يعلم الجميع انه خلال هذه الفترة من كل عام ينتشر مرض الانفلونزا بكثرة، خاصة مع تغير الطقس معلنا انتهاء فصل الصيف ودخول فصل الخريف، ولكن ما يجهله كثيرون هو ان هذا المرض يمكن أن ينتهي بالموت.
ثمانون ألف حالة وفاة، ودخول تسعين ألف حالة إلى مستشفيات الولايات المتحدة خلال الموسم الأخير، كل هؤلاء ضحايا الانفلونزا، هذا المرض الذي عادة ما يستهين به الناس معتقدين انه مجرد مرض عابر يمكن أن يُعالجَ ببعض المسكنات والمشروبات الساخنة في المنزل، بينما هو مرض لا يستهان به وقد يكون خطيرا في بعض الأحيان فيحصد أرواحا ويؤدي إلى تبعات خطيرة.
ويوضح الأطباء أن مرض الإنفلونزا لا ينتهي في غضون أيام قليلة، إذ ثمة أمور تستمر لأسابيع من جراء تأثير الالتهابات على الأوعية الدموية، وفضلا عن ذلك، يستطيع هذا المرض أن يصيب الإنسان بجلطة دماغية أو يكون مرحلة أولى تقوده صوب الإعاقة.
ونقلت "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن الموسم الأخير كان الأسوأ في تاريخ الإنفلونزا، منذ عقود طويلة بالنظر إلى عدد الحالات التي جرى تسجيلها، وتشير تقديرات المركز الأميركي إلى أن ما بين 12 ألفا و56 ألفا يفارقون الحياة كل سنة جراء الإصابة بالمرض.
وتشير الأرقام المرعبة في الولايات المتحدة إلى أن 180 عائلة فقدت أبناءها خلال الموسم الأخير بسبب الإنفلونزا، حتى وإن كان هذا المرض لا يحظى بالانتباه الكافي، ويوضح أخصائيون أن الأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا انتقلت إليهم العدوى عن طريق الاختلاط بالمرضى ومن بين هؤلاء أطفال كثيرون لم يخضعوا للتلقيح.
ويوصي المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها كل شخص تجاوز عمره ستة أشهر بأخذ لقاح الإنفلونزا كل سنة، لكن 46.8 في المئة فقط من الأميركيين يأخذون بهذه النصيحة.
ويضيف المركز أن 80 في المئة من الأطفال الذين توفوا خلال الموسم الأخير من الإنفلونزا، لم يسبق لهم أن استفادوا من تلقيح العدوى، وهو ما يعني أن تقصير الآباء وعدم وعيهم الصحي كان له تأثير كبير في الفاجعة.
ويقول المدير الطبي في المؤسسة الأميركية الوطنية للأمراض المعدية، إن التلقيح ضد الإنفلونزا لا يقي من الإصابة بنسبة مئة في المئة لكنه يقلل عرضة الوفاة بسبب المرض إلى حد كبير، وحين يصاب المرء بالأنفلونزا على الرغم من أخذه لقاحا، يشعر بآلام أقل عندما يداهمه المرض بخلاف من لم يلجؤوا إلى هذه الخطوة الاستباقية.
فيما يقول خبراء إن عدم نجاعة اللقاح بشكل كامل يجعل الناس ينصرفون عن هذه الخطوة الوقائية، إذ يتساءلون في الغالب عن النفع من اللقاح، إذا كانوا سيعانون المرض بحدة أقل.
هذا وكان المركز الأميركي قد توقع في وقت سابق أن يكون موسم 2017-2018 مقلقا من حيث الإصابات؛ وهو ما حصل بالفعل بسبب انتشار عدوى "إتش 3 إن 2" التي توقع ضحايا كثيرين بين كبار السن على وجه الخصوص.