يعاني كثير من الأشخاص من متلازمة القولون العصبي، والتي قد لا تستجيب عند الجميع للحميات الغذائية الموصى بها. غير أن دراسة جديدة أشارت إلى إمكانية وجود حل للتخفيف من الأعراض المزعجة لهذه المشكلة.
تشير دراسة حديثة إلى أن الأشخاص، الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي ربما قد تتحسن حالاتهم بمضادات الاكتئاب والعلاج النفسي. إذ يعاني المصابون بمتلازمة القولون العصبي من ألم مزمن في البطن مع غازات وإسهال وإمساك. وفي حين يتحسن البعض باتباع نظام غذائي خاص يتجنب أنواعا معينة من الطعام، التي تسبب الأعراض، لا ينجح هذا الأسلوب مع الجميع وتشير بعض الدراسات إلى أن الحالة يمكن أن تتأثر كذلك بما يدور في المخ.
وفي هذه الدراسة فحص الباحثون بيانات 53 تجربة قارنت بين آثار مضادات الاكتئاب، والعلاج النفسي سواء منفردة أو مع علاجات وهمية دون مادة فعالة أو العلاج المعتاد لمتلازمة القولون العصبي. وأظهرت الدراسة أن المعدلات الأعلى "لعدم الشعور بتحسن" جاءت مع العلاج الوهمي وقللت معدلات عدم الشعور بارتياح بنسبة 34 بالمئة مع مضادات الاكتئاب وبنسبة 31 بالمئة مع العلاج النفسي.
وقال الطبيب مايكل كاميليري الباحث في كلية طب وعلوم مايو كلينيك في روتشيستر بولاية مينيسوتا، الذي لم يشارك في الدراسة "من خصائص متلازمة القولون العصبي الحساسية المفرطة لوظائف الأمعاء... بما يعني أن الأعصاب، التي تنقل الإشارات من الأمعاء للمخ حساسة بشكل زائد أو أن المخ أكثر انتباهاً أو يأتي رد فعله بشكل انفعالي بدرجة كبيرة على الرسائل الطبيعية الواردة من الأمعاء، أو الاثنان معا". وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني: "بما أنه ليس هناك أدوية تخفض حساسية الأعصاب يصف بعض الأطباء أدوية تعدل الوظائف الدماغية على أمل أن يساعد ذلك في خفض القدرة على الإحساس أو الاستجابة الإنفعالية للإشارات أو الرسائل الواردة من الأمعاء".
وأشار الباحثون في النشرة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي إلى أن الحالات النفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق والأعراض البدنية الناتجة عن اضطرابات نفسية شائعة بين المصابين بمتلازمة القولون العصبي.
كما أشار معدو الدراسة إلى أنه من الشائع علاج المصابين بمتلازمة القولون العصبي بمضادات الاكتئاب، غير أن العلاج النفسي ليس شائعاً في مثل هذه الحالات.