكان الأحتفال فــــــي تمام الروعة والتنسيق غير ان الهمس الذي كان بين الحضور يثير التساؤل قال لي عمي السيد راضي الــطباطبائي رحمه الله (كنت في حينها أقوم بمهمة مرافقة الصحفيين والأعلاميين وكان في الأفق علامات تشير الى ان حادثة مروعة ستحدث فـي هذا الأحتفال فـــسألت أحد المدعــــوين وهو مدير البرق والبريد العام السيد أحمد زكـي الخياط وأستفسرت منه عن ذلك الهمس قال لي ليس لك فيه شيء وأمرني ان لااعود لمثل هذا الأستفسار وبعد قليل تغير منهاج الموكب الملكي والموعد المحدد له وعـــــند وصول الملك غازي الى مكان الأحتفال كانت علائم الحيره والأضطراب بادية عليه وكــــان شديد الحــذر في حركاته وتصرفاته وكان احد مرافقيه يهمس فـي اذنه اثناء الأحتفال وكأنما كـــــان الــــمرافق يعطيه بعض الأخبار المريبة).
لقد ذكر لـــي السيد شريف جمعه الكناني وكان قد شاهد الأحتفال (كان جو الأحتفال ينم
عن الحذر والحيطة وتوقع ان يحدث شـــــيء عظيم فــــيه يقول انه عندما افتتح الملك غازي الجانب الأول من السد أسرع بشكل مضطرب الـى الجانب الثاني وركب من هناك سيارته مسرعا في العوده دون ان يقف للسلام على الــــناس والضيوف والحاضرين).
وبعد سفر الملك وانتهاء حفل افتتاح الــــسد طارت أشـــاعات قوية في الكوت تقول أنه كانت هناك موامرة مبيتة لأغتيال الملك غــــــازي في مدينة الكوت واثناء افتتاحه للسد ولكن الأستخبارات شعرت بها فابطلت.
ومن الجدير بالذكر ان ســـد الــــكوت فــــــي اول انشائه كان عرضه عرض ممر واحد لايستوعب لأكثرمن مرور سـياره واحده وهذا ماكان يعيق حركة مرور السياراة وبمرور الزمن وكثرة الحركة بين جانـــبي المدينة اصبح من الضروري جدا تعريض السد ليسمح بمرور المركبات بأتجاهين ذهابـــاوايابا وفعلا نفذ ذلك عدا ممر السـفن (اللوك) فقد بقــي على حاله ليومنا هذا . يلحق بسد الكوت سد صغير مشابه له في التصميم والعمل هو سد ناظم الغراف والذي يقع شمال سد الكوت بمســافة كيلومتر واحد وهو ينظم توزيع المياه لشط الغراف وهذا في عمله جاء مكمل لعمل سـد الكوت ولأحياء الأراضي الزراعية على ضفتي شط الغراف والتي كانت تعاني الكثير من نقص المياه.
ويوجد أيضا شمال سد الكوت ناظم الدجيله الذي ينظم انسياب مياه دجلة الى قناة الدجيله والتي احيت الأراضي الخصبة الواسعة فــــي منطقة مشروع الدجيلة الذي بوشر بتوزيع الأراضي فيه بحدود سنة 1948/م .
لقد تعرض هذا السد العظيم فــــي عدة محــــاولات لقصفه وتخريبه أثناء الحرب العراقية الأيرانية في سنة 1980/م ولكــــن الــــسد سلم من تلك المحاولات. ثم كانت معارك سنة 1991/م والعدوان الثلاثيني علـى الـــعراق وأستهداف جميع مرتكزات الأقتصاد العراقي فكان من جملة اهداف العدوان هـــو تدمــير سد الكوت وفعلا فقد طالت الطائرات المغيره هذا السد العظيم فاحدثت فيــه ثــغره كبــــيرة وعطلت عمله ولكن ابناء العراق بجهودهم اعادوا للسد عافيته واستمر فـي عطائه ليومنا هذا يروي الأراضي الخصبة لتنتج الغلات لأبناء شعبنا الصابرين .
