انتهاء حُكم حزب الدعوة,مرجعية النجف تحكم,ايران تُعاين الاضرار,عبد المهدي رئيس الوزراء
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بعتبار ان الامر اصبح شبه رسمي بتكليف عادل عبد المهدي لتشكيل الكابينة الوزارية , دعونا نُعيد قراءة المشهد السياسي بشكل موضوعي
1 _ لماذا عادل عبد المهدي ؟
2 _ تكليف عبد المهدي يُعتبر نصراً لولاية الفقيه ام لمرجعية النجف الاشرف ؟
3 _ منْ اللاعب السياسي الاول في مستقبل السياسة العراقية ؟
4 _ منْ المُستفيد من تكليف عبد المهدي ؟
5 _ ما دور ايران في المرحلة القادمة ؟
6 _ ما دور مقتدى الصدر في ما يحدث ؟
7 _ هل هُناك بادرة امل و تفاؤل في المُستقبل ؟
8 _ مدى مقبولية عبد المهدي دولياً
دعنا نُسلسل الاجابات عزيزي القارئ
1 _ بعد فقدان الفياض جميع الحظوظ في الترشح بسبب انشقاقه عن الحليف (العبادي) مما أثر سلباً على العبادي و حُلم الولاية الثانية كذلك , اصبح عبد المهدي مرشحاً قوياً بوجه طارق نجم , او لنقول بوجه حزب الدعوة , الحزب الذي بدأ يتراجع جماهيرياً في الانتخابات مرة تلو الآخرى , و بما ان العُقم اصاب الطبقة السياسية بترشيح شخص ينال استحسان الجميع قرروا العودة للمُعتزلين و خيرهم عبد المهدي .
2 _ اقولها و انا متأكد ان تكليف عبد المهدي كان شوكة في صدور حلفاء ولاية الفقيه , مرجعية النجف لم تكن مهتمة فعلا بـ اسم المرشح و لكن القضية في انتصار الفكرة , جميعنا كنا متخوفون ان رئيس الحكومة القادم سيكون (حشداوي) بـ امتياز او بمعنى آخر من قائمة الفتح او النصر او دولة القانون , و لكن مرجعية النجف قاتلت كل القوى السياسية ذات الصلة بـ طهران و انتصرت في نهاية المطاف .
3 _ مبدئياً يظهر ان للمستقلين دور كبير في قادم الايام , و لكن هل هذا الامر سيتحقق ؟ هل سيكون عبد المهدي مقاوم لكل الضغوط السياسية خاصةً و نحنُ ندرك انه لا يملك ظهراً في البرمان و من الممكن سحب الثقة منهُ في اي وقت ؟ لكن ان صدق معهُ مقتدى الصدر و قدم له الدعم اللازم سيكون في أمان نسبي من الهجمات المُحتمل حدوثها مستقبلاً .
4 _ اعتقد ان المستفيد الاول من تكليف عبد المهدي هو الشارع الشعبي العراقي , كيف ؟ , ان وجود شخص مستقل (حالياً) في رئاسة الحكومة يُعطي بادرة امل في انتهاء حُكم الاحزاب , و هذا يعني ان الجميع مُعرض للمسائلة (نتمنى ذلك)
5 _ ظاهرياً ستحاول ايران تصدير صورة داعمة لعبد المهدي كي تُعطي انطباع انها تبحث عن المصلحة العامة , ولكن هل هذا سيحدث حقاً ؟ بـ اعتقادي كلا , سيحاول حلفاء ايران تسقيط عبد المهدي سياسياً و ابسط مثال اعادة فتح موضوع سرقة مصرف الزوية , الحادث ببساطة ان احد افراد حماية عبد المهدي قرر سرقة المصرف و بعد علم عبد المهدي بـ الامر اتصل هاتفياً برئيس الحكومة (المالكي) و ابلغ عن افراد حمايتهِ و تم القاء القبض عليهِ , و لكنها استخدمت لتسقيطة من منافسيه في وقتها , لذلك لا استبعد تكرار هذا الامر لغرض التسقيط السياسي .
