بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مهما بلغ الباطل فجره ومهما طغي و تكبر و تجبر وسيطر و بلغ مداه..ومهما انقلبت الحقائق و تراجع الحق..و اندهش انه وحيدا وطال الوقت و الزمن فان الحق سيظهر و يعود و يحصل كل شخص علي حقه..
يوما مشي الباطل مع الحق فقال الباطل :انا أعلي منك رأسا..فقال الحق: انا اثبت منك قدما..فقال الباطل انا اقوي منك!..فقال الحق:و انا ابقي منك..و رد الباطل انا معي الاقوياء و المترفون! قال الحق: "وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بأنفسهم ومايشعرون"..فقال الباطل :استطيع ان اقتلك الان! فرد الحق: و لكن اولادي سيقتلونك و لو بعد حين!
اقول ذلك ونحن نعيش في زمان اختلط فيه الحق بالباطل و الكذب بالصدق و الجهل بالعلم..والمشكلة ان كل واحد يعتقد انه علي حق و يبرر لنفسه ما يفعل فلا يوجد احد يعترف بخطأه بالرغم من قناعته الداخلية بأنه علي باطل ..كما تلعب التربية و البيئة و الثقافة دوراكبيرا في تعريف مفهوم الحق و الباطل و يوجد ناس يرتكبون الخطأ و يقولون ما كل الناس بتعمل كذا! كأن الناس هتنفعهم يوم يسألون عما ارتكبوه في دنياهم..
فلا تندهش عندما تجد من يقلبون الحقائق ويكذبون و يعتقدون انهم بذلك اذكياء و انهم ظفروا بما ظفروا ينظرون تحت اقدامهم ويعتقدون ان الدنيا ملك ايديهم و هم واهمون لا يعرفون انهم يسيرون في طريق الضلال وهم لا يشعرون فهل هناك افسد من فرعون بجبروته وطغيانه ثم كيف كانت نهايته!
" فاذا احتدمت المعركة بين الحق و الباطل حتي بلغت ذروتها و قذف كل فريق بأخر ما لديه ليكسبها..فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته و يبلغ الحق فيها الحق اقصي محنته و الثبات في هذه الساعة الشديدة عندها ..فاذا ثبت تحول كل شئ عندها لمصلحته ..و هنا يبدأ الحق طريقه صاعدا ..و يبدأ البطل طريقه نازلا و تقرر باسم الله النهاية المرتقبة".. ويقول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام " حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم علي حق"
يجب ان نعلم ان الحياة هي مزيج بين الحق و الباطل فلولا الباطل ما عرفنا معني الحق و لولا الحق ما عرفت معني الباطل..فكيف نقيم الانسان السوي الخلوق و الانسان السئ الشرير الا بموقفهما من الحق و الباطل
ان الصراع بين الحق و الباطل ممتد و انه سنة من سنن الاجتماع البشري وهو موضوع لن ينتهي الا مع قيام يوم القيامة!