ان اول دار بنيت للمتصرف الـذي يقوم بمهام ادارة اللواء في الكوت هي الدار التي بناها (الميجر ولسن) الحاكم الأنكليـزي في الكوت والملاسقه لسراي الحكومة الكائن على نهر دجلة المقابل لبناية نقابة المعلـــمين في الكوت الحالية وأستمرت هذه الدار مستعملة من قبل السادة المتصرفين حتى عـــام 1946/م حيث أبتنت الحكومة دارا جديدا لتكون سكناً لمتصرف اللواء وتقع في الـــطرف الشمالي لمدينة الكوت بالقرب من سد الكوت الشهير وان أول متصرف سكنها هو الـسيد محمد سعيد قزاز وبقيت مستعملة كدار سكن من قبل المتصرفين الى عهد فحافظ واســــط السيد فوزي نصيف جاسم حيث انه في اثناء ولايته
سكن في الدار الجديدة التــي انشئت في عهده وتقع على ضفاف دجلة شمال سد الكوت . اما الدار القديمه فقد رمـمت واستعملت دار ضيافة لكبار الموظفين الذين يزورون الكوت ثم بعد ذلك سكنها (عزيزصـالح النومان ) الى ان تم اسقاط النظام القائم وقتها.
في سنة 1952/م وبعد احداث ثــــورة مصــدق ضد شاه ايران وحصول خوف كبير لدى شركات النفط العالمية مـــن ان تحصل فــــي بعض الأقطار المنتجة للنفط ثورات مشابهة ومطالبة بأستغلال النفط وطنــــيا ولـــغرض التهدئة حصلت الحكومة العراقية على بعض الزيادات المالية لعوائد النفط المنتج فــي العراق من الشركات النفطية العاملة في العراق وعلى اساس هذه الزيادة وحصول الوفر الــــمالي فــــي موارد الدولة العراقية استحدثت الحكومة العراقية في باكورة عملها مجــــلس الأعمار والــــذي اصبح في مابعض يسمى وزارة الأعمار بعد قيام ثورة 14 تموز وقد اقرت في مجلس الأعمار وفي وزارة الأعمار فيما بعد خطط جديدة للبناء والأعــــمار ومشاريع كبيرة ذات فائدة عظيمة للألوية العراق كافة وقد كان نصيب مدينة الكوت بصورة خاصة ولواء الكوت بصوره عامة نصيبا جيدا من تلك الخطط والمشاريع حيث انــشئت مباني جديدة لازالت قائمة ليومنا هذا منها بناية كبيرة حديثة الطراز لمستشفى الــكوت حيث شيدت علــــى ارض الملعب الرياضي القديم والتي كانت بمساحة واسعه وتصاميم حديثة واجهزة جديده وقد تم افتتاحها فــــي اواخر سنة 1954/م وللعلم ان مــستشفى الكـــــوت القديمـــــة كانت عبـــاره عن ابنية بسيطه من الجملونات والبناكل التي ابتناها الجيش البريطاني اثناء احتلاله مـدينة الكوت وكانت تلك المباني لاتصلح لكونها مستشفى تعالج المرضى لأفتقارها لأبسط الوسائل الصحية . وعند اتمام بناء المستشفى الـــجديد هدمت ابنية المســــتشفى القديم وشيدت على ارضه بناية اعدادية الـــكوت لــلبنات الحـــــالية كذلك بنيت مستشفى للأطفال عن طريق جمعية الهلال الأحمر وقد ســــاهم في بنائه اهالي الكوت وكانت جمعية الهلال الأحمر في الكوت نشطه تمكنت مــــن جمع المــــبالغ واقـــامة المباني وهي لازالت قائمة ليومنا هذا كبناية ولكنها لم تستغل للغرض الذي انشئت من اجله .
اما اليوم فان بناية المســــتشفى الجــــمهوري الأنف الذكر فقد استعمل جزء منه من قبل شعبة الطوارئ والكسور والجزء الأخر مستعمل من قبل مستشفى التعاون .لقد استحدثت في الكوت مستــــشفى حديث وجيد على الطراز الياباني ويقع شمال مدينة الكوت باجهزة ومعدات حديثة وقاعات وغــرف منظمة وبتكييف (تبريد وتدفئة) مركزي يستوعب اعداد كبيرة مــــن المرضى .وفـــــي حــــي الكرامة انشئ مستشفى كبير وحديث ايضا استعمل كمستشفى عسكري لسد حاجة الجيش اليه .
من الأبنية الأخـــــرى الــــتي بوشر بها في العهد الملكي هي بناية متصرفية لواء الكوت والتي انجز بناؤها فـــــي سنة 1957/م بعد ان ترك سراي الحكومة القديم الموروث من عهد الأحتلال والبناية المذكورة جمعت دوائر اللواء ومديرية شرطة الكوت ومديرية أمن
الكوت ومحكمة بداءة الكوت . اما اليوم فقد استقلت كل دائرة من الدوائر المذكوره بابنية خاصة بها وعلــى طرز جــــديده ومساحات واسعة واصبحت بناية متصرفية لواء الكوت خاصة للمتصرفية والدوائر الخاصة الملحقة بها.
