غضب «النيل».. حين تُغمر قرى السودان
المصدر: الخرطوم ـ طارق عثمان
نهر النيل دائماً ما يتمرّد، وفيضانه يغمر العديد من القرى وأطراف المدن وسط السودان، في ذات الوقت الذي عزلت مياه السيول وفيضان نهر الرهد مناطق وقرى بولاية القضارف شرق السودان.
فيما لا يزال خطر نهر الدندر يتربص سكان المناطق المجاورة له، وكشفت السلطات الحكومية عن أضرار كبيرة نتجت عن ذلك، حيث دمر فيضان النيل الأزرق 4 آلاف منزل، وتأثر حوالي 60 ألف فدان المزروعة بولاية سنار، وأشارت إلى أن عمليات حصر الخسائر لا تزال جارية.
ففيما يتهدد الخطر مدينتي شندي والمتمة شمال السوداني بعد أن واصلت مناسيب النيل الرئيسي ارتفاعها، وبلغت قبل بضعة أيام 15.10 متراً، عزلت المياه المنهمرة من نهر الرهد أحد الروافد المغذية للنيل الأزرق مدينتي الحواتة والمفازة تماماً، بعد أن جرفت السيول الطريق الرئيسي الذي يوصلها ببقية مدن البلاد، وأدى فيضان النهر الغاضب إلى غرق عشرات القرى الواقعة على ضفتيه.
منازل السكان والبساتين بولاية سنار وسط السودان تعرضت لأضرار كبيرة بعد أن غمرت مياه الفيضان والسيول التي أحدثتها الأمطار المتواصلة طيلة الأيام الماضية، الأمر الذي دفع وزير التخطيط العمراني رئيس لجنة الطوارئ بسنار عبد العظيم فضل الله، للإعلان عن أضرار كبيرة لحقت ببعض القرى والأراضي الزراعية.
وأشار المدير العام لوزارة الزراعة إلى تأثر محاصيل السمسم، والذرة بمساحات كبيرة تقدر بحوالي 57.750 فداناً، وفق الإحصاءات الأولية، إضافة إلى تأثر محصول الموز وبعض المنتجات البستانية.
ارتفاع متواتر
الغرفة المركزية لطوارئ الخريف بولاية سنار تقول إن الارتفاع المتواتر في مناسيب النيل الأزرق أدى إلى إضعاف بعض الجسور الواقية للبساتين مما تسبب في الفيضانات، وأكدت أن الفيضان الحالي للنيل الأزرق تجاوز فيضان العام 1988، هذا بجانب السيول التي أحدثتها الأمطار الغزيرة التي بلغ متوسطها لهذا العام أكثر من ثلاثمائة ملم.
وأشارت إلى أنها تُجري حصراً شاملاً للمنازل المتضررة بجانب حصر المتضررين بالقطاع البستاني والمساحات التي خرجت عن دائرة الإنتاج بجانب مزارع الخضر بنهر الدندر.
بدورها أعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية بأن محطات القياس رصدت أن هناك ارتفاعا ملحوظا على نهر النيل في الحبس عطبرة، سد مروي.
وارتفاعا في الحبس شندي عطبرة، فيما تشهد بقية الأحباس استقراراً، وقال مدير الإدارة العامة لمياه النيل والخزانات المهندس بلة أحمد عبد الرحمن إن الوزارة ستظل تراقب موقف الفيضان عبر منظومة قياس النيل وروافده، ودعا السكان لتوخي الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من النيل حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم.
58
عقدت الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، دورتها الثامنة والخمسين في العاصمة السودانية الخرطوم، بين 14 و18 سبتمبر.
وذلك في إطار الاجتماعات الدورية التي تعقدها الهيئة في كل من الخرطوم والقاهرة، حيث رأس الجانب المصري للهيئة، الدكتور أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل بوزارة الموارد المائية والري، ورأس الجانب السوداني، الدكتور سيف الدين حمد رئيس الجهاز الفني للموارد المائية بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء بالسودان.
وتناول جدول أعمال الاجتماع، الموضوعات المهمة في مجال الموارد المائية بين البلدين، والتي تتمثل في دراسة مشروعات تقليل الفاقد لزيادة إيراد النهر، موازنات السد العالي والخزانات الأخرى داخل السودان، مقاومة نبات الهايسنت (ورد النيل)، مشروعات التعاون الفني بين دول حوض النيل، شؤون دول حوض النيل والعلاقات الدولية.