تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السابق ولا يزالون، صوراً لنساء بشوارب وحواجب غير مهذبة ومتلاصقة يرتدين الحجاب وتنانير قصيرة أسفلها جوارب طويلة بيضاء، واستخدمت هذه الصور بهدف المزاح والنكات، لكن هل كنتم تعرفون حقيقتها؟ هذه الصور تعود في الحقيقة الى بعض النساء في العصر القاجاري فى إيران. والصورة الأشهر بينها قيل إنها تعود إلى ابنة ناصر الدين شاه قاجار، الذي امتدت فترة حكمه نحو خمسين عاماً (1848- 1896) مدّعين أنه تقدم لخطبتها نحو 2000 شخص، على الرغم من افتقارها إلى الجمال ووزنها الزائد.
ولكن الحقيقة أن هذه الصورة لم تكن لابنة ناصر الدين شاه قاجار، ولكنها لزوجته وفاطمة الملقبة بـ"أنيس الدولة" وهي صاحبة الصور المثيرة للجدل. وكانت الزوجة المقربة والمفضلة لقلب الشاه، لقبت بـ"ملكة إيران" حيث إنها قامت بالمشاركة فى الأعمال الإدارية وكانت تطلع على شوون الحكم فى البلاد، وكانت تشاركه فى أسفاره ورحلاته. يشار الى أن زوجات الشاه بلغ عددهن 84 امرأة ما بين زواج رسمي ومؤقت"،.
عندما تزوج الشاه فاطمة كانت صغيرة فى السن، وداخل أروقة القصر تعلمت بروتوكولات التعامل الملكي، وبعد وفاة "جيران خانم" إحدى زوجات الملك المقربات له، انتقلت أملاكها إلى "أنيس الدولة" وشيئاً فشيئاً استطاعت أن تحكم قبضتها على السلطة وتصبح امرأة ذات نفوذ.
سرّ الشارب والسمنة
صور "أنيس الدولة" وبعض زوجات الشاه واللاتي ظهرن بها بشوارب جعلتهن أشبه بالرجال المتنكرين فى ملابس النساء ودفعت البعض للتساؤل عن السر وراء تلك الظاهرة فى تلك الفترة التاريخية، وهو ما جعل بعض وسائل الإعلام الإيرانية تكشف عن حقيقة هذا الأمر، فقالت إن زوجات الشاه كنّ يطلقن شواربهن كنوع من الجمال وكن يتنافسن فى هذا الأمر، لدرجة أن النساء اللاتي لم يكن لهن شوارب واضحة وكبيرة كنّ يسعينَ للحصول عليها عن طريق الرسم بأقلام الكحل. والسر يعود لمقاييس الجمال عند "ناصر الدين شاه"، الذي وضع مواصفات خاصة، فكان يرى أن المرأة الجميلة والمرغوبة يجب أن تكون صاحبة وزن زائد وتتمتع بالسمنة، ولها شارب طويل كالرجال. كما كانت الحواجب المتلاصقة من علامات جمال النساء فى تلك الفترة فى تاريخ إيران، وكانت الكثير من النساء يسعين لمواكبة تلك الموضة باستخدام مستحضرات التجميل، وكانت "أنيس الدولة" لها تأثير كبير على حركة الموضة داخل إيران، حيث قامت بإحداث طفرة كبيرة فى أزياء النساء الإيرانيات.
سرّ الصور الكثيرة
يقال إن ناصر، وريث العرش الفارسي البالغ من العمر 11 عاماً، حصل على هدية من الملكة فيكتوريا، عبارة عن كاميرا تصوير أصبحت شغله الشاغل، كما قيل إن هذه الصورة كانت ممنوعة بتاتاً من الوصول إلى عامة الشعب. ومن خلال الاطلاع على الصور، نستنتج أنه كان لناصر حب كبير أيضاً لأنيس نظراً للعدد الكبير من الصور التي تظهر فيها هي على حساب غيرها.