ماذا عن صورتك أنت؟
لم تصل إلى قارعة اليأس بعد؟ ألم يصبك هذا السكون الممزق بالكثيرِ من الأسى! فلتخبرني ما الداعي، ما الجدوى من أن تنشطر إلى أكثر من نصفٍ كي تكتمل في أعينهم فقط! ماذا عن صورتك أنت في عينِ أناك؟
أنا يا صديقي يملؤني الغضب، التعب، والحب، تحتشد بداخلي الكلمات الزائفة، الطرقات التي لا تعرف وجهتها، جميعنا نقف أمام حتميّة الرحيل.
أنا يا صديقي قابعة بين زحام الأنفاس، أكاد أختنق، أوشك على الصراخ، لكن لا صوت لي، أنا العدم برمته، لكن من أنت؟
- من أنت؟ حينما يتقطر صوتي، حينما تتعاظم الغصة، فتصبح كل النهايات في عيني ممكنة، أما الذكريات؛ فلا ذاكرة لديّ كي تتبناها.
- من أنت؟ عندما أحلم بالطيران كنورسٍ تغريه عتبة السماء الأولى، لكن لا أجنحة لديّ ترفعني، لماذا لم تكن جناحي؟
- من أنت؟ حينما تنطفئ الشمعة، حينما تتآكل روحك، حينما أطلّ من عينك، من جسدك، ولا تتعرف عليّ؟
- من أنت؟ لتقحمني بين كل هذه النوايا الشاحبة بسوادها! ثم تعلن انسحابك الجريء عليّ وتختفي!
يا صديقي ابحث عمّن يبحث معك عنك، عمّن يجدك أولاً في ملامحه قبل أن تجدك فيه، ابحث عمّن يعطيك قلبًا رغمًا عن قلبك، ابحث عمّن يحاول أن تجتمع كل الطرقات بكما، ابحث عمّن يخلق لك عالمًا رابعًا وخامسًا وعاشرًا دون أن يكترث للخرائط، أو حتى دون أن يسأم، ابحث عمّن يواسي حزن الأشجار، عمّن يغني للمطر، للبكاء، وللحب، ابحث عمّن يندفع نحوك كموجةٍ يثيرها الارتطام دون أن تخشى من النهاية؛ ليخبرك بأن لا شيء يستحق أن تبقى عند مرمى الغياب وحيدًا، وكل الحب ينتظرك
بقلم ؛ سلمى الجابري