رددا معي, " هـل أنتِ أخــتي " ؟
بـعد أن نـطقت الفتيات الـجملة, إنقـلب الـمنزل رأسا على عقب, طارت كـل واحدة نـحو جدار, الأثاث تـحرك عن مكانه والنوافذ فتحت, أمـا الـيد الـخشبية فـقد تـحركت نـحو " نعـم "
حـاولت " ولاء " الـهرب خـارج الـشقة لـكن حـدث أمر منعها, كلـما إقتربت من الـباب تطايرت السكـاكين, الكراسي و كل الأشياء بالـمنزل نـحو الـباب, تراجعت " ولاء " والدموع لـم تفارقها, تـحدثت " خـولة "...
- ركـزا بالـلوحة
إهـتزت اللـوحة لتتحرك من حـرف لأخر مُشكلة جـملة " أكـملوا الـلعب "
صـاحت " ولاء " في وجـهي صديقتيها..
- تبـا لك يا " خـولة " تريدين إصـابتي بالـجنون !! و أنتِ يا " روان " ألـم تقولي أنـه ليس لديك أخوات !!! تبـا لكما تبـا لكمااااااااااا
نـطقت " خولة "..
- صحيح يا " روان " مـاهي قصـتك ؟ ما قصة أختك ؟
أجـابت " روان "...
- وصـلني تقرير طـبي منذ مدة أن لي أخـت متوفية لـكن لم يـكن مثبت فأخفيت الآمر
بالـطبع " روان " كـذبت هنا فـهي لـم تعرف ماذا تقول لصديقتيها...
- وإسمـها " هدى الـسراوي " ؟
- لا هذا اسم أمي !
- ولماذا استجابت حين ذكرنا ذلك الاسم ولم تستجب أمك ؟
- لا أعلم لـنسألها !!
والدمـوع تغـطي وجهها تحدثت " ولاء "...
- لن تتوقفا صحيح ؟ لن تتوقف حـتى تموت واحدة منا
أمسـكت " خـولة " بـ " ولاء "...
- كفاكِ بكاءً ما حصل قد حصل, أنتِ صـوتي معي على لعـبها وقـلت أنك غير مؤمنة بهذه الآمور, لـو صـوتي بـ " لا " مع " روان " لمـا لعبناها, لذلك توقفي عن النـحيب ولـنكمل اللـعب حتى نجدا مخرجا !
ألقت " ولاء " بناظرها نحو " روان " و " خولة " ووجدت الـجدية في أعينهما
جـلست الـفتيات مجددا أمـام اللـوحة,إستطاعت " روان " التحدث لوحدها مع اللوحة، سـألت ..
- إذا أنتِ أخـتي ؟
تـحركت الـيد الخشبية نـحو " نـعم "
مـجددا سألت...
- لمـاذا استجبتِ حيـن ناديت بإسـم أمي ولم تستجيبي عندما ناديت بالإسم المزيف " هاجر " ؟
تحركت الـيد لتكوين جملـة... " حين يذكر اسـم شخص ميت يستدعى قـرينه إن كـان مـوجودا أو أي جـني لـه علاقة بـه, الـموتى لايعودون "
تلـبكت " روان " و تعقدت الأمور عـندها أضافت سؤالا جديد..
- الـموتى لا يعودون ؟ كـيف تتـحدثين معي إذا ؟؟
- أنا لست ميتة
ودقات قلبها تسارعت, سألت " روان "
- إذا من أنتِ ؟
- أنـا جنية
أرادت " روان " أن تسـأل سؤال أخر لـكن الـيد الـخشبية أنـهت اللـعبة بـعد أن توقفت عند كلـمة " وداعا "...
حـاولت " روان " الـتحدث مـع اللـوحة دون فائدة, ضربت على اللـوح أيضا ولكن لا إجابة, قـالت " روان " بتعصب...