في نهاية العهد المــــلكي أنشئت في مدينة الكوت بناية اعدادية الكوت للبنين وقد استقبل فيها وحطت طـــائرتة العـــمودية في ساحتها العقيد الركن عبد السلام محمد عارف نائب رئيس مجلس الوزراء ونائب القـــائد الــــعام للقوات المسلحة في جولته التي قام بها في بداية ثورة الرابع عشر من تموز سنــة 1958/م واستقبلته جماهير لواء الكوت بحرارة منقطعة النضير والقيت الخطب الوطنية في ذلك التجمع الجماهيري الكبير .
ومن المصادف ان سيادة العقيد الــــركن قد فقد رتبه العسكرية اثناء تزاحم الجماهير في استقباله وحمله مـــن الطائرة الى منصة التحية وما ان اعلن عريف الحفل عن ذلك حتى جيء برتبه في غضون دقائق.
ومن منجزات العـهد الـــملكي وحسب خطط مجــــلس الأعمار في مدينة الكوت هي بناية اعدادية الكوت للبنات ومدرسة الحرية الأبتدائية للبنات ومدرسة الغربية الأبتدائية للبنين وملعب الكوت الرياضي فــــي منطقة (حي الربيع ) الحاوي وابنية اخرى لدوائر حكومية متعدده.
لقد توسعت مدينة الـكوت فــــــي نهاية العهد الملكي بعد ان تم افتتاح مشروع سد الكوت شمالاً وشرقــاً ووزعت اراضي لتكون سكناً واستحدثت محلات جديده غير التي كانت في الماضي وكـــان النشاط العمراني في المدينة مرتبط بنشاط المتصرف فاذا كان المتصرف نشيطا يحب الــــعمل والعمران نشطت معه حركة البناء والأعمار كما حصل ذلك في عهد متصرف الكوت الـــسيد عباس عبد الطيف البلداوي سنة 25/4/1948-15/8/1952م فقد بذل الجهود الكبيره فــــــي توسيع المــــدينة وتحســــين شوارعها والعناية بحدائقها واستحداث اسواق فيها وهدم البـــيوت القديمه وفتح الـــشوارع الجـــديده وانارة المدينة ونظافتها ومـــن منجزاتة ايضا توزيع الــــقطع السكنية وباسعار زهيده على ابناء الكوت لبناء الدور والــمحال وليومنا هذا في الكوت محلة تسمى (محلة العباسية) نسبة اليه كما وانه انشا اول بــناية لتكون روضة اطفال سميت (روضة اطفال الكوت) وطلب في حينها من الموظفين ووجــهاء الكوت ارسال ابنائهم اليها وكان موقعها في البناية المقابله لدار المتصرف القديــــمة والـــتي استعملت فيما بعد من قبل مديرية تربية واسط كدائرة لقسم المناهج والكـــتب وشعبة الأمتـــحانات واليوم مستعمله لحرس المحافظ ومراب لسيارات الحرس.
وفي عهد السيد عـــباس البلداوي ايضا شجع من شباب الكوت ووجهائهم لتكوين جمعية الهلال الأحمر فــــــي الــــكوت وقد نشطت هذه الجمعية واقامت لها مناشط عديده جمعت خلالها مبالغ ساعدت الجمــــعية في بناء مستشفى الأطفال في الكوت وهي البناية -----
المطلة على نهر دجلة الخــــالد خلـــف اعدادية الــــكوت للـــبنات وقد اهملت هذه البناية كمستشفى للأطفال واستعملت لأغراض متعدده بعد ما تم بناء المستشفى العام في الكوت واستحداث قسم الأطفال فيه .