6 _ كما هو معلوم عن تقلب اراء الصدر في المواقف السياسية دائماً , و لكن لا احد يشك بـ انه عدو لـ ايران , و عند رؤية مواقف الصدر سنجد التالي , قبل 2010 كان التيار خارج عن القانون في نظر البعض ,في 2014 اصبح رمانة الميزان , في 2018 صاحب القرار بتسمية رئيس الوزراء و هذا اعظم تطور سياسي ان تم مقارنته بجميع الاحزاب السياسية في العالم , لذلك اُعطي الصدر دور مهم جداً هذه المرة , نفس الدور الذي اُعطي لعمار الحكيم في انتخابات 2014 و جميعناً نتذكر دعم المرجعية لعمار كما قال المرجع النجفي (عمار ابن المرجعية) و هذا التصريح كان فاصلاً و اصاب المالكي بمقتل بعد الاشهار برفض ترشيحه , لكن عمار لم يستغل هذا الدور و فشل فيما بعد , الان الصدر هو ابن المرجعية المُدلل , لما لا و هو الاكثر شعبية بين الجميع , و هذا يظهر في تغير الموقف من الداعم للعبادي الى الداعم لعبد المهدي , بمعنى ان الصدر فعلاً اصبح هو يد المرجعية الضاربة و يأتمر بأمرهم .
7 _ احاول ان اكون متفائل بـ هذه المعطيات و اقول , حزب الدعوة تم الاستغناء عنهُ في تصدر المشهد السياسي و اعتقد هذا ذهاب دون عودة , الحزب اصبح سيء السُمعة بسبب الفساد الذي صاحب فترة حكمهم , و اضعاف حلفاء ايران من قادة فصائل الحشد الشعبي في لعب دور كبير بالعملية السياسية كـ منظمة بدر و عصائب اهل الحق ....الخ , كذلك ابعاد عمار الحكيم من الدور الانتهازي الذي من خلاله استفاد كثيراً في ما سبق , وهذا يعود لسبب انشقاق عبد المهدي عن وصاية آل الحكيم (المجلس الاعلى) الانشقاق الذي اضعف من سلطة عمار او لنقل (ايران) , كما هو بادرة امل للمستقلين في هذا البلد للظهور على الساحة و تعويض المقاعد الفارغة , لا ننسى المكسب الحقيقي في انتصار الارادة الشعبية و عودة الحُكم للشارع من خلال فرض ارادة الصدر في تعيين رئيس الوزراء قد لا نتفق على اسم عبد المهدي شخصياً ولكن لا نستطيع نفي انها ارادة الصدر الحاصل على الجزء الاكبر من اصوات الشارع .
8 _ مما لا شك فيه ان عادل عبد المهدي يتمتع بمقبولية دولية اكثر من بقية المرشحين , هُناك من يعتبره امريكياً و هُناك من يقول عنه برطانياً , لكن في جميع الحالات و كما هو واضح من اختفاءه في الفترة الماضية انهُ لا يوجد لديه ولاء لجهة معينة اكثر من غيرها , و قد يكون اكثر المُستقلين صدقاً (نتمنى ذلك) .
هامش مهم جداً : الموضوع ليس تمجيداً لعبد المهدي , ولا تطبيلاً لـ اي جهة مُعينة , قد نختلف كثيراً على شخصية عبد المهدي منا منْ يراه فاسد ومنا منْ يراه نزيه , لكن نحنُ نتحدث عن آلية تم اختيارهُ على ضوءها , قد تكون بادرة امل و قد لا تكون في النهاية هي قراءة شخصية
في الختام اتمنى ان اشاهد جميع الاراء , و اعتذر جداً بسبب الاطالة
تحياتي و احترامي
انسان ثاني