- هـل فـهمت أي منـكما ما الذي جرى ؟
وقفت " ولاء " قائلة...
- ما أعرفه أن صداقتي معـكما قـد وصـلت لأخرها !
نـطقت " خولة "...
- يا مجنونة ماذا تقولين ؟
- كما سمعتي
تـحدثت " روان "...
- دعيها يا " خولة " مـنذ أتت وهي تـنوح, فلـتغربي عن وجهي يا " ولاء " الآن وحالا
قـالت " ولاء "...
- الآن الـوقت متأخر سـأنتظر حتى الـصباح ثـم أغادر
بسبب اللعبة المخيفة إنـهارت " روان " بـاكية, خففـت " خولة " عنها بقـولها...
- يا فتاة امسـحي دموعك, أعـلم أن ما حصل أمر عجيب ومخيف لـكن بالتـأكيد لـه تفسيره, لـنرتب الـشقة الآن وغـدا سـنجد الـحل المناسب
صبـاحا قـفزت " خولة " على " روان " لـتوقظها...
- استيقظي يا فتاة استيقظي
- بسـم الله, أتركيني أنـام فـأنا نـمت متـأخرة بالأمس بسبب التفكير فيما حصـل
- أعلـم ولكـنني وجدت الـحل للـحصول على إجابات لأسئلتك !
بـسرعة جـلست " روان " مركزة مع " خولة "...
- وكيف ؟
- الـشيخة " زنوبا "
- ومن هـي الـشيخة " زنوبا " ؟
- شـيخة هـو الـنك نيم للـساحرة " زنـوبا", هـذه الـشيخة خبيرة في هذه الأمور
- جـميل, إنتـظري لحظة كيف عرفتي بأمر تـلك الـساحرة ؟؟؟
- في رأيك كيف تـزوجت ابنة عمي " أوريدة " رأس الـبصلة ؟
- ههههههـ, لنـفطر ثـم نذهب
خـرجت الـفتاتان مـن الـغرفة لـتجدا الإفطـار جـاهز, " ولاء " أعـدت الإفـطار, تـحدثت " روان "...
- ما هذا يا " ولاء " ؟ ظـننتك غـادرتي
- أنـا حقـا...حقـا أسفة, نـحن رفيقات ويـجب أن نبـقى مع بعض عـلى الـحُلوة والمـرة
بـصوتها الـصاخب تـحدثت " خـولة "...
- مـذاق الـطعام هـو ما سيحدد إن كـنا سنسامحك أم لا
فـطرت الـفتيات و بالـطبع كـان لذيذا, غـادرن بسـيارة " روان " الـجديدة صـوب أزقـة أحيـاء ( بنغازي ) الـقديمة ليـلتقين بالـساحرة " زنوبا ", تحدثت " خولة "
- السلام عليكم شيخة " زنوبا "
- وعليكم السلام يا بنات تفضلن
دخـلت الـثلاثة إلـى الـمنزل كريه الـرائحة وكثيـر الأبخـرة, تـحدثت " خـولة "...
- لـندخل في صـلب الـموضوع يا شيختنا الموقرة
- نعـم لندخل في صـلب الـموضوع
- أأأأ...الأفضل أن تخبرك صديقتي بالأمر فهـي صـاحبة الـشأن
نطقت " روان "...
- أريد سؤالك يا شيخة, هـل يعقـل أن يكـون للإنسي أخ من الـجن ؟
- نعـم, إذا تـزوجت الإنسية جـني فإنهـا قـد تحـمل بإبن مـن الجـن لا بـل أيضا من الممـكن أن تحمل بإبن من الإنس
- ابن من الإنس ؟؟
- نـعم يمـكن أن يكون والد الإنسـي جنيا
اقـشعر جسـد " روان " وارتبكت خائفة مـن أن يكـون ما يدور ببـالها حقيقيا...
