اغتلتم قلبي ..أنتما الإثنان
دون رحمةٍ .. دون شفقان
اغتلتم روحي
كـ طفلةٍ مولودةٍ
وأدتموها دون حسبان
وكان موتي ..
مابين نبضي وأنفاسي
هي النبضُ لي كانت
وأنتَ كُنتَ لي الأنفاس
لا تحزنوا لموتي
فقد جاء على يدِ
أعزُّ الأحباب
اغتيالُ مرام
سـ يُخلَّدُ بتاريخكما
لأنكما كنتما قطعةً مني
فـ لا ألومُكما
بل ألومُ نفسي
وآهٍ منكما
فتحتُ لكما أبواب قلبي
وقلتُ اسكنوا هنيئاً لكما
كُنتُ أنتظر موتي
ولكن لم أعلم ..
بأنه سيكونُ على يدكما
اغتلتموني في وضحِ النهارِ
وارتدَّ بصدري مساءً سهمكما
اغتيالٌ مسمومٌ
وتجرّعتهُ كـ عسلٍ مُعتَّقٍ
ارتشفتُ نهايتي منكما
بكيتُ عمري
بكيتُ نبضي
بكيتُ .. وبكيت
حتى سالَ سوادَ العينِ مني
حتى ذابت الروح مني
حتى بهُتَ لوني
وضاعت ملامحي
كانت هي لي عالمٌ آخر
لم أجد وصفاً بحقها
كانت لي تؤاماً للروحِ
وأنتَ أتيتَ فأصبحتَ
نبضاً يعزفُ فرحي
اتخذتُكَ أنفاسي
فـ خنقتني حَدَّ الموتِ
أجل اغتلتما نبضي وروحي
ودستما عليَّ ببرودٍ
حطمتموني لأجزاءٍ
كـ قطعةِ زُجاجٍ
تناثرتُ كُلِّي
كُنتُ أعيشُ غُربةً أعلمُ
كُنتُ أعيشُ موتاً أعلمُ
ولكن كانت هي لي نوراً
يُضيُْ عُتمتي
وأنتَ أتيتَ كـ اشراقةِ صُبحٍ
تنسلُّ لزوايا عُمري
فرحتُ بكَ كطفلةٍ
كـ جذرٍ عاد للحياةِ بعد الموتِ
أخبرتُكَ عني
فتحتُ لكَ أبواب مُدني
ظننتُكَ سفينتي والأمان
اختبأتُ بين أحضانكَ
ارتعشُ من خوفِ زماني
كـ عصفورٍ كسير الجناح
وظننتُ يدُكَ التي ربتت عليَّ
ستكونُ جناحي وسندي
وأمَّـنـتُ لكَ
ولأنكَ كنتَ تعرفها
عشقتُكَ دون خوفٍ
دون تردّدٌ
لأنني كُنتُ أظنها تسعى لفرحي
هل أقولُ لكما بحروفي
أم أشكيكم بجوفِ الليلِ بدمعي
أنتما أقرب اثنين لروحي
هي الأولى كانت لنبضي
هي أختي .. هي صديقتي
هي كانت أُمَّاً لي
تؤاماً شاركتها حزني وفرحي
هي كانت دماً يجري بشرياني
هي كانت أنشودة بقائي
هي التي كُنتُ أستمدُّ منها قوتي
كنتُ أحاولُ التعلم منها
والتشبّه بها
كانت فعلاً ليس كلاماً
كانت جزءاً مني
وأنتَ .. أنتَ ما أقولُ عنكَ
كيف احتللتني هكذا
كيف تغلغلت لمساماتي
كـ سحرٍ فرعوني
أحببتُكَ اللهُ شاهدي
وهو أعظمُ من استشهد بهِ
أحببتُكَ كـ فرحٍ
كـ عيدٍ استقبلُ منهُ أروع الهدايا
أحببتُكَ ولا أعلم لِمَ
وكيف ولماذا
لا أعلم متى كبُرَ هذا العشق بداخلي
وأخذَ مني أكبر نصيب
ساذجةٌ أنا .. بلهاء
حمقاءُ أنا .. لم أتّعِضْ
وشكراً لكما ياأعز ماامتلكتُ
ويكفيني رثاءً لحالي
وعزاءً لي
أن موتي كان على يدكما
تلك اليدان البيضاء
لهما شكري وامتناني
وقُبلةٌ على تلك اليدان
هذا وداعي لكما انتما الاثنان
وإن تذكرتماني يوماً
زورا مقبرة العشقِ والوفاء
وانثرا على قبري ماشئتما
وسلامي على أيامي معكما
نزفٌ وموت .. بقلمي .