اصبح واقع حياتنا عبارة عن أجهزة لاتكاد اليد تخلو منها،
أصبحت جزء من تفاصيل يومنا،
ولكن من المؤلم ان مشاعرنا أصبحت الكترونية،
عبارة عن نسخ ولصق وإعادة توجيه وايقونات
تعبيرية، أصبحت المشاعر الصوتية قلة امام الكتابة الالكترونية،
في المناسبات أصبح الأغلبية يتبادلون التهاني كتابياَ،
وليتها أحرف معبرة من القلب بل منسوخة.
وبإشارة تحديد تصل للجميع حتى لو كان صديق قديم
لم يعد الرقم خاص به وذهب لغيره،
المهم التهنئة وصلت والواجب تم،
هذا ما يحدث مع الأقارب والأصدقاء والزملاء،
قد تكون نعمة انه مازالت تهنئة الوالدين والاخوة
محسوسة وملموسة ولم تصبح الكترونية كماهو الحال مع الآخرين،
كذلك التعزية للآسف حينما يقال فلان مات له قريب،
انهالت رسائل التعزية بدل التواصل الصوتي.
صحيح قد يكون هناك حضور للعزاء والقيام
بالواجب لكن سبقته مشاعر الكترونية، وليست صوتية ذات عاطفة وشجون،
حتى في العمل وخارج أوقات العمل الرسمي، تحدث النقاشات الكتابية ما بين رب العمل
ومن يعمل معه بدل انتظار يوم جديد والمواجهة وجه لوجه،
أصبح الأسلوب الكتابي هو وسيلة الحوار بدل الالتفاف حول طاولة الحوار،
والاستماع لكل الأطراف، وحل المشكلة.
اعلم ان التكنولوجيا مهمة جداً وساعدتنا في كثير من الأمور الحياتية وأصبح
من السهل انجاز أي عمل من خلال تطبيق معين وخطوات متبعة،
لكنها أصبحت خطراً على الترابط وشعور المودة والمحبة ،
بين افراد المجتمع بشكل عام، وبين الاقربون بشكل خاص.
فالكتابة لم تكن يوماً كــ الوجود الحسي والملموس،
تفكرت في الحال وما آل اليه،
شعرت بالحزن والاشتياق لزمن ما قبل هذه التطبيقات،
حينما كانت التكنولوجيا بسيطة في بدايتها،
فقد تسببت هذه المشاعر الالكترونية في قلة التواصل الإنساني،
فأصبح المجتمع يفتقد التواصل المحسوس والممزوج بمشاعر الالفة والمودة،
والمشاركة الوجدانية.