تـوقفت " روان " عـن التفـكير بـعد أن كسـر بـاب مـنزل الـشيخة " زنوبا ", كسـره أربع شبـاب وبأياديهم سكـاكين وسيـوف, تـحدث أحدهم...
- يا فـاسدة سـحرتي أختي ؟ قـتلك حلال أنت ومن مـعك ؟؟
ركـض الأربعة نـحو الـساحرة والفتيات عاقدين الـعزم على قـتلهن جميعا, في لـمح الـبصر سـقطت أسـلحتهم ليـترنـحوا يمينا ويسارا مختنـقين, يـردد أحدهم..
- الـنجدة, الـنجدة, الـنجدة
" ولاء " صـرخت في وجه الـساحرة...
- تـوقفي ستـقتلينهم, تـوقفي
- أقسـم أنها ليسـت أنا
- كفـاكِ كذبا وتـوقفي !!! لا تبـلينا بجريمة قـتل أرجوك !
- لســت أنا
بأعلى صـوت صـاحت " روان "...
- أخــــتي تـــوقفي !
بـعد أن نـطقت جملتها فعلا زال الاختناق عن الشباب وسقطـوا على الأرض ليلتقـطوا أنفـاسهم
مشـهد صـدم الـجميع, وقـفت " روان " قائلة...
- سأغادر إن كـنتن تردن الـذهاب الـحقن بي
صعـدت الفـتيات الـسيارة, تـحدثت " ولاء "
- أرجوكِ أوصليني لـمنزلي
- لـك ذلك, وأنتِ يا " خـولة "
مـن الموقف حتى " خـولة " لـم تستطع النـظر إلى " روان ", تـحدثت...
- نعم أنا كذلك ضـعيني بالـمنزل
- حسـنا
بـعد أن أوصلت " روان " الفتـاتين وأصبحت وحيدة, بـدأت بـتشغيل دماغها متحدثة لنفسها...
- مـن الموقف الماضي أنا شبه متأكدة أن لي أخـت من الـجن لـكن ما يجعلني في حيرة ليـس هذا الأمر بـل هـل من الـمعقول أن أبي جـني ؟
تـكاد تقتـرب " روان " مـن المجمع الـسكني الذي تقـطن بـه, الـطريق مزدحم, طفـل صـغير يأتي كـل مرة عـند سيـارة في الـطريق ليعطيها ورقة على ما يبدو أنها ورقة يشرح فيها وضـعهم المعيشي ليرأف الـناس بحـاله هي في الأغلب حيلة لـكن الصدقة لله ولا يسأل عنها, طـرق الـطفل نافذة سيارة " روان " وأعطـاها هي كذلك الـورقة...
قرأت " روان " الـورقة والـصدمة لـم تفارق وجههـا بعد قراءة أول كلمة
(( أخـتي الـعزيزة " روان " أنـا " سـهيلة " أخـتك التـوأم, أعـلم أن برأسك تساؤلات عديدة وأتـمنى أن أستطيع الإجابة عـنها, بالـنسبة لوالدك أنا لا أعرف عنـه شيء كـما إنني لا أعرف شيء عـن والدي, أريد مساعدتك لـكن كوني مقيدة بـعالم الـجن هكذا فالأمر صـعب كثيرا علي, فـك قيدي يـعتمد على شيء واحد وهو تعويذة لـجعلي أدخل جسدك, سيصلك طرد الـيوم به كتاب تسخير الجن يشرح لـك مفاهيم زرع الجـن بجسـد الإنس, انقليني بداخلك يا اختاه افعليها ))
طرق الـطفل على نافذة " روان " مجددا, نظرت إليه, مد الطـفل يده في إنتظار الورقة والـمال
أعادت ناظرها نـحو الورقة لتـجد كـل الكلام إختفى وكل ما بالورقة هـو شـكوى لحيـاة عائلة الـطفل الـصعبة, أعطته الورقة وبعض الـمال ثـم إنطلقت عائدة لمنزلها