بتاريخ 7/7/1954م باشر السيد الدكتور حسين كبة مهامه متصرفا للواء الكوت وبرغم قصر المدة الزمنية التي امضاها فــــــي الكوت والتي لم تكمل السنة الواحدة الأ انه تمكن من جعل مدينة الــــكوت تتوسع جهة الشـــرق اذ ان مقبرة اهالي الكوت كانت تعيق تقدم المدينة العمراني صــوب الشرق فقام السيد حسين كبة بنفسه في هدم تلك المقبرة وطلب من الأهلين نقل رفات مــوتاهم الى المقبرة التي حددها لهم على جانب نهر الغراف وكان في المقبرة المذكوره ضريح (العـــلوية شريـــفة) وهــــي طفلة عامليه مرضة في الكوت ودفنت في المقبرة فاقام لها الأهلون ضريحا اصبح فـــيما بعد مزارا لأهل الكوت يقدمون لها النذور ويحتفلون عندها في المناسبات وكان مـن الصعب جدا رفع رفاتها لولا صلابة السيد المتصرف حسين كبة وعزمه الأكيد علـــــى رفع ذلك القبر من المنطقة ودفنها في منطقة الداموك وبذلك تنــفست مدينــــة الــــكوت لتمتد شرقا فابتنت مديرية بلدية الكوت السوق الصناعي وبعض الـــــمحال التــــجارية وقد سميـــت المـــــنطقة فـــــي ما بعد بـ (شارع المكاتب) كذلك ابتنت البلدية السينما الصيفي لأول مرة وأذكر ان السيــد المرحوم عطروزي استاجرها من البلدية ونصب فيها جهاز سينما واقام حفلاً لأفتتاحــها وكنت انا من المدعوين اليه ولـما اطفئت الأنوار كـــنا نسمع الأصوات ولا نرى الصورة ولم تصبر الناس على ذلك بل هجموا علــــى متعهد الســــينما يطالـبونه باسترداد ثمن البطاقه ومن المضحك انه عندما سالته عن سبب عدم ظهور الـــصوره قال (عمي القمر طالع فعليه لا تظهر الصوره ) واخيرا تبين ان السينما لايوجد فيها قظيب كاربون .
في تلك السنة ابتنت البلدية دكاكــين متعددة ومحـــلات كبيرة وراء بناية السينما الصيفي كذلك ابتنة مدرسة ابتدائية هي مدرسة الوحدة ثم محطة تعبئة الوقود .
من الجدير بالذكر ان في هذه الســنة 1956م تشجع السيد جعفر الحاج عباس الجشعمي فقام بتصميم الأراضي العائدة له فـــــــي تلك المنطقة لتكون قطع سكنية باعها على ابناء المديـنة فانشئت محــــلة الجعفريــــة وبنفس الوقت عمل تصاميم لقطع سكنية في ارضه الواقعـــة شمال مدينــــة الــكوت وباعها على الناس فكانت محلة الحيدرية وليومنا هذا .
ان الذي شجع الناس علــى البناء والأعمار هو قيام الحكومة ولأول مرة باقامة المصرف العقاري الذي اعطى الســــــلف التي تسدد على مدة عشر سنوات باقساط ميسرة وارباح زهيده هذا العمل اوجد حركة فـــي البناء ونما الحالة الأقتصادية في الكوت وطور العمالة فيها بعد ما كانت تعتمد بشكل كبير على الزراعة فقط .
انتهى العهد الملكي بقيام الثورة صبيحة يوم الرابع عشر من تموز سنة 1958م وحدود الكوت في يوم الثورة هي . شمالاً مكينة الثلج العائدة الى الحاج عبود النجار وبيت جعفر الحاج عباس واخيه الحاج عيسى ثم منطقة الحيدرية فاعدادية الكوت للبنين اما غربا –
شاطيء نهر دجلة وشــــارع النهر ويحد المدينة جنوباً بناية بيت لنج التي ابتاعها الحاج عبد المهدي بدير ومحلة الجمعية ثم منطقة السيد نور ومحلة الشرقية .
اما الجهة الشرقية فحــدودها كانت محلة الجعفرية ومحلة العباسية الجنوبية .
هذه هي الجهة الشرقية مــــن مدينة الكوت بحدودها المثبتة في العهد الملكي أي في يوم 1958 م .
الجانب الغربي لمدينة الكوت :- كــــما ذكرنا فأن مدينة الكوت ابتنيت في الجانب الشرقي من مجرى نهر دجلة الحالي فـــي شبه الجزيرة المتكونة من انحناء نهر دجلة وتطويقها من ثلاثة جهات ثم نمت وتطورت وهـــــي بذلك تشابــــه مدينة واسط القديمة حيث بدأت ونمت وكيف ان نهر دجلة جعلها شطرين الــــشرقي وهــــو الاصل والغربي وهــو التابع وكيف ان الشطرين ارتبطى واتصلا بواسطة الجسور الممتدة فوق نهر دجلة . فالــــكوت ايضاً نمت وتطورت في جانبها الشرقي اولاً ثم نما الجانب الغربي أيــــضاً عبر نهر دجلة وتم الاتصال بين الجانبين عبر جسور اقيمت علــــى دجلة فأن كان دجلـــة شـــطر واسط الحجاج الى شطرين فقد شطر واسط الكوت الـــــى شطرين ايضاً وقد تحدثنا بتفصيل عن الشطر الشرقي في العهد الملكي وهــــا نــــحن نتحدث عـــن الشطر الغربي وهو جزء لا يتجزأ من مدينة الكوت مركز محافظة واسط .
