كيف تصل معاني الكلمات للرضع؟
قالت دراسة حديثة إن الرضع يحفظون المفردات الجديدة التي تمر عليهم أثناء نومهم قبل عدة أشهر من قدرتهم على الكلام.
و نسبت صحيفة لوفيغارو لتلك الدراسة التي أجريت في معهد ماكس بلانك لعلوم الدماغ و الإدراك في لايبزيغ بألمانيا؛ قولها إن النوم يلعب دورا حاسما في تشكيل اللغة لدى هذه الفئة من البشر.
و عن الهدف من هذه الدراسة، يقول اختصاصي علم النفس العصبي في الجامعة الحرة ببروكسل فيليب بينيو إن “هذه الدراسة المثيرة للاهتمام تهدف إلى تحديد الكيفية التي تجعل النوم يسمح لكلمة مرتبطة بالصورة بأن تصبح عنصرا أعم في اللغة عند الرضع”.
ولا يبدو أن بإمكان الطفل الذي لم يتجاوز ثلاثة أشهر أن يربط الكلمة مع مدلولها لأن جهازه العصبي لا يمكن أن يربط الكلمة إلا بصورة معينة، لكن في تجربة أجريت على نحو مئة طفل يبلغون من العمر ستة أشهر، اكتشف الباحثون بقيادة مانويلا فريدريش قدرة مؤقتة للرضيع على ربط كلمة ما بفئة محددة إذا تمكن هؤلاء الأطفال من أخذ قيلولة بعد التعلم مباشرة، ويكون الأمر مثيرا للدهشة بشكل أكبر عندما تتجاوز القيلولة 45 دقيقة، ويرتبط هذا الأمر بالدور الذي تلعبه مغازل النوم الموجودة في أمواج أدمغتهم والمعروفة بتوطيد الذاكرة.
ويبدو -حسب فيليب بينيو- أن بإمكان الرضع البالغين من العمر ستة أشهر فقط، وفي ظل ظروف تجريبية محددة جدا، أن يكوِّنوا فئات دلالية معينة، الأمر الذي يفسر تفتق المفردات لديهم عند سن 18 شهرا؛ مما يمكنهم من استخدام الكلمات. والواقع أن هذا الطفل جمع ذخيرة من الكلمات العامة التي من شأنها أن تسمح له بتنظيم أفكاره و مفرداته شيئا فشيئا”.
وبمجرد أن يتقن الطفل اللغة المنطوقة، يصبح النوم أقل أهمية له في تعلم المفردات العامة والأفكار، لكنه يظل ضروريا لحفظها على المدى الطويل