معلقة امرؤ القيس في وصفه الخيل
ـ- ولَيْلٍ كموجِ البحر أرخى سُدوُلَهُ علـيَّ بأنـواع الهمـوم لِيَبْتَـلي وَأردَفَ أعـجازاً ونـاءَ بِكَلْـكَلِ 2- فقلتُ له لمـا تَمَـطّى بـجَوزِهِ بصبح ومـا الإصْبَاحُ مِنـْكَ بِأَمْثَلِ 3- ألا أيها الليلُ الطويـلُ ألا أنْجَلِ بكل مُغَارِ الـفَتـْلِ شـدت بِيَذْبُلِ 4- فيالَكَ من ليل كـأن نُـجُومَهُ بِأَمْـراسِ كتَّـانٍ إِلى صـُمِّ جَنْدَلِ 5- كأن الثريا عُلِّقَتْ في مَصـَامِهَا بِمُنـْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأوابدِ هَيْـكَل 6- وقد أغْتَدِى والطيرُ في وُكُنـَاتِهَا كجلمودِ صخر حطَّهُ السّيْلُ من عَلِ 7- مِكرٍّ مِفَـرٍّ مـقبلٍ مـدبرٍ مَعـاً كما زَلّتِ الصـَّفْواءُ بالـمُتـَنَزِّلِ 8- كُمَيْتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حَالِ مَـتْنِهِ أَثرْنَ غُبَـاراً بالكَدِيْـدِ المُـرَكـَّلِ 9- مِسَحٍّ إذا ما السَّابحَاتُ على الونَى ويُلْوِي بأَثْـوَابِ العَنِيـفِ المُثَقـَّلِ 10- يَزلُّ الغُلاَمُ الخِف عن صَهَواتِهِ وإرخاءُ سرحانٍ وتقـريبُ تَتْفُـلِ 11- له أيطَلا ظَبي وسـاقا نعـامة عَذارَى لَحـوَارٍ في مـلاءِ مُذَيـَّل 12- فعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كـأنَّ نِعَاجَـهُ جَوَاحـِرُهـَا في صـَرَّةٍ لم تُـزَيَّلِ 13- فَأَلحقنـا بالهَاديـاتِ ودُونـَهُ دِراكاً ولم يُنْـضَحْ بِمَـاءِ فَيُغْـسَلِ 14- فَعادى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْـجَةٍ صَفِيفَ شِـوَاء أو قَدِيـْرٍ مُعَـجَّلِ 15- فظلَّ طُهَاةُ اللحم ما بَيْنَ مُنْضِجٍ عُصـَارَةُ حـِنَّاءِ بِشَيْـبٍ مُرَجـلِ 16- كَأنَّ دِمَاءَ الهَادِيَات بِنَحْـرِهِ وبات بِعَيْني قائماً غَيْرَ مُرْسـَلِ[1]
منقول