في سنة 1305 هـ - 1887 م انشئت بعــــض الـمباني في الجانب الغربي من نهر دجلة فقد بنى لفتة ال حميد واخوه ( خان ) فــي الجانب الثـــاني الغربي من دجلة ليستعمل هذا الخان كمحطة ( للمكارية ) وبــــعد مدة بـــنى المدعو اعنيزان خانه الاكبر وأتخذه وسيلة لعيشه ينزل فيه القوافل المارة بالمنــــطقة فكـــان نقطة مواصــــلات بين مدينة النعمانية ومدينة الكوت والمناطق الاخرى وهو بمـــثابة المرأب ( الكراج ) حـــيث منه كان الناس يستأجرون الدواب كالحمير والبغال والخـــيول الـــــى النــــجف الاشـــرف سالكين طريق الشوملي في نقل الجنائز لدفنها في مدينة النجف الاشرف وكذلك نـــقل البضائع المختلفة الى القصابات والمدن والقرى الواقعة على الطريق وعلـى هذا الاساس سمي هذا الجانب من مدينة الكوت بـ ( صوب الخان ) . ومـن ثـــم نصبت شــــركة( عيسائي ) معملاً غسل الصوف وحزمه وشحنه الى خارج الــــعراق وكـــذلك اسست الشركة نفسها معملاً لقطع السوس وحزمه وتحميله الى خارج العراق علماً ان منطقة لواء الكوت مشهورة وليومنا هذا بنبات عرق السوس . وعندئذ سميت المنــطقة بـ ( صوب المكينة ) . واول من سكن هذا الجانب هو المدعو ( محمد شلش ) وكـذلك جاسم الحمزاوي وولده حسون وله عقب هو طعمة الحسون وكذلك سكنها ( فزيع ) ابو الــــحاج عباس فزيع ومن سكانها القدماء جاسم الصينغ وجاسم الرمازي وعـــاشور الكري ومــــحمد صالح البغدادي وغيرهم وقد وردتني مــعلومات تفيد ان هذه المنطـــقة كانت تسكنها خمسة او اربعة بيوت على ضفة النهر مقابل الجــانب الشرقي من مدينة الكوت والبيوت هي :- بيت السيد عباس النعيمي
وبيت اعليوي وابناؤه كاظـــــم وعبود وهم من اهالي الكرادة وبيت حسون واولاده حميد وعزيز وزكي ويتلقبون بالبهبهانية ومـــن عشـــيرة العـقيدات وبيت رشيد محمد وعزيز محمد وهم من مدينة الكاظمية والســيد مرتضى الحـــكيم . ثم سكن المنطقة عبود حسين ويوسف حسين وهــم مــــن الطائية وبيوت مـــن العابد منهم بيت عناد العاشور ومكطاع جابر العابدي وبيت صخـــي العاشور وبيت ناموس وتكاثر البيوتات فيما بعد وسكنت هذا الجانب ايضاً بعض الـــبيوتات الـــكردية وزرعت في المنطقة بساتين منها بستان عليوي وقد اقيمت على ارضه فيما بعد بنــــاية ســــايلو الــــكوت وبسـتان السيد مرتضى الحكيم وبستان رشيد محمد وموقعه دور الشؤون الواقعة قرب سدة الكوت .
لقد نما هذا الجانب من الكوت وتطور وازداد عدد بـــيوته وابـتنيت فــــيه سوق ومدارس للبنين وأول مدرسة للبنين هي مدرسة الفيصلية للبنــين ثم مدارس للبنات وعند تأسيس الملكية في العراق سمي بصوب الفيصــــلية نسبة الــــى الملك فيصل الاول ملك العراق .
كان نمو هذا الجانب من المدينة في العهد الـــملكي بسيطاً في بيوته ودكاكينه وازقته وما أن قامت ثورة الرابع عشر من تموز حتى انطــلق البناء والعمران والتوسع واطلق عليه صوب العزة ثم ازدهر هذا الجانب في العهد الجـمهوري حيث ابتنيت الدور في جانب نهر الدجيلة ووزعت الاراضي وأستـــحدثت الاحـــياء كـــحي الكرامة وحي الجماهير وأصبح السكن فــــي هذا الجانب مزدحــــماً حتـــى زحفت الدور والابنية الى ناحية الجنوب لتأخذ الاراضي الزراعية مطــــوقة مديـــــنة الــــكوت مــن جانبها الغربي عبر دجلة والجنوبي والشرقي واتصل صوب العزة بناحية الفلاحية والكـــرامة . هذا الازدحام السكاني حصل نتيجة الهجرة التي جاءت بالكثير من ابناء المحافظات الــــذين حبذوا السكــــن في مدينة الكوت .